المرشح الجمهوري بوشنان: السلام يتم حصراً عبر حزب الله وسورية
الجمل: السياسي الجمهوري الأمريكي (باريك بوشنان) الذي سبق أن نافس من أجل الحصول على ترشيح الجمهوريين له لخوض انتخابات الرئاسة، كتب مقالاً نشره موقع انتي وار الالكتروني، الأمريكي المناهض للحرب، وقد حمل المقال عنوان (سورية تبرز في المقدمة والوسط).
يقول الزعيم السياسي الجمهوري باتريك بوشنان:
(الحرب لا تُكسب شيئاً، ولا تعالج شيئاً، ولا تنهي شيئاً.. ففي الحرب لا يوجد رابحون وفائزون، بل الجميع يكونون خاسرين) هكذا قال نوفيل شامبرلين عشية الحرب العالمية التي سعى يائساً وقانطاً من أجل تفاديها، ولكن أخطاءه الفادحة هي التي خلفتها.
لقد كان شامبرلين مخطئاً، فقد أنهت الحرب ألمانيا النازية، برغم أن التكاليف كانت مرتفعة: الهولوكوست، انهيار الامبراطورية البريطانية، القبضة الستالينية على 11 بلداً شرق أوروبي، 50 مليون قتيل، ونصف قرن من الحرب الباردة.
عندما كنت أقوم ببدء الكتابة في هذا الموضوع، تبدى لي وصول كوندوليزا رايس إلى الشرق الأوسط، وحرب حزب الله- إسرائيل، القصف المدفعي بمعايير ومواصفات الحرب العالمية الثانية، وغير ذلك من الوقائع التي مازالت تضرب العالم بعواصفها. وعلى ما يبدو في حرب إسرائيل- حزب الله، فقد كان الرابح الاستثنائي الوحيد هو حسن نصر الله زعيم حزب الله.
يقولون بأن حسن نصر الله قد أشعل الحرب في شمال إسرائيل بشن هجومه الذي أسفر عن قتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين. واستطاع تجنب وتفادي هجوم قنابل الـ(بنكر- بست) الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، واستمر حتى الآن وهو يمسك تماماً الجنديين الإسرائيليين، واستطاع حزب الله اللبناني أن يقف صامداً في وجه القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، وأيضاً الرد على إسرائيل بإرسال أكثر من ألف صاروخ كاتيوشا إلى داخل داخل إسرائيل، وأيضاً بإرسال الصواريخ الطويلة المدى إلى داخل حيفا.
وعندما كان الرئيس أحمدي نجاد (يتحدث حديث الأحاديث) الذي قال فيه بأنه سوف يزيل إسرائيل من خارطة العالم، كان حسن نصر الله (يمشي مشية المشيات)، ومن بين العرب والمسلمين الذين بالنسبة لهم تمثل إسرائيل موضوع الكراهية الأكبر، فقد أصبح حسن نصر الله يقف طويلاً شامخاً كما لم يقف أي قائد عربي منذ جمال عبد الناصر المصري. وإذا استطاعت إسرائيل أن تقتله بإحدى هجماتها، لاستطعنا القول بأن إسرائيل قد ربحت الحرب في لبنان.
ولكن سوف يكون صعباً أن ترى إسرائيل وقد ربحت. فعمليات الضرب وإفزاع وإخافة السكان، وتخريب الطرق، ومحطات الطاقة، وتدمير الجسور، والشقق، والبيوت، ومصافي النفط، ومحطات الوقود، لم تؤدي إلا إلى إصابة أصدقاء إسرائيل بالصدمة.
من المحير والمربك تماماً: لماذا قامت إسرائيل متذرعة بحزب الله، بالاعتداء على لبنان، البلد الديمقراطي الذي لم يحدث أن قامت حكومته مطلقاً ب أي اعتداء، وذلك برغم أن مصر والأردن والسعودية قد قامت جميعها بإدانة ذلك، أي ما قام به حزب الله.
لقد كشفت الحرب عن نزعة حربية إسرائيلية أكثر عمقاً، تفيد بأن على إسرائيل أن ترسل جيشها مرة أخرى إلى داخل لبنان، من أجل محاربة حزب الله، والذي مازالت غاراته التي سبق أن نفذتها داخل إسرائيل تمارس مفعولاً استفزازياً لدى الإسرائيليين، ضمن رسالة غارات حزب الله التي مازالت تقول للإسرائيليين (نحن هنا) في جنوب لبناان (إن كنتم تريدوننا..).. (فتعالوا ونالوا منا).. (إن كان بمقدوركم ذلك)..
لقد تحطمت (ثورة الأرز) تماماً بفعل القصف الإسرائيلي، وبتأثير الغربيين الذين وعدوا بإعادة تعمير لبنان، ولم يفعلوا ذلك حتى الآن..
مازال الخطر موجوداً وقائماً، وإذا لم يتم دعم وتعمير لبنان، بحيث يصبح لبنان بالفعل بلداً ديمقراطياً نموذجياً في العالم العربي، فإن لبنان سوف يصبح بدلاً عن ذلك بلداً نموذجياً للدولة الفاشلة في العالم العربي.
يقول الأمريكيون والإسرائيليون بأنهم يريديون السلام في المنطقة، والسلام لن يتم بنشر قوات الأمم المتحدة على حدود لبنان، وقطع الإمدادات عن حزب الله.. وبكلمات أخرى فإن السلام يتم حصراً عبر سورية والفلسطينيين، وإذا كان الأمريكيون والإسرائيليون جادون من أجل السلام، فعليهم قبل الذهاب إلى سورية، التفكير في (ثمن السلام)، وهو ثمن لن تقبل سورية بأن يكون أقل من إرجاع وإعادة الجولان، وحل القضية الفلسطينية على أساس اعتبارات مبدأ الأرض مقابل السلام.
ولكن إسرائيل، باجتياحها لجنوب لبنان وحصارها للضفة الغربية وقطاع غزة، ومحاولاتها السابقة لتقويض السلطة الفلسطينية، فإنها –أي إسرائيل- سوف لن تؤدي إلا إلى خلق الدولة الفاشلة في لبنان، والدولة الفاشلة في الأراضي الفلسطينية.. وسوف يكون عدد هذه الدول الفاشلة كافياً لتهديد إسرائيل وتحويلها في نهاية الأمر إلى الدولة الفاشلة الأولى في العالم.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد