الطاهر بن جلون يفوز بجائزة الأركانة العالمية للشعر
مساء الاثنين الموافق لــ13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدا المسرح الوطني محمد الخامس بالعاصمة المغربية، مكتظا بعشاق سيد الكلام، من مثقفين ودبلوماسيين أجانب، وأصدقاء بيت الشعر، والمناسبة، تسلم الكاتب والشاعر المغربي الطاهر بن جلون، جائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الخامسة، التي يمنحها " بيت الشعر المغربي "، بدعم من مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير.
قبيل موعد التتويج، كان بن جلون محاطا بجمهور القصيدة وبومضات آلات التصوير، وهو يوقع ديوانه الشعري " ظلال عارية " الذي أصدره له بيت الشعر وترجمه إلى العربية الناقد خالد بلقاسم، لتنطلق بعدها الاحتفالية الشعرية بعد الساعة السادسة والنصف.
في البداية، افتتح رئيس بيت الشعر الشاعر نجيب خداري شهية الحضور بكلمة شاعرية ومختزلة، لكنها ذكرت بأن هاته الجائزة تجاوزت الرمزية إلى الفعل، وبكل الرموز الشعرية الحاصلة على هذه الجائزة في دوراتها السابقة : الشاعر الصيني " بي ضاو "، والمغربي " محمد السرغيني " والفلسطيني " محمود درويش " والعراقي " سعدي يوسف " الذي بشر البيت وهو العائد آنذاك من الصين، بأن الصينيين يذكرون، بكل اعتزاز، بيت الشعر المغربي الذي أعاد " بي ضاو " إلى وطنه بعد منفاه بأمريكا.
ويضيف أن " لحظة الاحتفاء بمنح الجائزة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، قبل سنتين كانت نقطة تحول في مسار الجائزة حيث حفزنا نجاحها المتلألئ على إطلاقها كل سنة، ومن كرم المصادفات أن تجمع جائزة الاركانة العالمية للشعر بين مغربين كبيرين هما : محمد السرغيني وهو من رواد الحداثة العربية في الشعر المغربي، والشاعر الطاهر بن جلون، وهو أحد رموز الشعر المغربي المكتوب بالفرنسية ".
تلا هذه الكلمة الافتتاحية تدخل السيد امحمد كرين الرئيس المنتدب للصندوق الرعاية لمؤسسة الإيداع والتدبير، الذي عبر عن سعادته الفائقة للمساهمة في هذه الأمسية المائزة، وجدد لبيت الشعر ولكل الفاعلين الثقافيين عن التزام المؤسسة الاستمرار في دعم كل المبادرات الجادة التي من شأنها النهوض بالشعر والآداب والفكر والثقافة بالمغرب.
وانهى تدخله بكلمة للشاعر الايطالي الكبير جوزييه كونطي " الشعر دفق المحبة وصفاء الشكل الموحد والمقرب للمسافات فالاحتفاء به إيقاظ للروح، مقامومة في مواجهة رفض الحياة، إنه نشيد البهاء المتجدد المتوهج الساري في الكون والمعضد لصموده "
بعد ذلك استدعى الشاعر والإعلامي ياسين عدنان الذي كان شاعريا وكما الجملة المفيدة في تقديم الحفل، لجنة التحكيم المكونة من : محمد العربي المساري، حسن نجمي،عبدالمجيد بن جلون، عبدا لرحمان طنكول، محمد بناني، خالد بلقاسم، نجيب خداري، ومحمد السرغيني.
وبعد قراءة رئيس لجنة التحكيم لمختزل من تقرير لجنة التحكيم الذي اعتبر الشاعر الطاهر بن جلون عابرا للقارات ومغربيا منصتا لحوار العالم، وأيضا لسانا متعددا في خريطة الشعر المغربي المعاصر، وكذا حيوية هذا التعدد في خصوبة الشعرية المغربية، أما تتويج هذا الشاعر والسارد العاملمي فيشكل التفاتة الى تجربة شعرية متميزة.
جاءت لحظة التتويج : تسليم الجائزة عبارة عن ذرع مجسم لشجرة الاركانة المغربية، من تصميم الفنان محمد مستشير، ثم شهادة الجائزة التي تحمل اسم الفائز ومقتطفا من كلمة لجنة التحكيم.
تقدم بن جلون إلى المنصة، ليلقي كلمته بالمناسبة، والتي اختار لها من العناوين " الشعر، الحياة "، والتي كانت كلها مفعمة بالشعر " الشاعر هو الذي يتكلم في حضن الزمن، إنه في الزمن، مختبئ كالقناص في غابة غامضة، انه كما يؤكد ذلك وليام فولكنر في روايته " أنا أحتضر " هو الذي يتحقق من وجع ويأس العظام التي تنفتح، الحبة الصلبة التي تشد على الأحشاء المنتهكة للأحداث".
وهكذا هو الشعرينبعث " من هذا الرماد الذي تنبت عليه، من غير توقع، الوردة التي تكذب مخاوفنا وانقباضاتنا ".
وفي الخاتمة، كان موعد عشاق القصيدة وأصدقاء بيت الشعر، مع مجموعة " ناس الغيوان" التي غنت ماتيسر من أغاني " الحال "، وأسدل الستار بعدها، في انتظار الموسم القادم وتتويج سادس.
عبد الله المتقي
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد