الصراع على سوريا: الدور الملتبس للشقيق الأردني وهيمنة الإخوان على تجمع المعارضة
سُلّط الضوء مجدداً على الدور الاردني الملتبس في الأزمة السورية، حيث كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، أن المملكة وافقت على فتح حدودها مع سوريا لإمداد المعارضين بالسلاح السعودي، بالتزامن مع تسلّم عمان أكثر من مليار دولار من الرياض.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه المعارك على معظم الجبهات، وخصوصاً القصير وريف ادلب، بين القوات السورية والمسلحين، أجبر الانقسام الحاصل داخل «الائتلاف» المعارض والانتقادات التي وجهها معارضون لجماعة الإخوان المسلمين، المراقب العام للجماعة محمد رياض الشقفة على عقد مؤتمر صحافي نفى خلاله «محاولة سيطرة الإخوان على المعارضة».
ولمناسبة عيد الجلاء، تبث قناة «الإخبارية» السورية مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد غدا الأربعاء، سيتطرق فيها إلى الأوضاع السياسية والتطورات الميدانية. وذكرت وكالة «إيتار تاس» الروسية أن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، اللذين يمثلان «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة، بحثا مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، في موسكو، سبل تسوية الأزمة السورية، مشيرة إلى أن وزير الخارجية سيرغي لافروف قد يلتقيهما اليوم.
وذكرت «الغارديان» أن الأردن وافق على فتح حدوده لإمداد المعارضة السورية بالسلاح الوارد من السعودية، وذلك في خطوة تزامنت مع تسلّم عمان أكثر من مليار دولار من الرياض.
ولفتت الصحيفة، في تقرير لإيان بلاك، إلى أن «هذا الأمر يمثل تغيراً وتحولاً كبيراً في استراتيجية الأردن تجاه الأزمة المتفاقمة في سوريا»، معتبرة أن حملة تسليح المعارضة تهدف إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم «القاعدة» أكثر من كونها محاولة لإسقاط الأسد.
وأضافت «حتى هذا العام، كان الملك الأردني عبد الله الثاني مترددا بشأن اتخاذ قرار مباشر في الأزمة السورية، وقد وافق على إيصال المساعدات إلى اللاجئين والمنشقين، لكنه لم يكن يرغب في أن يكون في الخط الأمامي للمعركة».
وكشفت «الغارديان» عن «إرسال أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى المعارضة مؤخراً عبر الحدود مع الأردن، عن طريق الاستخبارات المركزية (الأميركية) التي تدير برنامج تدريب داخل الأردن منذ أوائل العام 2012، كما وصلت بعض هذه الأسلحة من كرواتيا خلال العام الماضي على متن طائرات تابعة لسلاح الجو الأردني».
وجاء تقرير «الغارديان» مناقضاً إلى حدّ ما لتصريحات رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الذي نفى «نفياً قاطعاً وجود تدريب عسكري أو سواه، من أي جهة مدنية كانت أم عسكرية، لأي سوري على الأراضي الأردنية، كما نفى وجود مراكز تدريب للجيوش الأجنبية على الأراضي الأردنية»، مكرراً ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمام مجلس العموم، عن «قلق متزايد إزاء احتمال أن تكون أسلحة كيميائية قد استخدمت في سوريا. لا بد من النظر في هذه الادعاءات عاجلاً». وأوضح ان لندن لم تتخذ أي قرار بعد حول تسليح المعارضة، وأن لندن وباريس ستواصلان العمل لرفع حظر الاتحاد الأوروبي على نقل السلاح الى سوريا. وقال «اذا كان علينا أن نصل الى هذه المرحلة فعلينا أن نكون واثقين قدر الإمكان، ليس فقط بأننا لا ننتهك الشرعية الدولية، بل ايضا بأن هذه الأسلحة لن يستخدمها أشخاص غير الذين أرسلت اليهم».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات السورية «كبّدت الإرهابيين خسائر كبيرة في جوبر ومزارع مسرابا وحرستا» في ريف دمشق. وأضافت «استهدف إرهابيون بنيران أسلحتهم إحدى حافلات نقل الركاب عند المدخل الشمالي لدمشق، ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة عدد من المواطنين».
وقال معارضون إن القوات السورية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى بلدة القصير الحدودية بريف حمص، حيث تتواصل الاشتباكات الضارية مع المسلحين.
وذكرت سانا «في ريف اللاذقية نفذت وحدات من جيشنا عمليات نوعية ضد تجمعات وأوكار إرهابيي جبهة النصرة في بعض المواقع دمّرت خلالها عدداً من آلياتهم وأدوات إرهابهم». وقال مصدر مسؤول للوكالة «فجرت مجموعة إرهابية سيارة أمام كنيسة اللاتين في دير الزور ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة فيها».
ونفى الشقفة، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، ان تكون جماعة الإخوان المسلمين تحاول فرض إرادتها على الأعضاء الآخرين في «الائتلاف».
ويظهر المؤتمر الصحافي للشقفة الخلافات القوية بين أعضاء «الائتلاف» واتهام بعضهم لجماعة الإخوان بالهيمنة على المعارضة الخارجية. وعلق 12 عضواً في «الائتلاف»، بينهم كمال اللبواني، عضويتهم احتجاجاً على انتخاب غسان هيتو «رئيساً للحكومة المؤقتة»، واتهموا «الإخوان» بفرضه. كما أعلن رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب استقالته احتجاجاً.
وقال الشقفة «هدفنا ليس تمزيق المعارضة بل توحيدها»، معتبراً أن الاتهامات ضد الجماعة تهدف إلى «تفتت قوى المعارضة، وكلها أكاذيب وتلفيقات ينشرها النظام» السوري.
واستنكر الأخبار التي تحدثت عن أن هيتو مرشح «الإخوان» المسلمين أو محسوب عليهم. وقال «لم يكن غسان هيتو مرشحنا. لم نكن نعرفه أصلا، وعندما طرح تعرفنا عليه، وعندما وجدنا أن الغالبية تريده كنا من الغالبية».
كما نفى الشقفة ان تكون جماعة الإخوان المسلمين تستعد لاستلام الحكم بعد سقوط النظام السوري. وقال «كل هذه أكاذيب، وبيانات لتشويه سمعة الإخوان المسلمين. نحن لا نسعى إلى أي مكاسب ولا نسعى إلى السلطة. ننتظر سقوط النظام حتى يستطيع الناس ممارسة دورهم في اختيار قادتهم».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد