المحافظون الجدد يعيدون تنظيم صفوفهم ضد الانفتاح الأميركي على سوريا

09-03-2010

المحافظون الجدد يعيدون تنظيم صفوفهم ضد الانفتاح الأميركي على سوريا

الجمل: نشرت مجلة ويكلي ستاندرد الأميركية التابعة لجماعة المحافظين الجدد اليوم مقالا تحليليا, أعده اليهودي الأميركي إيليوت أبراهام, المسئول الرفيع المستوى في إدارة بوش الجمهورية السابقة, وقد حمل المقال التحليلي عنوان «أوباما يتحدث وسوريا تستهزئ»: فهل هي محاولة جديدة لحملة بناء الذرائع وتسويق أطروحات جماعة المحافظين الجدد إزاء سوريا؟
سياسة واشنطن إزاء سوريا: منظور إيليوت أبراهام
يعتبر اليهودي الأميركي إيليوت أبراهام, من أبرز أنصار المذهبية الريغانية الجديدة, بما جعله من أهم رموز جماعة المحافظين الجدد, الذين كانوا ناشطين داخل أروقة إدارة بوش الجمهورية السابقة, وتحديدا في مجلس الأمن القومي الأميركي السابق, والذي كان يتولى فيه إيليوت أبراهام المسئولية عن سياسة الأمن القومي الأميركي إزاء منطقة الشرق الأوسط.أبراهام
 سعى إيليوت أبراهام من خلال مقالته التحليلية إلى توجيه الانتقادات إزاء سياسة إدارة أوباما الديموقراطية نحو سوريا, وفي هذا الخصوص أشار إيليوت أبراهام إلى النقاط الآتية:
• نظرت إدارة أوباما إلى سوريا باعتبارها تمثل ملفا شرق أوسطيا رئيسيا صالحا للتعامل, فقد أعلن الرئيس أوباما خلال حملته الانتخابية بأنه سوف يتعامل مع دمشق دون شروط مسبقة, ثم عاد الرئيس أوباما وكرر خلال الصيف الماضي نفس وجهة نظره إزاء التعامل مع دمشق.
• شهدت الفترة الماضية-من عمر أوباما-حدوث المزيد من التواصل الدبلوماسي بين واشنطن ودمشق, وقد تم ذلك على أساس إدراك الإدارة الأميركية الجديدة القائم على أساس ضرورة حث سوريا على القيام بدور بناء في معالجة مشاكل ومعاناة السياسة الأميركية في المنطقة, إضافة إلى وجود قناعة في أوساط الإدارة الأميركية الجديدة بضرورة الاستمرار في محاولات ومساعي إحراز السياسة الأميركية للتقدم من خلال التعامل مع دمشق.
• خلال الفترة الماضية من عمر إدارة أوباما, قطع التعامل الأميركي مع دمشق خطوة كبيرة, ومن أبرز ما أنجزته إدارة أوباما في هذا الخصوص نلاحظ:
- زيارة وليم بيرنز-المسئول الرفيع المستوى في الخارجية الأميركية-إلى دمشق.
- قيام السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأميركي الخاص بزيارة دمشق ثلاثة مرات.
- قيام بعض كبار ضباط القيادة الوسطى الأميركية بزيارة دمشق.
- عينت إدارة أوباما سفيرا أميركيا جديدا إلى دمشق, بعد سحب الإدارة الأميركية السابقة لسفيرتها مرجريت سكوبي في عام 2005م من دمشق.
- رفعت إدارة أوباما قيود واشنطن المفروضة للحد من مساعي دمشق لضم سوريا إلى عضوية منظمة التجارة العالمية.
- سعت إدارة أوباما إلى تسهيل حصول دمشق على بعض احتياجاتها من السلع والخدمات الأميركية, وبالذات المتعلقة بمجال الطيران.
- بعد التوقف لمدة خمس سنوات, قامت الإدارة الأميركية الجديدة بدعوة نائب وزير الخارجية السوري لزيارة واشنطن.
بعد استعراض هذه النقاط, سعى إيليوت أبراهام إلى التعليق في مقاله التحليلي مشككا في جدوى التحركات الأميركية, على حد تعبير كلمات الرئيس أوباما, وأضاف إيليوت قائلا: ولكن عندما يصبح "التعامل" "استرضاء"-كما في حالة سياسة إدارة أوباما إزاء سوريا-ففي هذه الحالة لا ينفصل التعامل عن الاسترضاء, فالتعامل يشكل استرضاء, وأضاف إيليوت أبراهام, قائلا, بأن تعامل إدارة أوباما هو تعامل لم يحقق النجاح في دفع دمشق لجهة تغيير مواقفها.
ما هي الحجج والبراهين التي قدمها إيليوت أبراهام؟
سعى إيليوت أبراهام من خلال مقاله التحليلي, إلى تقديم بعض الحجج لجهة البرهان والإثبات بأن تعامل إدارة أوباما مع دمشق, كان تعاملا, فاشلا, وتتمثل محاججات إيليوت أبراهام في النقاط الآتية:
• السماح بعبور ومرور الأسلحة إلى حزب الله اللبناني.
• إيواء الحركات المسلحة الفلسطينية.
• التورط في تفجيرات بغداد بما أدى إلى قيام الحكومة العراقية بسحب سفيرها من دمشق.
• تسهيل حركة مرور وعبور الجهاديين المسلحين إلى العراق.
• مواصلة التدخل في الشأن الداخلي اللبناني.
• مواصلة القمع الداخلي لأوضاع حقوق الإنسان.
بعد ذلك, تحول إيليوت أبراهام من خلال مقاله التحليلي إلى صياغة استنتاج يقول بأن سوريا, وبرغم ما قامت به الإدارة الأميركية الجديدة, قد قامت بالآتي:
• استضافة اللقاء الثلاثي الذي جمع خصوم أميركا وإسرائيل في المنطقة "إيران وحزب الله اللبناني".
• التزام اللقاء الثلاثي بالعمل من أجل تطهير الشرق الأوسط من الصهيونية.
• مطالبة أميركا بعدم التدخل في الشأن السوري.
وأضاف إيليوت أبراهام, ملخصا استنتاجاته, ضمن منظور يقول بأن سوريا تسعى من جهة نحو السلام بما يؤمن استمرارية روابطها مع الغرب, ومن الجهة الأخرى, تسعى إلى بناء روابطها مع خصوم أميركا والغرب.
تطرق بعد ذلك إيليوت أبراهام في مقاله التحليلي, إلى بعض النتائج الأخرى, مفترضا, أنها حدثت بسبب قيام إدارة أوباما بالتعامل مع سوريا, ومن أبرز هذه النتائج أشار إيليوت أبراهام إلى الآتي:
• سعت الإدارة الأميركية الجديدة إلى عقد اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل, تقوم على صفقة تتضمن قيام إسرائيل بتسليم الجولان إلى سوريا, وأضاف إيليوت أبراهام قائلا, بان هذه الصفقة لا يمكن القيام بها, في ظل وجود التحالف الثلاثي-يقصد سوريا, إيران وحزب الله اللبناني-وبرر ذلك قائلا, بأنه لا يمكن أن يوجد رئيس وزراء إسرائيلي يقبل بتسليم الجولان لسوريا الحليفة لخصوم إسرائيل.
• أدت السياسة الخارجية الأميركية, القائمة على التعامل مع سوريا, إلى استهزاء دمشق بالسياسة الأميركية, وإلى إحباط حلفاء أميركا اللبنانيين بما جعلهم يشعرون بأن واشنطن قد تخلت عنهم, وإلى تزايد الشكوك في بغداد حول مدى فائدة التعاون مع سوريا التي تقوم بمساعدة الجهاديين الناشطين في العراق, وذلك إضافة إلى قيام إسرائيل بالممانعة والرفض لتوجهات السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية إزاء سوريا.
إيليوت أبراهام في مواجهة السؤال الحرج: ما الذي يجب أن تفعله أميركا مع سوريا؟
بعد أن أنهى إيليوت أبراهام مقدمات واستنتاجات مقاله التحليلي سعى بعد ذلك إلى تأطير سباق جديد, حاول من خلاله وضع جدول أعمال جديد, لأجندة وبنود السياسة الخارجية الأميركية المطلوبة إزاء سوريا, وفي هذا الخصوص أشار إيليوت أبراهام مقترحا الآتي:
• أن تعترف إدارة أوباما بأن سياستها الخارجية قائمة على مبدأ التعامل مع دمشق, قد فشلت.
• أن تقوم إدارة أوباما بإنهاء ووقف تعاملها مع دمشق, بحيث لا زيارات ولا مبعوثين, ولا سفير لأميركا في سوريا, ولا تسهيلات لمساعي انضمام سوريا لمنظمة التجارة العالمية.
• قيام واشنطن بشن انتقادات واسعة وبشكل علني لسوريا في مجالات حقوق الإنسان.
• اللجوء لمجلس الأمن الدولي, لجهة إثارة ذرائع قيام دمشق بانتهاك القرار الدولي 1559, والقرار 1701.
هذا, وتجدر الإشارة إلى أن إيليوت أبراهام قد علق قائلا, بأنه إذا ترددت إدارة أوباما لجهة عدم القيام بوقف تعاملها مع دمشق, فمن الممكن, أن يقوم الكونغرس الأميركي برفض قرار اعتماد تسمية السفير الأميركي الجديد في سوريا, إضافة إلى قيام الكونغرس الأميركي بالعمل من أجل إصدار قانون أو تشريع, يمنع إدارة أوباما باتخاذ أي إجراء أو عمل, من شأنه أن يخل بنظام العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
برغم اجتهادات اليهودي الأميركي إيليوت أبراهام-الليكودي المتعصب على حد وصف العديد من الخبراء الأميركيين له-لجهة القيام بتسويق حملة بناء الذرائع الليكودية-الأميركية ضد سوريا, فإنه لم يستطع أن يكمل هذه الحملة بشيء من الثقة بالنفس, ويبدو ذلك واضحا من خلال أسطر مقاله التحليلي الأخيرة, وتحديدا عندما عبر عن إحباطه وعدم ثقته في مدى مصداقية التوصيات والاقتراحات التي تبرع بتقديمها لإدارة أوباما, وذلك عندما استنتج قائلا, بأن كل الإجراءات التي أشار إليها, سوف لن تجدي نفعا في دفع دمشق لتغيير مواقفها, إلا إذا انهار النظام في طهران!!!
وبكلمات أخرى, إذا كان زعيم اللوبي الإسرائيلي الخبير دينيس روس يزعم بان مشكلة مفاوضات عملية سلام الشرق الأوسط لن يتم حلها إلا إذا انهار النظام في طهران, فإن زعيم اللوبي الإسرائيلي إيليوت أبراهام قد كرر نفس الزعم, ولكن بالإسقاط على الملف السوري هذه المرة. وفقا لمنهجية صب نبيذ إدارة بوش الجمهورية السابقة القديمة, في قناني إدارة أوباما الديموقراطية الجديدة!!.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...