الناخبون الفرنسيون فقدوا الثقة باليسار واليمين

14-03-2007

الناخبون الفرنسيون فقدوا الثقة باليسار واليمين

تعهدت المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية الفرنسية سيغولين رويال، لدى اجتماعها بالمثقفين والفنانين، الدفاع عن "الهوية الوطنية" الفرنسية التي لا تطمس "في العولمة او الانغلاق على الذات"، بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي أن سياسة بلاده حيال الشرق الأوسط ستستمر حتى بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس جاك شيراك الذي سيحدد بعد أيام "خياره الشخصي" من حيث مرشحه المفضل للرئاسة، بينما يبدو أن الناخبين فقدوا ثقتهم باليسار واليمين معاً.
وأفادت مصادر مقربة من الاليزيه ان شيراك سيعلن "خياره الشخصي" في الانتخابات الرئاسية "قريباً"، فور اعلان المجلس الدستوري الفرنسي اللائحة الرسمية بالمرشحين، أي بعد 19 آذار. وقرر رئيس الوزراء السابق ألان جوبيه دعم ساركوزي من أجل "استمرار النضال في سبيل القضايا التى خدمها شيراك مدى 40 عاماً".

وبينما يسعى منافسها اليميني وزير الداخلية نيكولا ساركوزي إلى سياسة "التخويف" من خلال اقتراح إنشاء وزارة تربط بين الهجرة والهوية الوطنية، قدمت رويال تصوراً مغايراً للهوية الفرنسية "يقوم على قوة النموذج الجمهوري المجدد وعلى تحديث مفهوم الأمة"، مشيرة إلى أن "الأمة لا تفرق بين بيض وسود او صفر، ولا بين مسيحيين او يهود او مسلمين". وأضافت :"جميعنا مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات. لا فرنسيو أصول وفرنسيو فروع". واضافت:"معي الهوية الوطنية لن تذوب في العولمة او في الانغلاق على الذات"، مشيدة بالعلمانية التي "تحارب الأفكار المسبقة والعنصرية والتمييز بين الجنسين".
ولا يزال ساركوزي يتقدم رويال في استطلاعات الرأي، وآخرها أجرته مجلة "لوبوان" وتوقع حصول وزير الداخلية على 52,5 في المئة من الاصوات في دورة ثانية تجمعه والمرشحة الاشتراكية التي ستنال 47,5 في المئة.
وجاء في استطلاع للرأي أجراه معهد "ايفوب" ونشرت نتائجه امس ان نحو 61 في المئة من الفرنسيين لا يثقون لا باليمين ولا باليسار لحكم البلاد، وان 46 في المئة لم يختاروا بعد المرشح الذي سيقترعون له في الدورة الاولى من الانتخابات في 22 نيسان. وقال 21 في المئة فقط انهم يثقون باليمين و17 في المئة باليسار، ورأى 53 في المئة ان نتيجة الانتخابات لن تساعد على "تحسين الامور في فرنسا".
وتوقع رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في فرنسا فرانسيسكو برناردان أن يغير وزير الداخلية موقفه من انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إذا انتخب رئيساً لفرنسا.

في غضون ذلك، أكد دوست-بلازي أن السياسة الخارجية حيال الشرق الأوسط لن تتغير بعد رحيل الرئيس الفرنسي. وكان يتحدث في مسجد باريس الكبير، مشيراً الى إعلان ساركوزي تأييده سياسة شيراك في العراق ورفضه استخدام القوة العسكرية في هذا البلد ودعوته إلى تسوية سلمية للملف النووي. ولاحظ ان صداقة وزير الداخلية لاسرائيل لم تمنعه من التنديد باستخدامها المفرط للقوة في لبنان في تموز، كما أكد تمسكه بقيام دولة فلسطينية تتعايش مع اسرائيل.
وتوقع مراقبون ان تعود العلاقات الفرنسية - الأميركية إلى ما كانت قبل حرب العراق، علماً أن الخبير في المعهد الألماني للعلاقات الخارجية جون هولسمان قال إن "شيراك و(الرئيس الأميركي جورج) بوش مثل الزيت والماء"، وأن الأمور لا بد أن تكون مختلفة مع الرئيس الفرنسي المقبل، سواء أكان ساركوزي أم رويال أم مرشح الوسط فرنسوا بايرو".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...