التعاون الجورجي – الأمريكي – الإسرائيلي: الخطط والأهداف
الجمل: شهد الأسبوع الماضي حدوث أحد التطورات المثيرة للاهتمام في علاقات خط واشنطن – تبليسي فقد وصل الجنرال جيمس كونوي قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إلى العاصمة الجورجية يتبليسي من أجل إطلاق برنامج تدريب أمريكي واسع النطاق للقوات الجورجية.
* ماذا تقول المعطيات والمعلومات الجارية؟
تشير المعطيات والوقائع الجارية إلى استمرار وتائر التعاون الجورجي – الأمريكي والجورجي – الإسرائيلي وتقول آخر المعلومات:
• وصل الجنرال جيمس كونوي قائد قوات مشاة البحرية إلى جورجيا.
• بدأت في جورجيا عملية تدريب أمريكي واسعة النطاق للقوات الجورجية.
• سترسل جورجيا بعض وحداتها العسكرية للمشاركة إلى جانب أمريكا في الحرب الأفغانية.
• سترسل جورجيا بعض وحداتها العسكرية لدعم وتعزيز القوات الجورجية المشاركة إلى جانب أمريكا في مسرح الحرب العراقية.
• عقد الجنرال جيمس كونوي اجتماعاً مع وزير الدفاع الجورجي دافيت سبخاروليدزه تفاهما فيه حول ملف التدريب الأمريكي للقوات الجورجية إضافة إلى مشاركة القوات الجورجية للقوات الأمريكية في جهود مكافحة التمرد في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية.
• وصل عشرات خبراء التدريب العسكري الأمريكيين والإسرائيليين إلى جورجيا كدفعة أولى مع التوقع بوصول المزيد.
* لماذا جورجيا مرة أخرى؟
بعد انتهاء لقاء الوزير سبخاروليدزه مع الجنرال كونوي تم عقد مؤتمر صحفي وفي سؤال حول مدى إمكانية اندلاع المواجهة الجورجية – الروسية مرة أخرى أجاب وزير الدفاع الجورجي بأنه يرجح حدوث هذه الحرب مرة أخرى، وتقول التقارير أن البيت الأبيض الأمريكي ووزارة الخارجية والبنتاغون والسفارة الأمريكية في جورجيا سارعا لممارسة الضغوط الشديدة على الحكومة الجورجية ورئيسها ساخاشفيلي لإصدار بيان يعلن فيه وزير الدفاع الجورجي سحب تصريحه القائل بترجيح وقوع الحرب الجورجية – الروسية مرة أخرى.
إضافة لذلك فقد كشفت التقارير عن الثناء والتقدير الشديد الذي قدمه الجنرال كونوي لوزير الدفاع الجورجي بسبب أداء القوات الجورجية في المسرح العراقي، وتقول المعلومات أن ثناء الجنرال كونوي كشف عن الحقائق الآتية:
• مشاركة القوات الجورجية الفاعلة جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية في عملياتها داخل العراق.
• تورط عدد كبير من الجنود الجورجيين في ارتكاب المذابح والجرائم ضد العراقيين وبالذات في العملية العسكرية الأمريكية التي تم تنفيذها ضد مدينة الفلوجة.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن القوات الجورجية الموجودة في العراق تعتبر من حيث الحجم ثالث أكبر قوة عسكرية أجنبية موجودة هناك بعد القوات الأمريكية والقوات البريطانية كما كشفت التقارير عن قيام القيادة العسكرية الأمريكية في العراق بالعمل على نشر وإعادة نشر القوات الجورجية الموجودة في المسرح العراقي في المناطق المواجهة للحدود العراقية – الإيرانية وتحديداً في جنوب العراق.
* توسيع القدرات العسكرية الجورجية: إلى أين؟
يشمل التدريب العسكري الأمريكي المكثف الذي تخضع له القوات الجورجية إلى تطبيق برامج تهدف إلى توسيع وتعزيز القدرات العسكرية الجورجية،فبالإضافة إلى تطوير وتحديث القوات البرية فإن هناك عملية تحديث وتطوير لتعزيز الآتي:
• القدرات العسكرية البحرية الجورجية: تشمل زيادة قدرات الأسطول الجورجي المتمركز في مناطق البحر الأسود وتقول المعلومات أن عملية تعزيز موازية تجري لجهة دعم القدرات البحرية الأذربيجانية في منطقة قزوين وبالمشاركة مع جورجيا.
• القدرات العسكرية الجوية الجورجية: تشمل تعزيز القدرات العسكرية الجوية وتزويد جورجيا بالطائرات الهجومية والدفاعية الأمريكية إضافة إلى أنظمة الرادار المتطورة وصواريخ أرض – جو المضادة للطائرات.
عموماًَ، برغم عدم وجود أهداف معلنة فإن تفسير خلفيات التعاون الجورجي – الأمريكي والجورجي – الإسرائيلي هو تفسير يمكن أن يقودنا مباشرة إلى الخيط الذي تنتظم ضمنه سلسلة من الأهداف غير المعلنة، والتي لا تتمثل في مجرد استهداف روسيا وإيران ونفط بحر قزوين وآسيا الوسطى وحسب، وإنما استهداف تركيا نفسها خاصة أن هناك محاولات إسرائيلية متكررة لحث الولايات المتحدة على النظر بشكل جاد في أمر تحويل قواعدها العسكرية من تركيا إلى جورجيا طالما أن جورجيا هي الأقرب إلى الأراضي الروسية وأن تركيا أصبحت "غير ملائمة" بسبب صعود القوى الإسلامية التركية ذات المصالح المتضاربة مع توجهات السياسة الأمريكية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد