باريس تذكر العالم بأنها خسرت58 جنديا في لبنان عام 1983
دافعت فرنسا اليوم الجمعة عن قرارها المساهمة بمئتي جندي اضافي فقط لقوة حفظ سلام تابعة من الامم المتحدة تقرر ارسالها الى لبنان مصرة على انها تريد تفويضا واضحا من الامم المتحدة قبل المساهمة بمزيد من القوات.
وعبر مسؤولون من الامم المتحدة عن خيبة املهم لان فرنسا لم ترسل قوة اكبر لكن وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري رفضت اي تلميحات بان باريس خذلت حلفاءها.
وقالت اليو ماري لراديو (ار.تي.ال) "لا استطيع السماح بالاقاويل او التلميحات بان فرنسا لا تؤدي واجبها في الازمة اللبنانية."
ولفرنسا بالفعل 200 جندي اضافي في قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وستأتي الدفعة الجديدة من فرقة هندسية ستركز على النقل ومشاريع البناء.
وجاء في بيان "سيعزز (الجنود الاضافيون) قدرة قوة يونيفيل على الحركة" مضيفا ان القوة ستبحر من فرنسا يوم الاحد وسترسو اولا في قبرص.
وترك الرئيس جاك شيراك احتمال ارسال المزيد من القوات مفتوحا. ومن المتوقع تعزيز قوة اليونيفيل لتصبح مؤلفة من نحو 15 الف جندي بحيث تكون لديها القدرة على مراقبة وقف اطلاق النار بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله.
وفي الوقت ذاته قال شيراك ان نحو 1700 جندي فرنسي متمركزين قرب لبنان سيوضعون تحت تصرف الامم المتحدة في حالة الطوارئ ولكنهم لن يخضعوا لسيطرة المنظمة الدولية.
واثار هذا التحفظ الفرنسي صدمة بعض مسؤولي الامم المتحدة بعد ان لعبت باريس دورا محوريا في صياغة القرار الذي وافق عليه مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي لانهاء القتال في لبنان وتشكيل قوة جديدة لحفظ السلام.وخلال المفاوضات اصرت فرنسا على ان تتولى قوة اليونيفيل مهمة حفظ السلام رافضة اقتراحات الولايات المتحدة بان تكون القوة منفصلة عن الامم المتحدة.
لكن اليو ماري قالت يوم الجمعة ان المشاكل التي واجهت مهمات حفظ السلام في الاونة الاخيرة تعني ان فرنسا تريد الاطلاع على تفاصيل خطة الانتشار اولا قبل ارسال المزيد من الجنود.
واضافت اليو ماري المقربة من شيراك "لا يمكنك ارسال الرجال هناك وتخبرهم..راقبوا ما يحدث لكن ليس لديكم الحق في الدفاع عن انفسكم او اطلاق النار."
وتابعت "اود ان اذكركم بتجارب العمليات المؤلمة التي لم يكن لقوات الامم المتحدة فيها تفويض محدد أو سبل للتحرك."
وخسرت فرنسا 84 جنديا في بعثة الامم المتحدة الى البوسنة في اوائل التسعينيات فيما لقي 58 جنديا فرنسيا حتفهم في هجوم بالقنابل على بيروت عام 1983 القيت مسؤوليته على مسلحين مسلمين. واثار هذا الحذر دهشة البعض في فرنسا حيث كان يعتقد كثيرون ان فرنسا ستشكل غالبية قوة الامم المتحدة.
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية ان الوضع في لبنان يوم مختلف تماما عن البوسنة ابان التسعينيات عندما ارسلت قوات الامم المتحدة بينما الحرب لا تزال مستعرة. ودعت الصحيفة الحكومة الى الاعلان عن خططها في المستقبل بشكل اوضح.
وكتبت الصحيفة في عدد نهاية الاسبوع "اذا رفضت فرنسا ان تصبح الدعامة لقوة يونيفيل فعالة تكون قادرة على مساعدة بيروت عسكريا فانها بذلك تفسح المجال لحزب الله باعادة بناء دولته داخل الدولة."
من جانب آخر وافقت الحكومة الايطالية رسميا يوم الجمعة على ارسال قوات الى لبنان في اطار قوة للامم المتحدة تهدف الى تأمين السلام بين اسرائيل وحزب الله بعد حرب دامت شهرا.
ولم يحدد اجتماع لمجلس الوزراء عدد الجنود الذين ستساهم بهم روما في بعثة الامم المتحدة ولكن مسؤولين قالوا ان ايطاليا مستعدة لارسال ما يصل الى ثلاثة الاف جندي مما سيجعلها واحدة من اكبر الدول المساهمة في هذه القوة خصوصا بعد رفض فرنسا المساهمة بقوة كبيرة.
وقال رومانو برودي رئيس وزراء ايطاليا في مؤتمر صحفي بعد جلسة مجلس الوزراء ان "ايطاليا تريد ان تقدم مساهمتها في السلام.
وقال وزير الدفاع ارتورو باريسي في بيان مكتوب للبرلمان "قد تتولى بلادنا مسؤولية قيادة العملية في نهاية الامر" رغم عدم تحدث برودي حتى الآن عن تولي ايطاليا قيادة المهمة.
ويحرص برودي على تغيير صورة ايطاليا على الصعيد الدولي بعد تركيز سلفه سيلفيو برلسكوني على الولايات المتحدة. ويتحدث برودي عن نفسه على انه يعمل على تسهيل مسيرة السلام بالشرق الاوسط.
وقال "هذه مرحلة جديدة من السياسة الخارجية الايطالية وهي مرحلة مسؤولية ومصداقية بهدف مشترك وهو المساعدة في بناء السلام في واحدة من اكثر المناطق تعقيدا في العالم." وأكد برودي اصرار ايطاليا على ان هذه المهمة لديها "قواعد اشتباك واضحة."
ومثل الدول الاخرى المشاركة تريد ايطاليا ان يكون لدى هذه القوة تفويض أقوى من قوة الامم المتحدة الصغيرة المنتشرة حاليا في لبنان.
ولكن برودي يحتاج الى استيعاب حلفائه اليساريين في الائتلاف الحكومي والذين انتقدوا الوجود العسكري الايطالي في العراق وافغانستان.
ودعا قرار أصدره مجلس الامن الدولي في الاسبوع الماضي الى هدنة والى تشكيل قوة حفظ سلام لمساعدة الجيش اللبناني على الاشراف على انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان .وقال برودي ان قرار الامم المتحدة اوضح ان قوة الامم المتحدة لن تنزع سلاح حزب الله .
واضاف ان "البنود الواردة في الوثيقة التي وافقت عليها الامم المتحدة لا تدع مجالا للشك في ان هذه مهمة للسلام."
ومن المتوقع ان يصل قوام قوة الامم المتحدة في نهاية الامر الى 15 الف جندي. وينظر الى نشر جنود من دول مثل ايطاليا وغيرها من المساهمين المحتملين مثل اسبانيا وبلجيكا على انه اساسي لان هذه الدول تستطيع تحريك قواتها الى لبنان بسرعة قبل انتهاء مهلة مدتها 15 يوما حددتها الامم المتحدة لوصول طليعة القوة الدولية.وقال الجنرال الايطالي المسؤول عن المهام العسكرية في الخارج فابريتسيو كاستاجنيتي في مقابلة مع صحيفة هذا الاسبوع ان اول ما يغادر الى لبنان سيكون الاسطول وفي مقدمته حاملة الطائرات جاريبالدي يعقبه لواء من الجيش.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد