المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل
الجمل: نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تحليلاً من إعداد الصحفي الإسرائيلي رون بن ييشعاي، الذي سبق أن زار سوريا كما أوردت الصحيفة، وقد حمل التحليل عنوان "رسالة نصر الله: انسوا عراد".
يقول بن ييشعاي، بأنه الآن قد انقشع وانجلى الغبار حول صفقة المقايضة مع حزب الله، وعقب الحديث الذي قدمه الأمين العام للجماعة السيد حسن نصر الله، فإن المشهد التالي قد برز:
• يرغب حزب الله في إنهاء المرحلة الثانية من صفقة تينينباوم، بحيث ينتقل إلى صفقة غولد فاسير، وريجيف. ويقوم الجدول الزمني للمرحلة الثانية على تسليم المعلومات المتعلقة برون عراد كمقابل لإطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار.
• حالياً، فإن المعلومات التي قدمها حزب الله، والمتعلقة برون عراد، والمستندات التي قام بتسليمها حزب الله لإسرائيل عبر الوسيط الألماني أوهرلاو لا تقدم أي إجابة للسؤال حول مصير رون عراد، إذا كان حياً أم ميتاً، أو حتى مكانه الحالي. فالمعلومات المادية التي سلمت بواسطة حزب الله تنص صراحة بأنه وفقاً لتقديرات حزب الله فإن رون عراد لم يعد حياً. ولم يقدم حزب الله إضافة لذلك أي شيء، وعلى ما يبدو فإنه ليس لديه شيء.
• حزب الله يرغب في أن يرى إسرائيل تقوم بإطلاق سراح سمير القنطار مقابل المعلومات وصفقة تبادل السجناء والتي تتضمن جنود الجيش الإسرائيلي المحتجزين: غولد فاسير، وريجيف، وقد خلق هذا المطلب معضلة صعبة لإسرائيل، طالما أن سمير القنطار يجب أن يسلم لحزب الله مقابل المعلومات المتعلقة بمصير رون عراد. وهي معلومات لم يتم تلقيها بواسطة إسرائيل. ومعضلة الحكومة الإسرائيلية، تبعاً لذلك، هي كيفية الامتثال لمطالب حزب الله والتي تسمح بإعادة إيهود غولد فاسير وإلداد ريجيف على إسرائيل، ولكنها تستبعد، على الأقل، فرصة تقديم معلومات إضافة حول مصير عراد.
• بالنسبة لغولد فاسير، وريجيف، فإن المرحلتين المتوقعتين هما:
* المرحلة الأولى: تقديم المعلومات حول مصير ومكان الجنديين المحتجزين، وعلى إسرائيل أن تقدم المقابل لهذه المعلومات. والمفاوضات سوف تكون صعبة وشاقة للغاية وذلك لأن إسرائيل لا ترغب في القيام بتسليم السجناء اللبنانيين مقابل أن تتلقى إعلاناً من حزب الله بأن غولد فاسير وريجيف قد أصبحا في عداد الميتين.
* المرحلة الثانية: بعد استلام إسرائيل للمعلومات حول مصير غولد فاسير وريجيف، فإن صفقة تبادل السجناء النهائية سوف يتم القيام بها. والنقطة المثيرة للنقاش والخلاف سوف تكون كالآتي:
هل سيطلق سراح سمير القنطار؟ وهل ستوافق إسرائيل على طلب حزب الله بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين؟ وعلى الأرجح أن توافق إسرائيل على إطلاق سراح اللبنانيين المحتجزين في إسرائيل بسبب ارتكابهم للجرائم..
• حديث نصر الله التلفزيوني الأخير أظهر بوضوح أن حزب الله يرغب في أن ينهي بسرعة مسألة غولد فاسير وريجيف، وذلك من أجل الحصول على بعض النقاط لصالحه في المسرح السياسي اللبناني. ولما كان الموقف السياسي لحزب الله ولنصر الله غير جيد في الوقت الحالي، فإنهم يرغبون في الحصول على إنجاز سريع يتيح لهم تحسين موقفهم السياسي الداخلي.
• إذا نجحت الصفقة مع حزب الله، فإنها سوف تؤثر على وضع الجندي الإسرائيلي جيلعاد شاليت المحتجز بواسطة الفلسطينيين.
وعموماً، فإن تحليل رون بن ييشعاي لمعضلة التفاهمات الجارية حالياً بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، تعكس مدى سوء النوايا الإسرائيلية إزاء حزب الله، وبالذات في الجانب المتعلق باحتمالات أن يؤدي نجاح الصفقة إلى رفع أسهم حزب الله في الساحة السياسية اللبنانية، ولكن على ما يبدو فإن الجانب الذي تكلم عنه الصحفي الإسرائيلي رون بن ييشعاي هو موقف القوى السياسية اللبنانية الأخرى من عملية إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين (وفي مقدمتهم عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار) ومخاوفهم وانزعاجهم التي نقلوها للإسرائيليين من أن إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين سوف يؤدي إلى تعزيز موقف حزب الله، وإضعاف موقف قوى 14 آذار.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد