اللوبي الإسرائيلي وسيناريو تغيير نظام حلف الناتو

الجمل: بدأت أوساط اللوبي الإسرائيلي أكثر اهتماماً لجهة التركيز على مكانة تركيا داخل حلف الناتو، ومدى تأثير ذلك على مستقبل الحلف، وتوجهات الحلف المستقبلية التي يسعى اللوبي الإسرائيلي من أجل ترسيم مخططاتها الأولية، وعلى هذه الخلفية، بدا خيار اللوبي الإسرائيلي في القيام بمحاولة تشكيل وعي أمريكي–أوروبي مشترك إزاء مفهوم عضوية تركيا في حلف الناتو؟
* خلفيات الإدراك الجديد:
بدا الاهتمام في أوساط خبراء معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إزاء ضرورة القيام بعملية تقييم شاملة لمعادلة توازن الدور والمكانة المتعلقة بوجود تركيا ضمن عضوية حلف الناتو، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
- منظور سونير كاغابتاي: تم نشره ضمن الدراسات الاستراتيجية بجامعة هارفارد الأمريكية، ويسعى هذا المنظور إلى تحليل توازن دور ومكانة تركيا من خلال توجهات السياسة الخارجية التركية إزاء دول جوارها الإقليمي: سوريا – العراق – إيران – أرمينيا – أذربيجان – جورجيا – اليونان – بلغاريا ، إضافةً إلى البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، ومدى تأثير ذلك على دور ومكانة تركيا في حلف الناتو.
- منظور ديفيد شينكر: تم نشره في موقع وول ستريت جورنال أوروبا، ويتحدث صراحةً عن أن مكانة ودور تركيا في حلف الناتو، أصبحا لا ينسجمان مع ما هو مطلوب أمريكياً – أوروبياً من تركيا وحسب، وإنما يشكلان خطراً على تماسك حلف الناتو نفسه، وتأسيساً على ذلك، فقد طالب ديفيد شينكر بضرورة أن يتبنى حلف الناتو برنامج عمل بدون مشاركة تركيا.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن دوائر اللوبي الإسرائيلي في أمريكا وأوروبا، ما تزال أكثر اهتماماً إزاء ضرورة البحث عن حل يتيح إضعاف الوجود والحضور التركي الفاعل داخل حلف الناتو، وقد برز هذا الاهتمام منذ لحظة معارضة تركيا لقيام الحلف بمشاركة القوات الأمريكية في عملية غزو واحتلال العراق.

* ما هو سيناريو اللوبي الإسرائيلي الجديد؟
تباينت وجهات نظر ومعالجات خبراء اللوبي الإسرائيلي إزاء كيفية معالجة عقبة تركيا، التي ظلت تقف حائلاً أمام استخدام وتوظيف قدرات حلف الناتو لصالح إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
• المعالجة المؤسسية: تقول بضرورة، أن يتم تعديل النظام الداخلي للحلف، بحيث لا يتم اعتماد شرط إجماع الأعضاء، وإنما يتم اعتماد نظام الأغلبية المرنة، بحيث يتم إعطاء الفرصة للعضو الذي لا يرغب في المشاركة، أما خيار التصويت، وفي هذه الحالة عليه الالتزام بالمشاركة إلى جانب الأغلبية، أو خيار الامتناع عن التصويت وفي هذه الحالة، يكون له الحق في ألا يشارك في تنفيذ قرار الأغلبية.
• المعالجة الوظيفية: تقول بضرورة أن تلجأ قيادة حلف الناتو إلى اختيار أعضاء محددين لجهة تعامل الحلف مع كل مشكلة على حدة، أو اعتماد الأغلبية الميكانيكية في اتخاذ القرارات مع مراعاة عدم إلزام الدول المعارِضة بالمشاركة، أو بإمكانية قيام الناتو باعتماد آلية تعطي وضعاً استثنائياً يتيح إبعاد تركيا في المسائل المتعلقة بالشرق الأوسط.
هذا، وما هو جدير بالملاحظة يتمثل في محاولة بعض خبراء اللوبي الإسرائيلي التي ركزت على الربط بين عضوية تركيا في حلف الناتو وبين عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وبرغم أن بعض خبراء اللوبي قد سعوا للمطالبة بتجميد عضوية تركيا في الحلف، إذا رفض الاتحاد الأوروبي قبول عضويتها، فإن هذا الرأي يصطدم بمشكلةٍ أخرى، تتمثل في أن الولايات المتحدة وكندا تتمتعان بعضوية الحلف، وفي نفس الوقت لا تتمتعان بعضوية الاتحاد الأوروبي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة