الصومال: إعلان حال الطوارئ وأثيوبيا تعبر الحدود
هل باتت أيام الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، المدعوم من الغرب والذي لم يكد يمر على انتخابه سوى بضعة أشهر، معدودة؟ سؤال يبدو منطقياً في ظل تطورات الأحداث في هذا البلد الذي لم يعرف الهدوء منذ نحو 20 سنة. فقد بات مقاتلو حركة «الشباب» على مشارف القصر الرئاسي، ما حدا بالبرلمان الصومالي إلى إعلان حال الطوارئ، داعياً دول الجوار إلى التدخل.
دعوة البرلمان هذه، التي استبقتها أثيوبيا بإرسال جنود إلى داخل الصومال، قوبلت بتوعد شديد اللهجة من قبل مقاتلي «الشباب»، و«الحزب الإسلامي»، الذين استولوا على محور صنعاء الإستراتيجي، شمالي العاصمة، الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن القصر الرئاسي، مهددين بإطاحة شيخ شريف احمد.
وقال المتحدث باسم «الشباب» شيخ علي محمد راج، في مؤتمر صحافي في مقديشو، «نحذر بوضوح الدول المجاورة ونقول لها إذا أرادت أن يعود جنــودها في نعوش، فلترسلهم إلى الصومال». وأضاف «سيســتمتع كلابنا وقططنا بتقــطيع جثــث جنودكم إذا لبيت نداء هذه الدمى (الحكومة)».
وبدوره، توعد زعيم الحزب الإسلامي حسن طاهر عويس بـ«قتل كل قوات أجنبية تغزو الصومال»، مندداً بطلب البرلمان «الذي لا يمثل الصوماليين» لتدخل أجنبي «لم يجن على البلاد سوى ويلات الحرب».
وكان رئيس البرلمان الصومالي شيخ ادن محمد مادوبي دعا أمس الأول الدول المجاورة، مسمياً كينيا وأثيوبيا وجيبوتي واليمن، إلى «نشر قوات في الصومال في الساعات الـ24 المقبلة»، لإنقاذ الحكومة. وحث، في اجتماع «عاجل» للبرلمان لم يحضره الرئيس، وهو نائب أيضاً، «المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية على أداء دورها في المساعدة في ضمان نجاة الصومال من أعدائه الإرهابيين».
وأعلــنت الحكــومة الصومالية ان تطبــيق حــال الطــوارئ في البلاد، لــن يصــبح ساريا إلا إذا وافــق علــيه الرئيــس الصومالي.
وفي منطقة بلدوين حيث أدى هجوم انتحاري نفذه المتشددون إلى مقتل وزير الداخلية عمر حسني ادن قبل أيام، أكد شهود أن «نحو 200 جندي أثيوبي» عبروا الحدود، وانتشروا في بلدة بلنــبلي وفي محيط قرية باكاد في المنــطقة. وقال زعيم قبيلة محلية ادن عبد الكريم «إنهم مدججون بالسلاح على متن شاحنات مزودة ببطاريات مضادة للطيران، ويفرغون أسلحة»، وهو أمــر أكده مسؤول امني صومالي.
لكن وزير الإعلام الأثيوبي بركات سايمون شدد على أن بلاده لن تتدخل في الصومال «من دون قرار من الأسرة الدولية»، فيــما أعلن وزير الخارجية الكيني موسى ويتانغولا أن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء تطور الأحداث في الصومال لأن «سقوطها سيشكل خطرا على أمن بلاده القومي»، الأمر الذي ردت عليه حركة «الشباب» بالتهديد بتنفيذ تفجيرات في نيروبي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد