اليمين الإسرائيلي يتحدى قرار تجميد الاستيطان
أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر انتقادات واسعة في صفوف المستوطنين، وعدد من وزراء حكومته، وممثلي الجناح المتطرف في حزبه، الليكود، الذين شنوا، خلال اليومين الماضيين، هجوماً حاداً على القرار، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع إيهود باراك عن خطوات لبدء تنفيذه.
قال وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد اردان «أنا أعارض تجميد البناء بشدة. لقد استنتجت مثل الكثيرين أن هذا الإجراء لن يعيد الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات»، فيما اعتبر نائب رئيس الحكومة سيلفان شالوم أن «هذا القرار لا جدوى منه، وهو لن يؤدي إلا إلى تعزيز المطالب الفلسطينية»، في حين طلب وزير الاتصالات موشي كحلون من رئيس الوزراء عقد اجتماع للجنة المركزية لحزب الليكود لمناقشة هذا القرار.
ومزّق العديد من رؤساء بلديات المستوطنات أوامر التجميد التي نقلها إليهم عناصر الجيش الإسرائيلي، ومنهم رشون مسيكا الذي يترأس مجلسا يضم 32 مستوطنة. وقال المتحدث باسم مسيكا، ديفيد هفري: «إنها بداية مرحلة من التصدي ومتابعة البناء... سنقوم بما في وسعنا لمواصلة البناء رغم هذه القرارات».
وكان 200 عضو في حزب الليكود قد عقدوا اجتماعاً تحت شعار «الليكود الحقيقي لا يلتوي في مواقفه»، اتهم خلاله رئيس مجلس مستوطنة «آرييل» في الضفة الغربية رون ناحمان نتنياهو بالانجرار وراء طريق اليسار، مشيراً إلى أنّ «حكومة نتنياهو ستفشل في الانتخابات (العام 2012) وهؤلاء الذين يؤيدون تجميد الاستيطان لن يعاد انتخابهم في الكنيست»، فيما اعتبر النائب الليكودي داني دانون أنّ «على رئيس الوزراء أن يوضح للرئيس الأميركي باراك اوباما انه لا فرق بين القدس ومستوطنة أريئيل».
بدوره، اتهم رئيس بلدية بيت آريه (قرب رام الله) نتنياهو بالخضوع لضغوط الرئيس الأميركي، معتبراً أنّ الأخير «يكره اليهود وهو معاد للسامية». وأضاف «أقول لباراك حسين اوباما انه لن يستطيع وقفنا... لقد تغلبنا على فرعون وأنطيوخوس (ملك السلاجقة في القرن الثاني قبل الميلاد) وصلاح الدين (الأيوبي)، وسنتغلب على اوباما».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المستوطنين «لن يهدروا الوقت» إذ يعتزم مجلس المستوطنات إجراء «مراسم احتفالية» في الأيام المقبلة يضعون خلالها حجر الأساس لعدد من مشاريع البناء الجديدة، وحتى أحياء جديدة في المستوطنات. ونقلت الصحيفة عن مصادر في مجلس المستوطنات انه «بإمكان الحكومة أن تقرر كيفما شاءت حول التجميد لكننا سنحدد الواقع الميداني وسنواصل البناء بقدر استطاعتنا».
وأضافت «يديعوت» أن المستوطنين يستعدون لمنع دخول مراقبي البناء التابعين لـ«الإدارة المدنية» إلى المستوطنات «حتى بالقوة إن لزم الأمر».
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت، في بيان، أنها أمرت بإرسال مفتشين «على وجه السرعة» لمراقبة تنفيذ قرار التجميد الجزئي للاستيطان. وجاء في البيان: «يوجد اليوم 14 مفتشا كلفوا بمراقبة حركة البناء في يهودا والسامرة (في الضفة الغربية)، وسيتم تدريب 40 آخرين ينضمون إلى العشرات من المفتشين لمراقبة تنفيذ قرار تجميد الإنشاءات الجديدة».
وأضاف البيان أن تطبيق القرار «من مسؤولية الشرطة وحرس الحدود والإدارة (العسكرية) وهو يقع ضمن الصلاحيات العامة للجيش الإسرائيلي».
كذلك، أعلنت المجالس المحلية الإسرائيلية في الضفة الغربية أنها توقفت ابتداءً من يوم أمس عن إصدار تراخيص للبناء في كافة المستوطنات المختلفة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد