اليساريون العرب في بيروت اليوم: رصد لمعالم تحالف أميركي ـ إسلامي

13-01-2012

اليساريون العرب في بيروت اليوم: رصد لمعالم تحالف أميركي ـ إسلامي

بعد عام على انطلاق «الربيع العربي» يسعى اليساريون العرب لتحديد معالم وسيناريوهات المرحلة المقبلة، وخصوصاً بعد أن بدأت تتضح ملامح المشروع الأميركي لاحتواء الثورات العربية، سواء في تونس ومصر، حيث يتكون فرز جديد بين القوى الثورية وبين التحالف الأميركي ـ الإسلامي، أو في سوريا وليبيا واليمن والبحرين لإفراغ الحراك الشعبي من مضمونه التحرري.
وفي محاولة لرصد متغيرات العام الأول لـ«الربيع العربي» يعقد اللقاء اليساري العربي الثالث في بيروت، في توقيت يحمل دلالات رمزية، خاصة أنه يأتي تزامناً مع الذكرى الأولى لانتصار الثورة التونسية بفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من البلاد في الرابع عشر من كانون الثاني، وقبل أيام من دخول ثورة 25 يناير في مصر عامها الثاني، في ظل دعوات لـ«يوم غضب» جديد في مواجهة حكم العسكر.
وسيبحث هذا اللقاء اليساري، الذي يضم ممثلين عن 24 حزبا يساريا من 11 بلداً عربياً، قضايا سياسية واقتصادية وإعلامية، كما سيطرح، بحسب المنظمين، «الخطوط العريضة لبرنامجه المستقبلي انطلاقا من رؤية الأحزاب المكونة له للمرحلة المفصلية التي يمر بها العالم العربي اليوم، وكيفية تنظيمها لمواجهة مع المشروع الامبريالي ومن أجل التغيير الديموقراطي».
وفي الورقة التي قدّمها للقاء اليساري، الذي يفتتح اليوم، وتستمر أعماله لثلاثة أيام، ينطلق الحزب الشيوعي اللبناني، في مقاربته لـ«الربيع العربي» في عامه الأول، من «اشتداد الأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي وانعكاساتها الاقتصادية- الاجتماعية على الدول الرأسمالية منذ العام 2008»، مشيراً إلى أن «ازدياد الصعوبات السياسية للنخب البرجوازية الحاكمة ستدفع هذه الدول أكثر فأكثر بالاتجاه الساعي للهروب إلى الأمام، بما يعني المزيد من التوتير العسكري والأمني والحروب الإقليمية التي تعطي دفعاً لصناعات الأسلحة، وتزج بأوسع الطاقات البشرية، وعلى وجه الخصوص الشباب، في حروبها التدميرية».
ويرى الحزب الشيوعي اللبناني أن «التسابق بين المراكز الامبريالية سيؤدي إلى سعي كل مركز للتنصل من تبعات الأزمة وتحميلها للمراكز الأخرى، مع السعي في الوقت ذاته إلى إعادة تقاسم العالم من جديد»، لافتا إلى أنه «في ظل توازن الرعب النووي بين المراكز الامبريالية القديمة والمستجدة (روسيا)، وبالتالي توقّع الدفع باتجاه المزيد من الحروب الإقليمية الجديدة، ستكون منطقة الشرق الأوسط، مرّة أخرى، المسرح الأساس لهذه الحروب، انطلاقاً من سهولة تفجير صراعات مذهبية وإثنية في تلك المنطقة... وإمكانية استخدام بعض الأنظمة العربية في تنفيذ المخطط الامبريالي الرامي إلى تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد».
ويتطرق الحزب كذلك إلى «الإسلام السياسي ومشروع الشرق الأوسط الجديد»، وهو موضوع سيحتل حيزاً واسعاً من النقاش في جلسات اليوم والغد، وذلك على المستويين السياسي والاقتصادي، إذ يشير إلى أن المواقف التي تضمنها خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة، بعد عام على انتخابه تؤكد أن التوجه، منذ ذلك الوقت، كان يتجه إلى إبراز دور ما يسمى بـالقوى الإسلامية المعتدلة بديلاً لما كان يسمى بأنظمة الاعتدال، التي انهار العديد منها بفعل الانتفاضات. ذلك أن هذه القوى الإسلامية تمثل، في رأس هرمها، شريحة أساسية من البرجوازية العربية؛ وهي، من هذا المنطلق، مستعدة للتعاون ليس مع الامبريالية وحسب، بل مع الكيان الإسرائيلي أيضاً»، ولذلك فإن «هذه القوى مرشحة لتكون بديلاً عن الحكام السابقين لوضع اليد على الانتفاضات والثورات وتحويلها عن مجراها التغييري».
وتشير الورقة إلى أن «خطورة الوضع في سوريا، نتيجة التحرك العربي والتركي المرتبط بالأجندة الأميركية، تؤشر إلى ازدياد احتمالات التدخل العسكري الامبريالي- الإسرائيلي- التركي، وما يمكن أن يتركه هذا التدخل، في حال حصوله، من انعكاسات كارثية على الوضع العربي ككل، وعلى الوضع اللبناني الهش بشكل خاص».
وانطلاقاً من ذلك، يدعو الحزب في ورقته المقدمة للقاء اليساري إلى تشكيل «جبهة مقاومة وطنية في كل بلد عربي»، تكون أولوياتها «وضع خطة عربية عامة لمواجهة المشروع المسمى الشرق الأوسط الجديد»، و«التأكيد على أولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها في الصراع العربي الصهيوني والعربي الامبريالي»، و«مواجهة محاولات الامبريالية والبرجوازية العربية لحرف الثورات الشعبية عن مسارها التقدمي».
المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...