ايران تدين ما نشر عنها في تسريبات ويكيليكس
ادان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس في الانترنت، والتي تضمنت مراسلات لدبلوماسيين امريكيين نقلوا فيها عن عدد من الزعماء العرب مطالبتهم واشنطن ضرب المنشآت النووية الايرانية.
وقال احمدي نجاد ان نشر تلك الوثائق والتسريبات في موقع ويكيليكس انما هي حرب نفسية تشن على ايران، وانها لن تؤثر على علاقة طهران مع الدول الاخرى.
وكانت واشنطن قد انتقدت بقوة تسريبات ويليليكس في الانترنت، والتي تضمنت مراسلات ووثائق دبلوماسية امريكية سرية وغير سرية قدرت بنحو ربع مليون وثيقة.
والتسريبات تعود الى وثائق ورسائل مهمة من مراسلات الدبلوماسيين والسفارات الأمريكية في الخارج مع واشنطن، فيما اعتبر تحد واضح واحراج للحكومة الامريكية.
ورد مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج على تلك التنديدات بالقول ان السلطات الامريكية تخشى من تعرضها للمساءلة والحساب.
ودعا عضو جمهوري في الكونجرس الامريكي الى اعتبار هذا الموقع منظمة ارهابية.
وقال بيتر كينج العضو في لجنة الكونجرس الامريكي لشؤون الامن الداخلي ان التسريبات الاخيرة "تظهر رغبة اسانج ونيته المبيتة ليس فقط في الاضرار بمصالحنا الوطنية في محاربة الارهاب، بل تهديد امن قوات الحلفاء في العراق وافغانستان".
ومن اهم التسريبات التي تناقلتها عدة صحف أن زعماء عربا، منهم ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز شجعوا الولايات المتحدة على وقف البرنامج النووي الايراني بأي وسيلة بما في ذلك استخدام القوة العسكرية.
وتشير مراسلات السفارات الامريكية المسربة، التي نشرت مطولة في صحف من بينها نيويورك تايمز الامريكية والجارديان البريطانية، الى ما وصفته بـ "حقيقة شكوك السعوديين والأردنيين وغيرهم في نوايا إيران النووية".
وذكرت الجارديان نقلا عن إحدى الوثائق أن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير قال ان العاهل السعودي "يدعو الولايات المتحدة الى مهاجمة ايران لوقف برنامجها النووي".
وذكرت الوثيقة أيضا ان العاهل السعودي نصح الأمريكيين بـ"قطع رأس الأفعى" وشدد على ان العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التأثير الإيراني في العراق يعد اولوية استراتيجية للسعودية.
وأوردت وثيقة نشرتها الصحيفة ان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة اكد في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 خلال استقباله الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس أنه يجب وقف البرنامج النووي الإيراني، مضيفا ان "خطر تركه يفوق خطر وقفه".
وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان نشر تلك المراسلات ليس فقط انتهاكا للقوانين الامريكية، بل سيعرض حياة اشخاص للخطر، وهو ما نفاه المسؤولون عن الموقع.
وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس في بيان: "ليكن واضحا ان هذه المعلومات تعرض للخطر دبلوماسيينا والعاملين في اجهزة الاستخبارات وشعوب العالم التي تطلب من الولايات المتحدة مساعدتها لنشر الديمقراطية".
واحتجت وزارة الدفاع الامريكية على نشر هذه الوثائق وقالت انها اتخذت اجراءات لتجنب تكرار هذا التسرب في المعلومات.
ووضح اسانج ان "هذه الوثائق السرية مصدرها السفارات الأمريكية في العالم كله، وقد لاحظنا ان الولايات المتحدة ردت خلال الاسبوع الماضي عبر محاولة امتصاص ما قد يحدثه ذلك من تأثيرات".
وشدد على ان "لدى موقعنا اربعة اعوام من الخبرة في نشر الوثائق.. ووفق معلوماتنا لم يتعرض فرد واحد للخطر بسبب اي معلومة قمنا بنشرها".
واضافت الجارديان ان وثائق عدة تعكس رغبة دول الخليج في الحصول على سلاح أمريكي.
وكتب دبلوماسي أمريكي في التاسع من فبراير/شباط 2010 ان ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد "يعتبر ان منطق الحرب يسود المنطقة، وهذه القراءة تفسر هاجسه بتعزيز قوات الامارة".
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأمريكي دانيال بونينان في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول/ 2009 "انهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم"، في اطار وصفه العلاقة بين بلاده وايران.
كما كتب دبلوماسي آخر من القاهرة في فبراير/شباط 2009 قائلا ان الرئيس المصري حسني مبارك "يكره الجمهورية الاسلامية كرها شديدا".
ويرى مراقبون أن الوثائق ستزيد حدة المخاوف حيال فرص التحرك العسكري للأمريكيين أو الاسرائيليين ضد البرنامج النووي الإيراني.
وكان القائمون على الموقع قد اعلنوا انه تعرض لعملية قرصنة قبل ساعات من نشر تلك الملفات السرية. جاء هذا في بيان على الموقع الاجتماعي تويتر.
وكشفت وثيقة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية ان اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة في ديسمبر/ كانون الاول 2009 ان استراتيجيتها للتفاوض مع ايران "لن تنجح".
وتعرض مراسلة امريكية للصحيفة محادثة جرت في الاول من ديسمبر/ كانون الاول 2009 بين عاموس جلعاد مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلية وايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية.
وكتبت لوموند أن "جلعاد قال انه غير واثق بان ايران قررت صنع سلاح نووي، لكن ايران مصممة على ان يتاح لها خيار صنع هذا السلاح".
واضاف جلعاد ان دبلوماسية الرئيس باراك اوباما التي تقوم على التفاوض "فكرة جيدة، ولكن من الواضح جدا انها لن تنجح".
أما نيويورك تايمز فنقلت عن ويكيليكس قوله أن الاستخبارات الأمريكية على قناعة بان ايران حصلت من كوريا الشمالية على صواريخ فائقة التطور يمكن ان يصل مداها إلى اوروبا.
وتظهر وثائق اخرى أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على قادة الأمم المتحدة بما فيهم الأمين العام بان كي مون.
وكشفت الوثائق أيضا عن المخاوف الأمريكية من المواد النووية الباكستانية التي يمكن أن تستخدم في أسلحة نووية.
كما تشير المراسلات الى القرصنة الالكترونية التي تشنها الحكومة الصينية.
وتتضمن البرقيات انتقادات قوية وجهها الدبلوماسيون الامريكيون للدول المضيفة لهم، ومن بينها روسيا والصين، قدموا خلالها توصيفات غير محببة عن زعماء العالم.
فقد وجهت المراسلات انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، واتهمت الحكومة الروسية بإقامة صلات مع الجريمة المنظمة.
ووصفت برقية الرئيس الافغاني حامد كرزاي بأنه "ضعيف للغاية ومصاب بأوهام نظرية المؤامرة".
كما وصف دبلوماسيون أمريكيون رئيس الوزراء الإيطالي بأنه "عديم الجدوي والفعالية"، فيما وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه "سلطوي وشديد الحساسية".
فيما وصفت المستشارة الامريكية انجيلا ميركل بأنها "متجنبة للمخاطر وغير مبدعة".
أما الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، فقورن بالزعيم النازي الالماني أدولف هتلر.
وتناولت المراسلات الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قال عنه دبلوماسي في انه لا يسافر الا "بصحبة ممرضات شقراوات من الاوكرانيات".
وتناولت الوثائق أيضا تفاصيل عن مفاوضات سرية بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف ومساعي امريكا لضرب القاعدة في اليمن.
وكانت السلطات الامريكية اجرت قبل النشر اتصالات مع عدة دول منها استراليا وبريطانيا وكندا واسرائيل وتركيا لتنبيهها الى ضرورة استيعاب اي تداعيات محتملة لنشر هذه الوثائق.
إضافة تعليق جديد