المهمات القادمة لحلف الناتو
الجمل: لم تقم منظمة معاهد شمال الأطلنطي (الناتو)، بإحداث التغير المتوقع في بنود ميثاقها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية، اللتان كانتا السبب الرئيسي في قيام هذه المنظمة.
لقد زال حلف وارسو الذي كان يهدد أوروبا وأمريكا كما يزعم قادة الناتو، ولكنهم بعد زوال هذا الحلف قاموا بممارسة المزيد من سياسة الهروب إلى الأمام، وذلك بتبني التوجهات والسياسة العسكرية الأكثر عدائية لسكان الكرة الأرضية وبالذات شعوب الشرقين الأوسط والأدنى.
• من حرب يوغسلافيا إلى قمة (ريغا):
في الوقت الذي كان الرأي العام الأوروبي يطالب بحل حلف الناتو أو على الأقل تقليص حجم وجوده العسكري في القارة الأوروبية، فاجأ حلف الناتو العالم بعملية ضرب وتدمير يوغسلافيا، وفقاً للقرار الأمريكي القاضي بتوجيه الضربات العسكرية ليوغسلافيا.
أعقب ذلك القيام بتوسيع الناتو ضمن عدة محاور، عن طريق اتفاقيات (الشراكة) التي دفعها حلف الناتو مع بعض بلدان العالم، إضافة إلى الترتيبات العسكرية والأمنية الخاصة التي حصل عليها الناتو من الدول العربية: مصر، الأردن، تونس، المغرب، وبلدان الخليج.
النوايا التدخلية العدوانية لحلف الناتو في العالم العربي، برزت بوضوح في اجتماع قمة الحلف الذي تم عقده في مدينة ريغا عاصمة جمهورية لاتفيا السوفييتية السابقة، والذي ضم إسرائيل إلى جانب بعض الدول العربية، خاصة وأن حلف الناتو قد دخل في اتفاقية شراكة حملت عنوان (مبادرة تعاون اسطنبول) والتي وقعت عليها كل من: إسرائيل، مصر، المغرب، تونس، والأردن).
• الدور الجديد لحلف الناتو في المنطقة العربية:
توجد العديد من المشروعات العدوانية التي خطط لها خبراء الحلف، وأصبحت حالياً في انتظار الفرصة السانحة للتنفيذ، ومن أبرزهأ:
- التدخل في العراق: تحاول إدارة بوش دفع حلف الناتو لكي يرسل قواته إلى العراق، تحت مزاعم مساعدة أمريكا في الحرب ضد الإرهاب، وفي تحقيق استقرار العراق.
- التدخل في القرن الأفريقي: وتسعى الإدارة الأمريكية إلى دفع الناتو لقيوم بإرسال المزيد من القوات إلى جيبوتي، وذلك من أجل دعم القوات المتعدد الجنسيات والقواعد الصغيرة الموجودة حالياً.
- التدخل في الخليج العربي: حالياً توجد بعض قوات الناتو في منطقة الخليج العربي، وتحاول الإدارة الأمريكية حالياً أن يقوم حلف الناتو بإرسال المزيد من القوات البحرية والجوية والبرية، وقد تم التمهيد لذلك عن طريق المناورات المشتركة التي أجرتها القوات الأمريكية في الخليج العربي بمشاركة بعض وحدات حلف الناتو.
أما التدخل في لبنان فيمثل الحلقة الرئيسية التي تحاول الإدارة الأمريكية والحلف القيام بها، وذلك لأنها تحقق المزايا الآتية:
- التواجد الدائم في منطقة شرق المتوسط: وذلك عن طريق بناء القاعدة العسكرية التي وافقت حكومة السنيورة على إقامتها، وسوف يكون لهذه القاعدة دوراً هاماً في دعم إسرائيل والقضاء على سيادة لبنان، وتهديد سوريا.
- إكمال الخط الرأسي لتسلسل القواعد العسكرية الأمريكية الذي يمتد طولياً بدأ من جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي جنوباً، ثم سلطنة عمان ثم السعودية والبحرين وقطر ثم العراق ثم لبنان، ثم تركيا، واليونان، وإيطاليا وألمانيا وبولندا، وغيرها من دول أوروبا. والمتتبع لموقع هذه القواعد يلاحظ بأنها تمتد رأسياً من الجنوب إلى الشمال.. على النحو الذي يتيح للقوات الأمريكية التحرك رأسياً في محور مستقيم من القطب الجنوبي، وحتى القطب الشمالي.
التوسع المستقبلي لحلف الناتو في المنطقة العربية يتم التمهيد له بالاتفاقيات الاقتصادية والسياسية التي يتم عقدها بواسطة مفوضية الاتحاد الأوروبي مع الدول العربية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك اتفاقيات دول مجلس التعاون الخليجي مع الاتحاد الأوروبي، والتي بدأت كاتفاقيات تجارية اقتصادية نفطية، بحيث تم استدراج الخليجيين لتوقيع اتفاقيات سياسية، ثم تطور الأمر إلى اتفاقيات أمنية عسكرية تتعلق ببيع السلاح ومحاربة الإرهاب، الأمر الذي أدى في النهاية إلى استدراج الخليجيين إلى مرحلة فتح أراضيهم من أجل استقبال قوات الناتو القادمة لمكافحة ومحاربة الإرهاب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد