الطيران الروسي يقصف 40 موقعاً لـ"داعش" و أميركا ترفض عرضا للتنسيق العسكري حول سوريا

15-10-2015

الطيران الروسي يقصف 40 موقعاً لـ"داعش" و أميركا ترفض عرضا للتنسيق العسكري حول سوريا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة رفضت إرسال وفد عسكري على مستوى عال إلى موسكو، لبحث تعميق تنسيق القتال في سوريا، كما كان مقترحاً من روسيا. هذا في وقت بدأ الجيش السوري عملية عسكرية في تخوم العاصمة دمشق، لضمان أمن أحيائها التي تتعرض باستمرار لسقوط قذائف مصدرها حي جوبر.
وقال لافروف إن اقتراح تعميق تنسيق القتال في سوريا  تقدم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى نيويورك نهاية أيلول الماضي.
وتابع لافروف أن الإقتراح تضمن أيضاً إرسال وفد روسي بقيادة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف إلى الولايات المتحدة كخطوة تالية، مشيراً إلى أن واشنطن أبلغت موسكو أيضاً أنها لن تستقبل الوفد الروسي.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن بلاده لم تتلق طلبات دعم عسكري مباشر إلا من سوريا، مشيراً إلى أن بوتين سيتخذ القرار بشأن مثل هذه الطلبات عندما تقدم، لافتاً الإنتباه إلى أن موسكو تتابع الموقف في العراق عن كثب وكذلك أفغانستان.
الا أن مسؤولاً أميركياً ابلغ "رويترز"، مساء اليوم، بعد أحدث جولة من المحادثات الثنائية بين الجيشين الأميركي والروسي أن الجانبين يضعان التفاصيل النهائية لمذكرة تفاهم تحدد الاجراءات الأساسية للسلامة الجوية في أجواء سوريا.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن مذكرة التفاهم قد تطبق في المستقبل القريب بعد الانتهاء من مراجعة.
وكان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر أعلن، أن القادة العسكريين الروس والاميركيين سيعقدون جولة جديدة من المحادثات لتجنب اي اصطدام بينهما في الاجواء السورية، حيث تشن طائرات البلدين ضربات.
وقال كارتر بعد محادثات مع نظيره الاسترالي في بوسطن: "على روسيا التحرك باحتراف في الأجواء السورية، والامتثال لإجراءات السلامة الاساسية"، مضيفاً "سنجري حواراً جديداً مع الروس غداً في هذا الشأن".
وأكد ان "هذه المحادثات تحقق تقدما لكن لم ينجز اي شيء بعد"، مشيراً الى انه "حتى مع استمرار خلافنا السياسي حول سوريا، يجب ان نكون قادرين على الإتفاق على الأقل بشأن التأكد من سلامة أفراد قواتنا الجوية قدر الإمكان".
وأشار الوزير الأميركي إلى أن المحادثات بين العسكريين لن تؤدي الى مباحثات حول موقف موسكو في سوريا، "لأنه خاطئ وينم استراتيجيا عن قصر نظر".
وكان البلدان أجريا جولتي مباحثات بين كبار عسكرييهما عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، وذلك منذ بداية تدخل روسيا في سوريا في 30 ايلول الماضي.
من جهة ثانية، أوضحت الصين أنها لا تعتزم إرسال سفن حربية إلى سوريا للقتال الى جانب روسيا، بعد تقارير أوردتها وسائل إعلام أفادت بعزم بكين القيام بذلك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، رداً على سؤال عما إذا كانت الصين سترسل قوات إلى سوريا: "في ما يتعلق بالسفن الحربية الصينية، لياونينغ على سبيل المثال، وما إذا كانت ذهبت لتشارك (في القتال).. يمكنني القول إنه لا توجد مثل هذه الخطط"، موضحة أن "حاملة الطائرات لياونينغ توجهت (إلى المنطقة) في الآونة الأخيرة لإجراء اختبارات فنية ومناورات عسكرية".

حدد السفير الروسي لدى سوريا، الكساندر كينشتشاك، الأربعاء، اللائحة الدقيقة للجهات التي يستهدفها قصف الطيران الحربي الروسي، مؤكدًا أن مقاتليها الذين يصورهم الغرب بأنهم "ثوار" ليسوا الا "متطرفين" وارهابيين" مستثنياً "الجيش السوري الحر".
واكدت روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30 ايلول ضرب "اهداف" تابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية"- "داعش".
لكن بعد الانتقادات الأولى الأميركية والأوروبية التي اتهمت موسكو بتركيز ضرباتها على مناطق لا وجود للتنظيم الإرهابي فيها، عدلت الديبلوماسية الروسية خطابها مشيرة الى استهداف طائراتها عناصر تنظيم "داعش"، وكذلك "جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا.
وذكر كينشتشاك بأنه مع تنظيم "داعش و"جبهة النصرة كل شيء واضح: فهاتين المنظمتين تعتبران ارهابيتين بنظر الجميع وتندرجان على اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي".
كما اعتبر أن المجموعات الأربع الأخرى التي تقاتل الجيش السوري أو تنظيم "داعش" تحيط بها "تكهنات وتشويه ومحاولات لتصوير مجموعات قطاع الطرق هذه على انها مجموعات ثوار، واعضاء في الجناح المسلح للمعارضة السورية المعتدلة".
وتابع كينشتشاك "مع بروز مجموعات راديكالية بصروة تدريجية خلال الحرب الأهلية في سوريا، فان الجماعات التي زعمت انها من المعارضة المعتدلة اما تعرضت للهزيمة او ابتلعتها جماعات اسلامية تقدمت الى الواجهة".
وأضاف أن "ما يسمى مجموعات معتدلة توفر بغالبيتها غطاءً سياسياً لجرائم المتطرفين الدينيين".
واتهم السفير على الاخص جماعة "جيش الاسلام"، وهي اهم القوى المعارضة في منطقة دمشق بقيادة زهران علوش، "بالمسؤولية عن اطلاق قذائف هاون أدت الى سقوط المئات من الضحايا المدنيين" في العاصمة السورية. واعتبر بأن "هذا ليس سوى ارهاب بحت".
كما تستهدف الضربات الروسية عدة مجموعات أبرزها "جيش الشام" المؤلفة بحسبه "من عناصر سابقين في جبهة النصرة معروفين بالشراسة وايديهم غارقة في الدماء حتى المرفقين".
ويتواجد جيش الشام المؤلف من معارضين معتدلين وإسلاميين في محافظة حلب.
كما شمل السفير ضمن تصنيف "الإرهابيين" مقاتلي احرار الشام، احدى ابرز الجماعات المعارضة التي سعت في 2015 الى تقديم نفسها الى الغرب من ضمن المعتدلين.

ميدانياً، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية في تخوم دمشق، انطلاقاً من حي جوبر الاستراتيجي الواقع تحت سيطرة المسلحين، وذلك لضمان أمن أحياء العاصمة التي تتعرض باستمرار لسقوط قذائف، وذلك بالتزامن مع خوض تنظيم "داعش" اشتباكات عنيفة ضد المسلحين شمال سوريا.
وقال مصدر عسكري في دمشق لوكالة "فرانس برس": "بدأ الجيش عملية عسكرية صباح الاربعاء لتوسيع قطر الأمان حول القطاعات التي يسيطر عليها انطلاقا من حي جوبر"، موضحاً أن الجيش يستهدف الحي بقصف مدفعي وجوي في عمليات "محدودة نوعية وفعالة".
  وفي السياق، أعلنت وسائل إعلام ايرانية، الأربعاء، مقتل اثنين من قادة "الحرس الثوري الإيراني" أحدهما جنرال خلال معارك مع تنظيم "داعش" في سوريا.
ويوم الثلاثاء، كتب مراسل للتلفزيون الرسمي الإيراني في سوريا على صفحته على "انستغرام"، ان القائدين هما الجنرال فرشاد حسوني زاده وحميد مختار بند.
وأضاف المراسل أن القائدين ينتميان الى "الحرس الثوري الإيراني" وقتلا يوم الاثنين.
ومختار بند، الذي لم تذكر رتبته العسكرية، كان قائد لواء في مدينة الأهواز في جنوب ايران.
ولم يصدر اي تأكيد ايراني رسمي في شأن مقتل هذين القائدين، رغم أن وكالتي الأنباء الإيرانيتين "فارس" و"تنسيم"، بالاضافة الى موقع "تابناك" الاخباري، تناقلت الخبر الذي نشره مراسل التلفزيون الرسمي على حسابه.
وقال مراسل "السفير" في سوريا عن مقتل ثلاثة قياديين من "أحرار الشام" بينهم القائد العام للحركة في منطقة الحولة في ريف حمص، عمار الخضر أبو مصطفى، في كمين نفذته قوة عسكرية سورية صباح الأربعاء.
ونقل مراسل "السفير" عن مصدر ميداني قوله إن قوات الجيش السوري دخلت بلدة السرمانية الاستراتيحية في سهل الغاب في ريف حماه قرب ادلب، والتي شهدت انسحاب جماعي لمقاتلي "جيش الفتح"، مؤكداً أن السيطرة على السرمانية تفتح الطريق نحو مدينة جسر الشغور من جهتها الجنوبية.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن الطيران الروسي قصف 40 "هدفاً إرهابيا" في سوريا في الساعات الـ24 الماضية، فيما يحقق الجيش العراقي تقدماً على جبهتي الرمادي وبيجي.
وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال ايغور كوناشينكوف إن قاذفات "سوخوي-34 " وطائرات الدعم "سوخوي-24 أم" و"سوخوي-25 اس أم" نفذت 41 طلعة جوية لضرب "40 هدفاً إرهابياً" في محافظات حلب (شمال) وإدلب (شمال-غرب) واللاذقية (شمال-غرب) وحماه (وسط) ودير الزور (شرق).
وويوم أمس أعلنت القوات الجوية الروسية عن 86 ضربة أي في مستوى كثافة لم تبلغه سابقاً منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30 ايلول.
وهذه المرة أشاد كوناشنيكوف بتدمير "مركز قيادة أحد الفصائل الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية"- "داعش" قرب دير الزور.
وضربت الطائرات الروسية أيضاً مخزن ذخيرة ومشغلاً لصنع سيارات مفخخة في حلب يستخدمه مقاتلو التنظيم المتشدد "لشن اعمال ارهابية في قلب مدن سورية أو ضد مواقع الجيش الحكومي".
وقرب حلب أيضاً ادت الضربات الروسية الى "تدمير" مخزن يمكن أن تتحول فيه آليات المقاتلين الى آليات مجهزة بأسلحة ثقيلة وكذلك قاعدة تابعة لتنظيم "داعش" للتدريب على المتفجرات.
إلى ذلك، شن تنظيم "داعش" هجوماً عنيفاً على قريتي احرص وتل جبين شمال مدينة حلب، وإذ سجل انسحاب لفصائل "الجبهة الشامية" من احرص إلا أن الاشتباكات العنيفة لا تزال دائرة في محيط تل جبين.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن، إن "الاشتباكات العنيفة في محيط تل جبين أغلقت الطريق الرئيسي بين مدينة حلب واعزاز القريبة من الحدود التركية"، والتي يستخدمها المسحلون لنقل الامدادات.
وأوضح الناشط ومدير وكالة "شهبا برس" في حلب مأمون الخطيب، أن فصائل المسلحين "خسرت في الايام الاخيرة مناطق استراتيجية عدة في ريف حلب لحساب تنظيم داعش، وفي حال سيطر الأخير على تل جبين بالكامل تصبح الفصائل محاصرة بين التنظيم وبين القوات النظامية".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...