المعلم يصف بيان محادثات فيينا بالمهم
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، يوم الأحد، أن دمشق تعترف بأهمية البيان الذي أصدرته القوى العالمية عقب محادثات جرت في فيينا الجمعة، سعياً لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد، في وقت سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"-"داعش"، على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بعد تفجيرين انتحاريين واتفاق مع المسلحين المتواجدين في البلدة.
وأفادت "وكالة" (سانا) بأن المعلم جدد، خلال اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في دمشق، التأكيد على موقف دمشق بضرورة إعطاء الأولوية لجهود مكافحة "الإرهاب"، حتى يتم التوصل الى حل سياسي.
وتابعت "سانا" أن المعلم "أبدى استغرابه لأن البيان لم يتضمن إلزام الدول المعروفة بدعمها للإرهاب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، حتى تصبح جهود مكافحة الإرهاب فعالة، ويصبح الحديث عن أي وقف لإطلاق النار مجديا".
وجدد وزير الخارجية السوري استعداد دمشق للتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة في جهوده لمكافحة الإرهاب، وإطلاق الحوار بين السوريين، مؤكداً أن "أي جهد لمكافحة الإرهاب لا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية هو ابتعاد عن هدف مكافحة الإرهاب، وانتهاك لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة".
وجاءت زيارة المبعوث الدولي بعد يومين من عقد لقاء دولي حول سوريا في فيينا، انتهى بنقاط توافق ولكن بخلاف كبير حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، على أن يعقد اجتماع جديد خلال اسبوعين، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
وكانت صحيفة "الوطن" السورية قد ذكرت سابقاً أن دي ميستورا "سيضع القيادة السورية في أجواء ما دار خلال الاجتماع الذي استمر سبع ساعات في فيينا، وجمع ما سمي بمجموعة الإتصال من اجل حل الازمة السورية، المكونة من 15 دولة اضافة الى الاتحاد الاوروبي وممثل الامين العام للامم المتحدة".
كذلك أشارت الصحيفة إلى أن زيارة دي ميستورا "تأتي في ظل الغموض حول مصير خطته للحل في سوريا، وخاصة (مسألة) اللجان الاربعة"، لافتة الإنتباه إلى أن بيان فيينا لم يأت على ذكرها.
واقترح دي ميستورا في 29 تموز الماضي، خطة جديدة للسلام تتضمن تأليف اربعة "فرق عمل" بين السوريين لبحث المسائل الأكثر تعقيداً، والمتمثلة بـ"السلامة والحماية، ومكافحة الارهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الاعمار".
ودعا اجتماع فيينا في بيان صدر الجمعة عن المشاركين فيه "الامم المتحدة الى جمع ممثلي الحكومة والمعارضة السورية، من أجل عملية سياسية تؤدي الى عملية انتقالية ذات صدقية، وجامعة وغير طائفية يعقبها (وضع) دستور جديد وانتخابات".
ميدانياً، تمكن الجيش السوري من السيطرة على قرية غمام الإستراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي، وهي القرية نفسها التي كانت تُطلق منها الصواريخ باتجاه اللاذقية.
من جهة ثانية، سيطر تنظيم "داعش" على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، ليتقدم باتجاه قرية تاريخية ذات غالبية مسيحية تبعد أكثر من عشرة كيلومترات عن الطريق الدولي بين دمشق وحلب، بحسب ما افاد "المرصد السوري لحقوق الانسان".
وقال مدير "المرصد" رامي عبد الرحمن، إن "تنظيم الدولة الاسلامية سيطر بسهولة على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، اثر تفجيرين انتحاريين واتفاق مع المسلحين المحليين"، الذين خرقوا هدنة مطبقة منذ حوالي عامين مع الجيش السوري، مضيفاً أن "داعش" الذي قدم من مدينة القريتين شرقا، وجد "حاضنة شعبية في البلدة".
وأضاف عبد الرحمن أنه "بعد دخول مسلحو داعش بلدة مهين تقدموا باتجاه قرية صدد التاريخية وذات الغالبية المسيحية، والتي تبعد حوالي 14 كيلومتراً عن طريق دمشق - حلب الدولي، حيث تدور في محيطها اشتباكات مع قوات الجيش السوري".
وقال مصدر سوري ميداني إن "الجيش السوري يعيد انتشاره في محيط بلدة مهين بعد دخول مسلحي تنظيم داعش" اليها، موضحاً أن "مسلحي ووجهاء بلدة مهين (...) أعلنوا مبايعتهم لتنظيم داعش في خرق فاضح للهدنة".
وافاد مصدر امني عن تجدد الاشتباكات في صدد ومهين على محاور عدة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه "ليس هناك تبدل جوهري، اذ انتقلت مبايعة العناصر (المسلحة في مهين) من تنظيم الى اخر".
وتقع صدد عند منتصف الطريق بين مهين والجزء الواقع تحت سيطرة الجيش السوري على طريق دمشق - حلب الدولي. وتربط هذه الطريق بطول 360 كيلومترا بين عدد من المدن السورية، ويسيطر الجيش السوري على الجزء الواقع منها بين دمشق وحمص، فيما سقطت الـ185 كيلومتراً الاخرى تباعا بيد المسلحين.
وتمتد هذه الطريق من جنوب مدينة حلب (شمال) لتمر من محافظتي ادلب (شمال غربي) وحماة (وسط) وصولا الى حمص (وسط) فدمشق.
إلى ذلك، عرض "جيش الإسلام" صوراً لعدد من المواطنين السوريين الذين كان قد اختطفهم في وقت سابق، وأظهرت الصور المواطنين وهم داخل أقفاص حديدية، معتمداً بذلك طريقة "داعش" في عرض أسراه.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد