الجبهة الجنوبية: الجيش يقترب من الحدود الأردنية

15-02-2016

الجبهة الجنوبية: الجيش يقترب من الحدود الأردنية

لم تكن استعادة الجيش السوري لعتمان وقبلها الشيخ مسكين في محافظة درعا إلا بداية التوجه نحو الحدود الأردنية، وتأمين قلب المدينة من هجمات الفصائل المسلحة، وهو ما يحدث بالفعل هذه الأيام، على وقع دعوات لتسريع وتيرة المصالحات والهدن في مناطق أخرى من سهل حوران.سوريون في قرية بقعاثا في الجولان السوري المحتل يتظاهرون أمس ضد ضم إسرائيل للجولان (ا ف ب)
ففي الوقت الذي تتواصل فيه المعارك عند حي المنشية في درعا البلد، شن الجيش هجوماً قرب معبر الجمرك القديم عند الحدود الأردنية، للمرة الأولى منذ سنتين، وبلغ القصف والهجوم درجة سماع أصوات الاشتباكات في مدينة الرمثا الأردنية بحسب مصادر محلية، وسط تجدد القصف بالطيران الحربي والمدفعية على الحراك وبصر الحرير وأحياء درعا الخاضعة لسيطرة المسلحين، بالإضافة إلى النعيمة التي، وبحسب مصادر المعارضة نالت النصيب الأوفر من الغارات والقذائف ما يوحي باحتمالية شن هجوم وشيك على البلدة، فيما ناشدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أهالي درعا بالإسراع بعملية المصالحات والتسوية.
وبحسب مصادر ميدانية فإن الهجوم على معبر الجمرك القديم في ريف درعا هو بمثابة استكمال لعملية فصل الريف عن المدينة من جهة، وتطويقها بهدف قطع كل طرق الإمداد عن الأحياء التي يسيطر المسلحون عليها في درعا البلد، بالإضافة إلى تأمين الطريق من دمشق إلى الحدود الجنوبية، مع الأخذ بعين الاعتبار المسافة القريبة بين المدينة والبوابة الحدودية المغلقة منذ فترة طويلة، ذلك أن الحكومتين السورية والأردنية كانتا تعتمدان معبر نصيب للسفر وعمليات الشحن التجاري قبل أن يتوقف هو الأخير، بعد سيطرة «جبهة النصرة» عليه. ويسمح التحكم به بفتح طريق سهل وسريع إلى مدينة درعا مركز المحافظة، وهو ما يفسر تشديد التحصينات في قلب المدينة لعرقلة أي هجوم يكرر سيناريو إدلب والرقة.
وترى مصادر المعارضة أن الهدف المقبل بالنسبة للقوات السورية قد يكون النعيمة، التي تشكل بموقعها القريب من المدينة ومن الطريق الدولي مع دمشق آخر نقطة تسمح للمسلحين بالتقدم أو إعادة السيطرة على جزء من خطوط الإمداد. وتخضع البلدة لحصار مستمر منذ سنتين، ورفضت الفصائل فيها عروضاً عدة للمصالحة. كما أن السيطرة عليها تتماشى مع إستراتيجية تطويق المدينة وإبعادها عن هجمات المسلحين، وسط توقعات بأن يتكرر سيناريو عتمان والشيخ مسكين بالانسحاب السريع، ذلك أن «الجيش الحر» بات أضعف من أن يواجه هجوماً منظماً وكثيفاً، لا سيما مع الغارات الجوية وحالة التشتت التي تعتري مقاتليه وفشلهم بإحداث أي اختراق جدي على الجبهة الحورانية، فيما يتردد في أوساط المعارضة أن الفصائل تلقت أوامر بالتركيز على قتال «جبهة النصرة» و «داعش» في الفترة المقبلة.
وفيما يخض عملية التسويات ما زالت كل من إبطع وداعل ضمن إجراءات استعدادات لعملية المصالحة والهدن، برغم مهاجمة عدد من الألوية التابعة لـ «الجيش الحر» وفود المصالحة واعتداءات وإطلاق نار وتمزيق وحرق العلم السوري المرفوع على إحدى الدوائر الرسمية في إبطع، فيما أفرجت السلطات عن عدد من موقوفي البلدتين الحورانيتين ضمن مساع لتثبيت المصالحة مع دعوات للمسلحين بتسوية أوضاعهم والعمل على بدء عودة الإدارات المدنية للبلدات التي دخلت ضمن اتفاقيات التسوية.

طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...