الفاتيكان يعترف رسمياً بدولة فلسطين
اعترف الفاتيكان، يوم امس، رسمياً بدولة فلسطين، في خطوة بالغة الرمزية عشية إحياء الفلسطينيين الذكرى السابعة والستين للنكبة.
وجاء الاعتراف الفاتيكاني بدولة فلسطين عبر اتفاقية جديدة أبرمت بين الكرسي الرسولي والسلطة الفلسطينية لتحويل العلاقات الديبلوماسية من منظمة التحرير الفلسطينية الى دولة فلسطين.
ولم يُكشف النقاب عن نص الاتفاق، إلا أن وكيل وزارة الخارجية الفاتيكانية ورئيس وفد الكرسي الرسولي الذي حضر الاجتماع الثنائي مع الوفد الفلسطيني، المونسنيور أنطوان كاميليري، قال في مقابلة مع صحيفة «أوسيرفاتوري رومانو»، تنشر اليوم، إن «ما تم هو ثمرة اتفاق سابق بين الكرسي الرسولي ومنظمة التحرير الفلسطينية، أبرم في 15 شباط العام 2000، حول تنظيم العلاقات الثنائية، ولا سيما أنشطة الكنيسة في الأراضي الفلسطينية وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك».
وأضاف ان «العلاقات الرسمية بين الكرسي الرسولي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، أعلنت للمرة الاولى في 26 تشرين الأول العام 1994، وتم في وقت لاحق إنشاء لجنة ثنائية دائمة، خاضت مفاوضات أفضت الى اتفاق عام 2000. وهو يسرد من بين أمور أخرى، العديد من القضايا المتعلقة بحياة الكنيسة».
وتابع: «ما تمّ يماثل كل الاتفاقات التي أبرمها الكرسي الرسولي مع العديد من الدول، بحيث يتضمن النص تعزيز مبادرات وعمل الكنيسة الكاثوليكية والاعتراف القانوني بها (من جانب الدولة الفلسطينية)، وذلك لكي تكون خدماتها أكثر فعالية في المجتمع».
وكان الفاتيكان قد رحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في عام 2012 بالاعتراف بدولة فلسطين، ولكن الاتفاقية التي جرت صياغتها يوم امس، والتي ما زالت تنتظر التوقيع عليها، تعتبر أول وثيقة قانونية يتم التفاوض بشأنها بين الفاتيكان ودولة فلسطين، وتعد اعترافا ديبلوماسيا رسمياً بالأخيرة.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي في تصريح نقلته وكالة «أسوشييتد برس»: «نعم، هو اعتراف بوجود الدولة».
وكان الفاتيكان، منذ أكثر من سنة، يشير إلى دولة فلسطين إشارة غير رسمية. وفي أثناء زيارته الأخيرة في 2014 إلى القدس، أشار البابا فرنسيس إلى الرئيس محمود عباس بصفته رئيساً لـ «دولة فلسطين»، فيما أدرِج السفير الفلسطيني لدى الفاتيكان في متن الكتاب السنوي الأخير للفاتيكان، بصفته ممثلاً لـ «دولة فلسطين».
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، في رده على أسئلة الصحافيين، اليوم، إن «البابا سيستقبل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، السبت المقبل».
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي: «اعترفنا بدولة فلسطين منذ أن نالت الاعتراف من الأمم المتحدة، وهي من قبل مسجلة باسم دولة فلسطين في كتابنا السنوي الرسمي».
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة للفاتيكان للقاء البابا فرنسيس يوم السبت المقبل قبل قيام الأخير بتطويب قديستين فلسطينيتين في اليوم التالي.
والقديستان هما الراهبتان مريم بواردي وماري الفونسين غطاس، اللتان عاشتا في فلسطين خلال فترة الحكم العثماني في القرن التاسع عشر.
وقد ولدت الراهبة بواردي في العام 1843 في قرية عبلين في الجليل في شمال فلسطين المحتلة. وتوفيت وهي في سن 33 في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، حيث أسست دير الكرمليت الذي لا يزال قائما إلى الآن.
أما الراهبة ماري غطاس فولدت في العام 1847، وافتتحت مدرسة للبنات، وحاربت الأمية، وشاركت في تأسيس أبرشية راهبات الوردية، التي أصبح لها فروع في بلدان الشرق الأوسط، وتوفيت في بداية القرن العشرين.
وعاشت الراهبتان ظروفا صعبة، وواجهتا الفقر والمرض بينما كانتا تساعدان المحتاجين.
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد