الحوار الفلسطيني ينطلق في القاهرة وواشنطن تعتبر فياض خليفة عباس
تبدأ لجان الحوار الفلسطيني، غداً، اجتماعات مكثفة في العاصمة المصرية بغية التوصل إلى تفاهمات بشأن المصالحة الوطنية، وسط توقعات إيجابية من كلا الفريقين الفلسطينيين، في وقت أثارت الاستقالة المفاجئة لرئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض مواقف متفاوتة، بين من وضعها في خانة «دعم المصالحة»، وبين من رأى فيها تكتيكاً سياسياً.
في هذا الوقت، تعرض ناشطون مرافقون لقافلة مساعدات بريطانية يقودها النائب في مجلس العموم البريطاني جورج غالاوي، الى الضرب على يد قوات الأمن المصرية في مدينة العريش، بعدما رفضت السلطات المصرية السماح للقافلة كلها بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، مشترطة التنسيق مع اسرائيل. وأكد منظمو قافلة «شريان الحياة لغزة»، ان خلافات إجرائية مع السلطات المصرية أخرت دخول المساعدات التي تم نقلها برا من بريطانيا لإيصالها الى القطاع. وقالت ليفون ريدلي ان غالاوي «يتفاوض مع السلطات المصرية على ترتيبات إدخال المساعدات».
وقال مصدر قيادي في حركة حماس لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» ان الحركة تتجه للمشاركة في أعمال اللجان «بقلب مفتوح ورغبة أكيدة من أجل الوصول إلى مصالحة وإنهاء الانقسام»، مشيراً إلى أنه «لن يتم الإعلان عن
نتائج مباحثات أية لجنة منفردة، بل سيتم إعلان نتائج الاتفاق لكل اللجان رزمة واحدة، ومن ثم سيتم تطبيق ما يتم التوافق عليه وفق الرعاية العربية الموحدة لهذا الملف».
ونقلت صحيفة «الأيام» الفلسطينية عن عضو حركة فتح إلى الحوار نبيل شعث أنّ اللجان الخمس ستجري مباحثاتها في مقر تابع للمخابرات العامة المصرية. وأضاف «سيكون الأشقاء المصريون موجودين في كل لجنة، وسيكون هناك في كل لجنة من اللجان الخمس ثلاثة أعضاء من فتح وثلاثة من حماس، أما باقي الفصائل فستتمثل بعضو أو اثنين في كل لجنة إضافة إلى المستقلين».
وأوضح أنه طبقا للاتفاق، فإنه من المتوقع أن تستمر أعمال اللجان لمدة عشرة أيام، لافتاً إلى أنه «خلال هذه الفترة من المفترض أن يتم إنجاز الجزء الأكبر من العمل، بحيث يكون ممكنا التنفيذ بعد ذلك». واعتبر شعث أن «هناك مبررات كافية للاعتقاد بأن الحوار سيسير وسينجح. وأضاف «ربما يسير ببطء ولكـــن كل الأســـباب الموضوعية تقول إنه من غير حوار لا يمكن لأي شيء آخر أن يسير قدما».
بدوره، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إنجاح الحوار «بكل الوسائل»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وتقوم بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل 24 كانون الأول من العام 2010.
- إلى ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر فلسطينية أنّ استقالة فياض جاءت كـ»خطوة تكتيكية» مدروسة من قبل الولايات المتحدة لتصوير سلام فياض على أنه «الحمل» الذي يرغب في إنجاح حوار القاهرة، والشخصية المناسبة لرئاسة حكومة الوحدة المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ واشنطن «لن تعترف بأية حكومة وحدة فلسطينية مقبلة، إلا إذا كان سلام فياض على رأسها»، وهو ما ألمحت إليه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر شرم الشيخ. ونسبت «هآرتس» إلى دبلوماسي غربي أنّ «الولايات المتحدة ترى أيضاً أن فياض سيكون رئيس السلطة الفلسطينية خلفا لمحمود عباس».
وكان فياض أعلن، أمس الأول، أنه يعتزم الاستقالة بحلول نهاية الشهر الحالي، في خطوة وضعها عباس في إطار «تعزيز ودعم الحوار الفلسطيني». كذلك اعتبرت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنّ استقالة فياض ستمهّد الطريق لتشكيل الحكومة الجديدة التي سيتمخض عنها الحوار الوطني.
لكن حركة حماس وضعت الاستقالة في إطار «خلافات شخصية ومالية مع أبو مازن (محمود عباس)»، مشددة على أنّ لا علاقة لها بالحوار، فيما ذكر دبلوماسي غربي أنّ فياض قال في جلسات خاصة خلال الأسابيع الماضية انه يريد ان يغادر منصبه لأنه «لا يرى هناك أي أمل» في علاج الخلاف بين الفصائل أو تحقيق تقدم في محادثات السلام مع إسرائيل.
وبعد يوم على استقالته، قال فياض أنه «على ثقة» بأنّ جولة الحوار المرتقبة بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة ستؤدي إلى تشكيل حكومة توافق وطني. ورداً على سؤال عن إمكانية قبوله بتشكيل حكومة فلسطينية، اكتفى بالقول «ما تقدمت به هو استقالة وليس طلب وظيفة».
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض مايك هامر أنّ حكومة فياض «قطعت أشواطا كبيرة في توفير الشفافية والمحاسبة والأمن، والتي ستكون أساسية في تحقيق حل يقوم على أساس دولتين». وأضاف «نتوقع ان تواصل أية حكومة فلسطينية تشكل في المستقبل هذا التقدم تماشيا مع مبادئ اللجنة الرباعية، بما يتلاءم مع رؤية عباس».
من جهة ثانية، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رفضها لمواقف القيادة الإيرانية وتهجماتها على الشعب الفلسطيني وقيادته، معتبرة أن «تدخل إيران السافر في شؤوننا الداخلية تحت سمع وبصر بعض الأطراف الفلسطينية إنما يمثل إمعانا في محاولة تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني والتعدي على وحدة تمثيله».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد