البنك الدولي لا يتوقع حلولاً لأزمتي الغذاء والأسواق في العالم
لا يتوقع البنك الدولي «حلاً سحرياً» لأزمة الغذاء في العالم ولا لمشكلة الاسواق الدولية. ويركز جهوده حالياً على زيادة ارتباطه مع منطقة الشرق الاوسط التي لم تكن بين اولوياته سابقاً. ويزور رئيس البنك روبرت زوليك ونائبه للشؤون الخارجية مروان المعشر، السعودية الجمعة المقبل للبحث مع قيادتها في سبل دفع جهود البنك في المنطقة.
وقال المعشر، اثناء عرض مفصّل لمبادرة البنك المعروفة باسم «مبادرة الشراكة مع الشرق الاوسط» في نادي الصحافيين الاجانب في لندن، «ان لا حل سحرياً لأزمة الغذاء في العالم ولمشكلة الاسواق الدولية، وان الامر يتطلب تعاوناً وجهوداً دولية مشتركة في هذا الشأن».
وشدد المعشر على ان اهمية المبادرة تتركز على التعاون مع منظمات المجتمع المدني في المنطقة وعلى تقديم النصح والمشورة للحكومات في مجالات التعليم وتوفير فرص عمل للشباب بعد تخرجهم وتأمين مشاركة افضل للمرأة في الدورة الاقتصادية. وقال ان تسويق مبادرة البنك ستتم عبر التشاور المنتظم والقوي مع الحكومات والبرلمانات والمنظمات المدنية وغيرها من الشرائح الاجتماعية.
ويرى البنك الدولي ان مستقبل قوة العمل في المنطقة مرهونة بتأمين فرص مشاركة صغار السن (دون الثلاثين)، الذين تصل نسبتهم الى 60 في المئة من السكان، في الدورة الاقتصادية والانتاج.
وتفيد احصاءات ان مؤشرات النمو في المنطقة هي بين الادنى في العالم، رغم الثروة النفطية والاستثمارت الضخمة في البنى التحتية والتعليم. كما يُلاحظ غياب المحاسبة للحكومات وندرة المياه.
وعما اذا كان البنك سينصح، خلال تسويقه المبادرة، الحكومات العربية بزيادة جهودها للاندماج في الاسواق الحرة واطلاق برامج التخصيص لخلق فرص عمل جديدة، قال المعشر: «اننا لا نتدخل في عمل الحكومات بل نقدم النصح لها في مجالات عدة عبر مجموعات عمل وارتباط». لكنه شدد على ان هناك تحديات كبرى امام العالم العربي منها «الارتفاع الكبير في عدد الشباب وعدم الاستفادة من المرأة المتعلمة (50 في المئة من السكان) واعطائها فرص العمل». وقال: «اننا لن نخترع الحل بل نسعى الى تسليط الضوء على المشكلة ولن نقدم الحل السحري لتطوير اقتصاد المنطقة».
وذكر ان مؤتمر «مجموعة الثماني» في طوكيو، والذي سيُعقد في تموز (يوليو) المقبل، ضمّن برنامج عمله البحث في انعكاسات زيادة مساحات زراعة المحاصيل المخصصة لانتاج الوقود الحيوي على حساب انتاج الغذاء للعالم. كما ان اجتماعات المنتدى الاقتصادي المقبلة في شرم الشيخ، والتي سيُشارك فيها رئيس البنك الدولي، ستتطرق الى الازمة الغذائية والمالية في العالم.
ورداً عن سؤال تناول مسؤوليات البنك في فلسطين والعراق وايران، قال المعشر «ان برامجنا للمساعدة مستمرة في الضفة وغزة والعراق، وإن كان الوضع الامني لا يسمح بتحركنا بسهولة. وبالنسبة الى ايران لا يزال البنك ينفذ برنامجاً أقره للعمل بين العامين 2000 و2005 لكنه ملتزم اليوم بما اقره مجلس الامن في الشأن الايراني وهو لم يُقر اي برامج جديدة مع حكومة طهران».
وعن منطقة الشرق الاوسط، قال المعشر «ان لا مشكلة مالية لديها لكن ما ينقصها هو المعرفة وسبل حفز النمو وتطوير البرامج التعليمية لتتواكب مع المستجدات في العالم». واشار الى ان البنك سيعمل مع صناديق التنمية العربية والاسلامية في تأمين برامج جديدة للمساعدة في تطوير الاقتصاد والانتاج والنمو.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد