الغذاء من أجل التعليم .. الطعام آخر الدوام
«الغذاء من أجل التعليم» عنوان لوثيقة المشروع التي وقعها رئيس هيئة تخطيط الدولة د. تيسير الرداوي مع الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في سورية صباح أمس وذلك بهدف استخدام الغذاء كأداة لتقليل حالات التغيب والتسرب بين أطفال المدارس الابتدائية في المناطق التي تعاني من هشاشة في أوضاعها الاقتصادية.
د. الرداوي أوضح أن المشروع يعمل على تحفيز السلوك الإيجابي لدى الطلاب حيث سيتم تسليم عدد من الطلاب مساعدات غذائية لهم ولعائلاتهم لتشجيعهم على متابعة الدوام المدرسي بشكل منتظم مشيراً إلى أنه سيتم اعتماد أسلوبي عمل الأول تقديم حصص منزلية «1كغ دقيق يومياً» والتي تتراوح قيمتها بين 4 دولارات أميركية و20 دولاراً لكل طالب في الشهر.
أما الأسلوب الثاني فسيجمع بين الحصة المنزلية والتغذية المدرسية أي «1كغ دقيق + 150 غرام بسكويت يومياً» خلال السنة الأولى للمشروع وسيتم اختيار الأسلوب الأجدى اقتصادياً والذي يحقق الغاية من المشروع لاحقاً.
وبيّن الرداوي في مؤتمر صحفي أن تنفيذ المشروع سيكون في المناطق الريفية التابعة لمحافظات إدلب والرقة وحلب ودير الزور والحسكة، حيث سيتم اختيار المدارس المستهدفة في هذه المناطق وعلى أساس معدلات التغيب والتسرب والفجوة في النوع الاجتماعي آخذين بالحسبان رغبة إدارة المدرسة بالمشاركة في المشروع كما سيتم إيلاء عناية خاصة بالمدارس المتنقلة في البادية.
وحول مدة تنفيذ المشروع قال: إنها تستغرق ثلاث سنوات وتقوم استراتيجية التمويل في السنة الأولى على مساهمة الحكومة السورية بنسبة 60% ومساهمة برنامج الأغذية العالمي بنسبة 40% أما في السنتين التاليتين فستقل مساهمة البرنامج العالمي للأغذية وبشكل تدريجي إلى أن تتلاشى حيث تقدر المساهمة الحالية للمشروع بحوالي 27 ألف طن متري. وقد تم تخصيص 100 مليون ليرة سورية لهذا البرنامج من موازنة هيئة تخطيط الدولة سيتم صرفها مباشرة، لافتاً إلى أن المشروع يهدف إلى تحسين فعالية التعليم المدرسي الأساسي من خلال تخفيف التغيب الطويل من المدارس وخفض معدلات التسرب وعدم الالتحاق وتحسين إكمال التعليم الأساسي ولا سيما للإناث في المناطق المستهدفة الأمر الذي يعطيهم حافزاً للمشاركة في حقهم بالتعليم.
من جهة أخرى يهدف المشروع إلى محو الأمية الأساسية والوظيفية والتدريب على المهارات وذلك لتمكين النساء في المناطق المستهدفة من خلال دورات محو الأمية والتدريب المهني للاستفادة من قروض حكومية صغيرة تعطى للمتفوقين منهم ويتوقع أن يصل عدد النساء اللواتي سيتحررن من الأمية في هذا المشروع بنحو 15 ألف امرأة ونحو 6 آلاف امرأة متدربة على مهارات متنوعة.
وبالنسبة لعدد الطلاب المستفيدين من المشروع قال الرداوي إنه في السنة الأولى سيستفيد قرابة 23 ألف تلميذ سيتم إفادتهم يومياً، وعلى مدار عام دراسي كامل وفي السنة الثانية فيقدر العدد بـ29 ألف تلميذ يتم إفادتهم يومياً وعلى مدار عام دراسي كامل أما في السنة الثالثة فالعدد سيزداد ليصل إلى 36 ألف تلميذ وخلص الرداوي إلى أهمية تدريب الكوادر الحكومية على تصميم وإدارة برنامج التغذية المدرسية بشكل مستقل حتى لا نكون بحاجة للاعتماد على برنامج الغذاء العالمي إلى ما لا نهاية.
بدوره الممثل الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي قالت: لدينا تاريخ طويل للتعاون مع سورية في العديد من المشاريع التنموية والزراعية والخدمية الهامة التي تعود إلى أكثر من 40 عاماً كمشروع التغذية المدرسية والتشجير المثمر والحراجي وسد الفرات ودعم استقرار السكان وتربية الأغنام في البادية السورية ودورات محو الأمية إضافة إلى تدريب المرأة الريفية على الصناعات اليدوية، كما ساهم البرنامج في دعم مراكز الطفولة والأمومة وحالات الطوارئ.
ولفت برادفورد إلى أن البرنامج هو استجابة لمتطلبات الحكومة السورية وفق ما ورد في الخطة الخمسية العاشرة في إطار علاقات التعاون والتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي مشيرة إلى أنه سيتم إجراء دراسات لمعرفة ما هي الفائدة المحققة من المشروع خلال فترة تنفيذه ولا سيما وأنه حقق نتائج إيجابية في العديد من الدول وفي سورية نحاول حسب برادفورد الاستفادة من الخبرات والنتائج لتطبيقها بشكل أفضل.
معاون وزير التربية سليمان الخطيب أشار إلى أن أهداف المشروع كبيرة والجزء الأكبر في تنفيذه ليس على برنامج الأغذية وإنما على وزارة التربية التي تعمل على تهيئة الفرص المناسبة لتأمين وتحسين البيئة التعليمية والتي نأمل أن يكون هذا البرنامج خطوة جيدة في منظومة التعليم.
هناء غانم
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد