"الهبة" الفلسطينية: ثلاثون جريحاً برصاص الاحتلال

أصيب 30 فلسطينياً بجراح، وبحالات اختناق، اليوم السبت، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مواقع متفرقة من الضفة الغربية، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وقالت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، في بيان صحافي، إن طواقمها تعاملت مع 30 مصاباً فلسطينياً، أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي وبحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز "المسيل للدموع"، خلال مواجهات اندلعت مع قوات إسرائيلية، في مواقع متفرقة في الضفة الغربية.
وأضاف البيان، أن من بين المصابين مصاب واحد بالرصاص الحي، و9 بالرصاص المطاطي، و20 إصابة بحالات اختناق.
وتجددت المواجهات، اليوم بين مئات الشبان الفلسطينيين، وقوات الجيش الإسرائيلي، في حي النقار في مدينة قلقيلية (شمال الضفة الغربية)، وفي بلدة كفر قدوم غرب نابلس (شمال)، وفي بلدة عابود غرب رام الله (وسط).
واستخدم الجيش، الرصاص الحي، والمطاطي وقنابل مسيلة للدموع، لتفريق المتظاهرين.
وتشهد الأراضي الفلسطينية، منذ مطلع تشرين أول الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية.

ويوم السبت، ندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بشدة ببناء الدولة العبرية للمستوطنات، وقال إنها تثير تساؤلات حول نوايا "إسرائيل" على المدى البعيد.
وأضاف في خطاب القاه في معهد "بروكينجز": "كل المنطقة ( ج) تقريبا التي تشكل 60 في المئة من الضفة الغربية، مغلقة فعلياً أمام أي تطور للفلسطينيين".

"اسرائيل" ترفض انتقادات السويد
من جهة ثانية، رفضت سلطات العدو ما اعتبرته "اتهامات" ساقتها وزيرة خارجية السويد بتنفيذ "عمليات اعدام تعسفية" بحق فلسطينيين يشنون هجمات بالسكاكين، واصفة اياها بانها "شائنة".
ورداً على اسئلة نواب خلال جلسة للبرلمان السويدي، الجمعة، نددت الوزيرة مارغوت فالستروم بالهجمات التي تطاول الاسرائيليين، لكنها دعت الى تجنب "رد غير متكافىء" بحيث لا يشمل "عمليات اعدام تعسفية".
وليل الجمعة السبت، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون، معتبرا انه "تصريح شائن وغير ملائم ولا يمت الى الحقيقة بصلة".
واضاف أن فالستروم "تقترح ان يقدم المواطنون الاسرائيليون اعناقهم للقتلة الذين يسعون الى طعنهم".
وقالت الوزيرة السويدية: "اندد بالهجمات بالسكاكين. اقول انها رهيبة وينبغي الا تحصل وان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها. لكنني اقول أيضاً ان الرد يجب أن يكون على هذا النحو، وهذا ما اقوله في حالات أخرى يترجم فيها الرد باعدامات تعسفية او يكون غير متكافىء".
لكن المتحدث باسم فالستروم رد، السبت في بيان، ان الوزيرة "لم تؤكد ان اسرائيل تنفذ عمليات اعدام تعسفية. لقد ادلت بتصريح عام عن القانون الدولي، عن الحق في الدفاع عن النفس واهمية التكافؤ والمحاكمة. ما قالته ينطبق على كل الأطراف".
وسبق ان اثارت فالستروم استياء سلطات الاحتلال حين اعتبرت، بعيد اعتداءات باريس، ان النزاع بين "اسرائيل" والفلسطينيين هو احد عوامل التطرف في الشرق الاوسط.

يعلون يطالب بدور أميركي
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون، أمس الجمعة، إنه يجب على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً في الشرق الأوسط.
وأعرب، متحدثا في مناسبة في "معهد بروكنغز" في واشنطن، عن قلق "إسرائيل" من الحشد العسكري الروسي في ما يتعلق بسوريا.
وأضاف: "من المؤسف في الوضع الراهن أن روسيا تلعب الدور الأهم ثم الولايات المتحدة. نحن لا يروق لنا أن يذهب الملك عبد الله ملك الأردن إلى موسكو. المصريون يذهبون إلى موسكو. السعوديون يذهبون إلى موسكو. كان ينبغي أن تكون الأمور مختلفة كثيراً (عن هذا) ونحن نعتقد أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكتفي بدور المتابع. إذا كنت تكتفي بدور المتابع فان الفراغ سيمتلئ وسوريا مثال على ذلك سواء على يد إيران أو أطراف شيعية تدعمها روسيا الآن أو تنظيم الدولة الإسلامية. لا ينبغي أن يحدث هذا".
والتقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتين على الاقل، خلال الاسابيع الاخيرة، لبحث التعاون ومحاولة تفادي وقوع حوادث في الاجواء السورية.

وفاة يوسي ساريد
الى ذلك، توفي الوزير النائب السابق الاسرائيلي يوسي ساريد، أحد أبرز وجوه اليسار في الدولة العبرية والمعروف بتصريحاته الحادة في النزاع بين الاحتلال والفلسطينيين، مساء امس الجمعة، عن 75 عاماً، بحسب ما اعلن زعيم المعارضة.
وتقاعد ساريد في العام 2006 بعد عمل سياسي استمر أكثر من ثلاثين عاماً شغل خلالها مناصب عدة بينها رئاسة "حزب ميريتس" اليساري من العام 1996 الى العام 2003.
وكتب زعيم المعارضة الاسرائيلية (حزب العمال) اسحق هرتزوغ على صفحته على "فايسبوك": "بوفاة يوسي ساريد انطفأ احد الاصوات المهمة والحاسمة في الساحة البرلمانية والعامة في اسرائيل"، مضيفاً أن "يوسي ساريد النائب، وزير التربية، الكاتب، والشاعر ترك اثرا عميقاً في النظام التعليمي وكل البلاد".
وكان ساريد سياسياً وكاتباً صحافياً في صحيفة "هآرتس" اليسارية، ودعا الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية.
ومن القضايا التي دافع عنها الامتيازات الممنوحة للمتشددين، وبينها الدعم السخي من سلطات الاحتلال للمدارس الدينية اليهودية والاعفاءات من الخدمة العسكرية.
وقال في مقابلة مع "هآرتس"، في 2014 : "شاركت في اصدار نحو عشرات وربما مئات القوانين. لكن نجاحي لا يكمن في عملي التشريعي.. صنعت لنفسي اسماً في مختلف المناصب التي شغلتها كرجل مصمم على السير بعكس الرياح اذا كانت سيئة والسباحة بعكس التيار اذا كان قذرا ودفعت ثمن تصميمي".
وولد ساريد في فلسطين المحتلة في العام 1940 في عهد الانتداب البريطاني. بدأ عمله صحافياً في اذاعة جيش الاحتلال ثم دخل الساحة السياسية في سبعينات القرن الماضي.

وكالات