العثور على جثة أحد الجنود الأمريكيين الثلاثة المفقودين

قالت الشرطة العراقية يوم الاربعاء انها عثرت على جثة أحد ثلاثة جنود أمريكيين مفقودين فيما قتل تسعة جنود أمريكيين آخرين في هجمات متفرقة مما يجعل مايو آيار في طريقه لان يكون ضمن أكثر الشهور دموية للقوات الامريكية في العراق.

وأعلنت الشرطة أيضا أن 20 شخصا قتلوا عندما فجر انتحاري يرتدي سترة ناسفة نفسه بعدما دخل مقهى مزدحما في بلدة مندلي بمحافظة ديالى المضطربة الواقعة شمال شرقي العاصمة بغداد.

وقدر رئيس بلدية مندلي عدد القتلى بما يصل الى 11 في البلدة التي يسكنها مزيج من السنة والشيعة والتي شهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف منذ عام 2003.

وقالت الشرطة العراقية ان جثة شبه عارية مصابة بعيارات نارية وتحمل آثار التعرض للتعذيب انتشلت من نهر الفرات جنوبي بغداد يوم الاربعاء هي لجندي من ثلاثة جنود أمريكيين مفقودين منذ ان نصب لهم كمين في 12 مايو ايار.

وصرح النقيب مثنى المعموري المتحدث باسم شرطة الحلة عاصمة محافظة بابل ان الجثة كانت بها إصابات أحدثتها طلقات رصاص في النصف العلوي من الجسم والرأس وان صاحبها كان يرتدي قطعة ملابس تحتية من التي يوزعها الجيش الأمريكي على جنوده وحذاء بعنق مرتفعة ويضع وعلى ذراعه اليسرى وشم.

وأكد أن الجثة لأحد الجنود الأمريكيين المفقودين.

وقال الجيش الامريكي انه تسلم الجثة ويحاول التأكد مما اذا كانت لأحد الجنود المفقودين منذ الكمين الذي نصب لهم جنوبي بغداد وقتل خلاله أربعة جنود أمريكيين آخرين ومترجم عراقي.

وصرح ضابط شرطة في دورية نهرية في المسيب على بعد 60 كيلومترا جنوبي بغداد انه يبدو ان صاحبها قتل منذ نحو اسبوع وكان برأسه آثار تعذيب.

ويقوم آلاف من القوات الامريكية والعراقية بعمليات بحث عن الجنود الثلاثة في الحقول الزراعية في منطقة تقع جنوبي بغداد تعرف باسم "مثلث الموت" منذ الكمين.

وأعلنت جماعة دولة العراق الاسلامية التي يتزعمها تنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الكمين الذي نصب قرب المحمودية لكنها لم تقدم اي دليل على انها تحتجز الجنود الثلاثة المفقودين.

وأعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون عن اعتقادهم في ان اثنين على الاقل من الثلاثة لا يزالون أحياء.

وأعلن الجيش الامريكي أيضا عن مقتل تسعة آخرين من جنوده في خمسة هجمات متفرقة بقنابل واطلاق للنار يومي الاثنين والثلاثاء. ويشير ذلك الى أن مايو ايار سيكون أحد أشد الشهور دموية للقوات الامريكية منذ غزو العراق في عام 2003.

وقتل حتى الان منذ بداية الشهر الحالي 80 جنديا أمريكيا ليرتفع العدد الاجمالي للقتلى منذ الغزو الى 3431 جنديا امريكيا. وكان شهر ابريل نيسان الماضي الاكثر دموية للقوات الامريكية هذا العام اذا قتل خلاله 104 من جنودها.

وفي ساعة متأخرة من مساء الاربعاء قال الجيش الامريكي ان مسلحين هاجموا موكبا تابعا لوزارة الخارجية الامريكية في شرق بغداد. وصدت قوات الامن مدعومة بطائرات الاباتشي الهليكوبتر الهجوم ولم يصب أي من أفراد الموكب.

بينما قالت الشرطة في منطقة السنك بشرق بغداد ان أربعة مدنيين قتلوا وأصيب 11 في الحادث.

وكثف الجيش الامريكي ظهوره فيما ينشر الاف القوات الاضافية في بغداد ومناطق أخرى في اطار حملة أمنية تهدف لابعاد العراق عن شفا الحرب الاهلية الطائفية الشاملة.

وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر ان الجيش كان قد توقع احتمال زيادة الاصابات في صفوف قواته عندما بدأت الحملة الامنية في منتصف فبراير شباط.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان الحملة ساهمت في تقليل عمليات القتل الطائفية المستهدفة بين الشيعة والسنة.

غير أن عدد حوادث القتل أخذ يتصاعد مجددا في الفترة الاخيرة. وقالت الشرطة انه عثر على 63 جثة في أنحاء بغداد يومي الثلاثاء والاربعاء.

والحملة الامنية محاولة لاتاحة الوقت امام حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للوفاء بأهداف سياسية وضعتها واشنطن من بينها اقرار قانون خاص بتوزيع عوائد الثروة النفطية للبلاد. وترمي تلك الاهداف الى تشجيع المصالحة الوطنية.

وقال بريان كروكر سفير الولايات المتحدة لدى العراق في بيان في الذكرى الاولى لتولي حكومة المالكي السلطة "هذه مهام يتعين انجازها قريبا لتحقيق المصالحة الوطنية التي ترغب فيها الغالبية العظمى من العراقيين."

روس كولفين

المصدر: رويترز