البابا يزور تركيا الثلاثاء القادم
تشهد تركيا، البلد العلماني سياسياً والمسلم سكانياً، يوم الثلاثاء المقبل زيارة تاريخية للبابا بندكت السادس عشر، تنهمك السلطات التركية بالتحضير لهذا كي تظهر بمظهر البلد اللائق الذي يستحق أن يكون جزءاً من أوروبا، فيما تستعد الجهات الساخطة على تصريحات الفاتيكان حول الإسلام والعنف للاحتجاج على هذه الزيارة.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الحبر الأعظم، امس، إلى دعم تحالف الحضارات الذي ترعاه أنقرة ومدريد، ولكن البابا يعتبر أن هذا البلد العلماني يملك القليل المشترك، تاريخياً وثقافياً، مع أوروبا، مضيفاً في مقابلة في حزيران ,2004 أنه سيكون خطأ كبيراً ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقال البابا في مقابلة أخرى إن ما يمكن أن يصدم المسلمين هو عدم الحديث عن الله في الدستور الأوروبي.
ويأمل البابا خلال زيارته بأن يحدد عناصر حوار صادق يقوم على الاحترام رغبةً منه بأن تستمر علاقات الثقة التي تطورت على سنوات بين المسيحيين والمسلمين، حسبما قال أمام سفراء الدول الإسلامية في روما في مطلع الخريف الماضي.
ولكن الحبر الأعظم الذي ينصح من يريد التحاور مع المسلمين بأن يكون على معرفة متينة بدينه الخاص، كان قد استفزّ المسلمين من خلال تصريحاته في ألمانيا في منتصف أيلول الماضي، نقل فيها مقتطفات من حوار بين إمبراطور بيزنطي وعلامة فارسي مسلم، قال فيها الأول للثاني أرني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين بحد السيف.
وقد تتناقض هذه التصريحات بعض الشيء، عمّا قاله هو نفسه، عقب نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي في شباط ,2006 حيث دعا إلى احترام الأديان ورموزها من أجل إعطاء دفع للسلام والتفاهم بين الشعوب، ويجب ألا يكون المؤمنون هدفاً لاستفزازات تجرح مشاعرهم الدينية.
وبالرغم من أنه يعتبر الحوار بين الأديان ضرورة حيوية، وخلافاً لرؤية سلفه البابا يوحنا بولس الثاني المؤمنة بتطوير صلات روحية بين المسلمين والمسيحيين، فإن البابا الحالي يسعى إلى تقوية الهوية المسيحية أولاً، لأنه يعتبر أن الغرب المستهتر الذي لم يعد يصغي إلى الله ضعيف أمام المجتمعات الإسلامية حيث الدين يسيطر على مظاهر الحياة. كما يأمل الحبر الأعظم من زيارته إلى تركيا، أن يثير قضية وضع مسيحييها، حيث الحرية الدينية المعترف لهم بها تنحصر في حرية المعتقد. وقال المونسنيور لويجي بادوفيز إن البابا سيتطرّق أيضاً إلى حرية الأشخاص في اعتناق الدين الذي يريدونه.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد