الدور التركي في تهجير مسيحي الشرق الأوسط
الجمل- أريغ كالستيان- ترجمها عن الروسية: مظهر عاقلة:
هاجمت مجموعات إرهابية متشددة في 21 مارس والمتمثلة بجبهة النصرة والجبهة الإسلامية والمنضوين تحت لواء القاعدة مدينة كسب السورية, وحسب المعلومات قتل 80 مدنياً وتم إجلاء 700 عائلة على عجل من كسب والمعروفة بأغلبيتها الأرمنية إلى اللاذقية.
إتصلت كاثوليكوسية بيت كيليكيا الكبير آرام الأول بمقر الرئاسة السورية وناشدتها إرسال قوات إضافية لحماية السكان الأرمن,في حين زار زعماء الطائفة الأرمنية السفير السوري في لبنان حيث أكد السفير نيابة عن الرئيس الأسد إن الحكومة السورية والجيش سوف يفعلون كل شيء ممكن لتحقيق الأستقرار في كسب,كما أوضح السفير لزواره إن تركيا لم تسهل فقط دخول الإرهابيين وهجومهم بل قدمت الأسلحة والتغطية النارية اللازمة.
الناشطة الأمريكية لحقوق الإنسان ماريا حبيب وهي من أصل سوري نشرت مقالتها في "وول ستريت جورنال" أشارت فيها إلى تعرض الأرمن لإبادة جماعية مرة أخرى.
منذ إندلاع الحرب السورية ,دمر بما يسمى الثوريين الأضرحة المسيحية عمداً في البلاد وحرقوا الكنائس وكسروا الصلبان ودمروا المراكز الثقافية الأرمينية واليونانية,خطفوا وقتلوا الأطفال والنساء وكبار السن ,ووفقاً لمنظمة أبحاث الأسرة غادر البلاد أكثر من 200 ألف مسيحي.
أما بالنسبة للسلطة الإسلامية في تركيا فهي لم تدخر فرصة أو موارد لتهجير المسيحيين من الشرق الأوسط، فقد كان حلماً بالنسبة لهم ومازال.
ففي الحرب العالمية الأولى خططت ونفذت الحكومة التركية، بدعم من ألمانيا وفرنسا وصمت بريطاني، إبادة جماعية للأرمن قتل فيها 1,5 مليون أرمني وأكثر من 80 ألف في اليونان و500ألف من الأشوريين و200ألف في روسيا.
الفيلسوف البريطاني وليام دارلنميل في بحثه "في الجيل المقدس" كتب:"المسيحيون سوف يختفون من مهد المسيحية خلال 16 عاماً"وأن هذه الحالة تتدهور والأمال فيها مخيبة.تحت الرايات الخضراء والسوداء وأعلام التطرف الإسلامي والتي تدعي الديمقراطية في ربيع عربي مروع هجر المسيحيين.
بعد أحداث 1915-1923 كانت الحرب الأهلية اللبنانية الدامية ضربة كبيرة للحضارة المسيحية قتل فيها 140 ألف شخص وغادرها 550 ألف مسيحي,بعد الحرب اللبنانية جاء الغزو الأمريكي للعراق كنقمة للمجتمع المسيحي .
العالم السياسي الأمريكي أندرو دول كتب مقالته" كيف أصبحت الحرب على العراق حربا على المسيحيين" فبعد فترة وجيزة من انتهاء الأعمال العدائية في 1 مايو2003 بدء صراع حقيقي بين فوضى وعنف طائفي تعرضت فيه المسيحية لإضطهاد وحشي وفي سياق حملة العنف الممنهج حاول بعض رجال الدين الحماية من الجيش الأمريكي ولكن عبثاً لم يحرك الجيش الأمريكي ساكناً ولم تكن وزارة الخارجية بأحسن حالاً.
خلال فترة 2003-2006 ترك البلاد 350 ألف مسيحي وفقاً للجمعية الأرثوذكسية الدولية لخدمة الجمعيات الخيرية IOCC بقي في العراق 140 ألف من أصل 750 ألف مسيحي,الغزو من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة كان السبب لأول محرقة لأتباع الدين المسيحي هددوا وقتلوا وطردوا من منازلهم وأحرقت كنائسهم, آلاف الناس أصبحو فجأة "كفار" ,هذا الشعب الودود المضياف أصبح يبحث عن اللجوء في البلدان الأخرى بصورة محزنة ومن استطاع الفرار إلى أمريكا في بدايات الغزو, حرم أغلبيتهم من اللجوء وتم ترحيلهم .
من المثير للإهتمام أنه في جميع الحالات تلقى الإسلاميين الراديكاليين التدريب اللازم في تركيا وسمحت الحكومة التركية لآلاف الإرهابيين والقتلة دخول سوريا عبر حدودها لإرتكاب أفظع الجرائم ضد الأبرياء السوريين ونشر الفوضى وتدمير البلاد .تركيا لم تستضف المنظمات المعادية لسوريا من الدول العربية فقط بل مولتهم بالمال والسلاح, وحسب ماذكرت وسائل الإعلام العالمية تلقت الحكومة التركية مئات الأطنان من الأسلحة المهربة من ليبيا ودول أخرى سلمت للإرهابيين والجهاديين ليقاتلوا في سوريا في ظل إنتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي ,في رسالة لوزارة الخارجية السورية وجهت للأمم المتحدة ,الجيش العربي السوري صادر العديد من الأسلحة المهربة من صنع العديد من البلدان والتركية إحداها.
منذ بداية الأزمة السورية ورئيس الحكومة التركية إردوغان يقوم بدعم نشاط الجماعات الإسلامية الراديكالية في المنطقة دون حساب لأي عواقب سلبية.
بحسب باتريك كلاوسون أسستاذ الجامعة في واشنطن يتوجب على المجتمع الدولي أن يستجيب على نحو مسؤول لتطور الأحداث في سوريا وحان الوقت للعالم المتحضر أن يدرك التهديد الحقيقي الذي تغذيه بعض هذه الدول ,الدول التي تقوم في أساسها على القيم المسيحية التقليدية.
على المنظمات المسيحية من الآشورية والقبطية والأرمينية وبقية الطوائف المسيحية الأخرى الضغط على أعضاء الكونغرس في أمريكا لبدء حملة إجتماعية وسياسية واسعة في أمريكا لصالح السلام والمصالحة في سوريا فمن الضروري إتخاذ إجراءات محدودة من الدعم العسكري والسياسي للقوات الحكومية في حربها ضد الإرهابيين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط .
أريغ كالستيان 28\03\2014
المصدر http://www.iarex.ru/articles/46548.html
الجمل
إضافة تعليق جديد