المرشح ماكين يتبنى خيار الأردن كحل نهائي للدولة الفلسطينية

16-06-2008

المرشح ماكين يتبنى خيار الأردن كحل نهائي للدولة الفلسطينية

الجمل: انتهت المرحلة الأولية في السباق الرئاسي الأمريكي وأصبحت الصورة أكثر وضوحاً وتحديداً بحيث أصبح الذي يصل إلى البيت الأبيض في مطلع العام القادم هو أحد اثنين إما المرشح الجمهوري جون ماكين أو المرشح الديمقراطي باراك أوباما، وحالياً يخوض هذان المتنافسان حملة انتخابية شعواء بحيث أصبح كل طرف يقدم يوماً بعد يوم التنازلات والإغراءات لجهة التأثير على كل ما يعزز نفوذه وقبضته على الرأي العام الأمريكي.
* المملكة الأردنية الهاشمية تدخل دائرة الاستهداف الجمهوري – الإسرائيلي:
يعتبر المرشح الجمهوري ماكين بمثابة النسخة الجديدة المتطرفة للرئيس بوش وبسبب ذلك يجد ماكين تأييد جماعة المحافظين الجدد واللوبي الإسرائيلي واليهود الأمريكيين وصقور البيت الأبيض.
تقول التسريبات الأمريكية بأن ماكين قد وسع أطروحاته التي تهدف إلى دعم الجانب الإسرائيلي على حساب الأطراف العربية في معادلة الصراع العربي – الإسرائيلي، وعلى هذه الخلفية تقول المعلومات بأن اليهودي الأمريكي روبرت كاغان الذي يتولى مهمة مستشار جون ماكين لشؤون السياسة الخارجية قدم محاضرة ترويجية لحملة ماكين الانتخابية أكد فيها بأن ماكين سيعمل في حالة صعوده إلى البيت الأبيض من أجل تبني "الخيار الأردني" كحل نهائي للفلسطينيين.
* محاضرة كاغان:
يشكل الثنائي اليهودي الأمريكي روبرت كاغان خبير الجغرافيا السياسية ووليام كريستول رئيس تحرير مجلة ويكلي ستاندرد، الزعيمان الأبرز حالياً في أوساط جماعة المحافظين الجدد، هذا ويعتبر كاغان أبرز مؤسسي مذهبية الريغانية الجديدة التي تعتمد التدخل العسكري الاستباقي كوسيلة للتعامل مع مصادر الخطر المحتمل وفقاً لمنظور الإدراك الأمريكي.
يتعاون وليام كريستول مع كاغان في الوقت الحالي في القيام بمهمة وضع تصور مفصل لاستراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط التي ستعتمدها إدارة جون ماكين في حال صعوده إلى البيت الأبيض. وقد قدم روبرت كاغان محاضرته أمام آلاف الطلاب والأكاديميين الذي اكتظت بهم قاعة ألمرت هولمز بويس بجامعة نيويورك وتضمنت المحاضرة النقاط الآتية:
• إن المرشح الجمهوري ماكين قد تبنى بالفعل استراتيجية تطبيق الخيار الأردني كوسيلة للتخلص من الأعباء والضغوط الجارية في الشرق الأوسط بفعل تأثيرات قضية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي حول أراضي الضفة الغربية.
• ستأخذ سياسة إدارة ماكين الخارجية إزاء الشرق الأوسط أسلوب التعامل المباشر مع القضية الفلسطينية بما يؤدي إلى إنهاء قضية النزاع بشكل نهائي.
• بعد إنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ستتفرغ إدارة ماكين إلى:
* قضية نشر الديمقراطية.
* محاربة الإرهاب الإسلامي الفاشي (على حد تعبير كاغان).
• ينظر ماكين إلى الأردن باعتباره الوطن الطبيعي للفلسطينيين اللاجئين الذين ذابت أغلبيتهم العظمى في المجتمعات التي يعيشون فيها وبقيت القلة التي تعيش حالياً في المخيمات وسيكون أمام هذه القلة اللجوء إلى أحد اثنين هما:
* خيار البقاء في مكان التواجد الحالي.
* خيار الاستيطان في شرق الأردن.
* أبرز المداخلات حول ندوة كاغان:
لاحظ المحللون أن روبرت كاغان استخدم في محاضرته مصطلحاً جديداً هو "الأراضي الفلسطينية شرق الأردن" وقد طرح أحد الأكاديميين الأمريكيين الموجودين في الندوة سؤالاً قال فيه: "هل يعني ذلك أن الضفة وغزة لن تكونا مكاناً لدولة فلسطينية مستقبلية وفقاً لإعلان جورج بوش 2003م"، وأجاب كاغان قائلاً بأن الأردن يضم أغلبية فلسطينية ومن الطبيعي حين نتحدث عن الديمقراطية أن تحكم الأغلبية في بلدها، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لدولة أخرى لأنها بالفعل موجودة وهي قائمة
. وأضاف كاغان أن العائلة الهاشمية يمكن أن تبقى في الحكم والملك لو أراد الشعب الفلسطيني ذلك، وبالنسبة للضفة الغربية فقد تحدث كاغان أن التجمعات السكنية الإسرائيلية ستبقى جزءاً من دولة إسرائيل والتجمعات السكنية الفلسطينية يتم تبادل الأراضي حولها بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحيث يتم إعطاء الفلسطينيين أراضي الضفة الغربية المتاخمة لشرق الأردن بحيث تكون امتداداً للدولة الفلسطينية من أراضي الضفة الغربية التي تمنح للفلسطينيين وحتى حدود العراق – الأردن.
* علاقة ماكين بسمو الملك الأردني:
تقول المعلومات بأن المرشح جون ماكين سبق أن قام قبل أحد عشر شهراً بزيارة الأردن أجرى خلالها لقاءً مع الملك الأردني وتقول التحليلات بأن القصر الملكي الأردني كان يهدف من خلال اللقاء إلى بناء علاقة جيدة بين الأردن والمرشح الجمهوري ماكين بما يعزز الفرصة لتأسيس علاقات أردنية –أمريكية وطيدة على خط عمان – واشنطن إذا نجح ماكين في الفوز بالرئاسة الأمريكية.
كذلك تقول التحليلات بأن الأردن هو البلد الوحيد في العالم الذي أكدت استطلاعات الرأي الأمريكية والدولية بأن المرشح ماكين يجد فيه قدراً من التعاطف، وتشير هذه الاستطلاعات إلى أن 22% من الرأي العام الأردني يتعاطف مع باراك أوباما، و23% منهم يتعاطفون مع ماكين. وتقول التوقعات بأن ندوة روبرت كاغان وتصريحات جون ماكين ستؤدي مجتمعة إلى تزايد نزعة العداء لأمريكا في أوساط الرأي العام الأردني وإضافةً لذلك فإن موقف الرأي العام الأردني سيشهد تغييراً حاداً إزاء سياسات الحزب الجمهوري الأمريكي والإدارات الجمهورية في المنطقة إضافةً إلى أن حماس البلاط الملكي الأردني إزاء أجندة المعتدلين العرب وأجندة السياسة بالخارجية الأمريكية الشرق أوسطية سيقل، والسبب الرئيسي في ذلك سيكون بفعل إدراك البلاط الملكي الأردني أن الحزب الجمهوري الأمريكي قد أصبح يشكل خطراً على الأردن والمصالح الأردنية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...