بوش يتعهد بمساندة "الإصلاحيين" في بيروت وبغداد ودمشق وطهران
قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الشرق الأوسط يواجه “لحظة حاسمة” في المعركة بين الإصلاحيين الديمقراطيين والمتطرفين. وقال في كلمته الإذاعية الأسبوعية إن رحلته إلى الشرق الأوسط التي تبدأ الثلاثاء المقبل هدفها تشجيع ما سماه “السلام” بين “إسرائيل” والفلسطينيين واحتواء “الطموحات العدائية” لإيران، وبحث خطة للأمن الإقليمي في المنطقة. وذكرت مصادر “إسرائيلية” أن ربع شرطة “إسرائيل” ستخصص لحماية وتنظيم زيارته للكيان.
وأضاف بوش “سنساند الديمقراطيين والإصلاحيين في بيروت وبغداد ودمشق وطهران. وسنقف إلى جانب هؤلاء الذين يعملون من اجل بناء مستقبل حرية وعدالة وسلام”. وقال “إنها منطقة ترتدي أهمية استراتيجية كبرى للولايات المتحدة وانتظر بفارغ الصبر هذه الزيارة”. وأعلن انه يعتزم حث رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس على إحراز تقدم في محادثات التسوية، مؤكدا “انه عمل صعب ويتطلب قرارات صعبة حول مسائل معقدة. لكنني متفائل إزاء المستقبل. وسأشرح بوضوح بأن أمريكا تتدخل بشكل كامل لمساعدة الطرفين”. وأكد بوش انه سيحث قادة الدول الأخرى التي سيزورها على المساعدة في إحراز تقدم في عملية إقامة هذه الدولة معلنا انه سيبحث “أهمية التصدي للطموحات العدائية الإيرانية”. وقال الرئيس الأمريكي “سأطمئنهم (الدول التي سيزورها) إلى ان التزام أمريكا في سبيل أمن أصدقائنا في المنطقة قوي ودائم” مضيفا ان “أمريكا ستبقى ملتزمة في المنطقة”.
وشدد بوش في لقاء خاص شاركت فيه صحيفة “الشرق الأوسط” إلى جانب ثلاث صحف عربية أخرى في البيت الأبيض على أن “عملية السلام” ما تزال حية وان لقاء “انابولس” كان الخطوة الأولى “لكن هناك الكثير الذي يجب عمله” على حد تعبيره.
ونوه بوش بمشاركة السعودية في مؤتمر انابولس، وقال إن إيفاد الملك عبد الله بن عبدالعزيز الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للمشاركة في ذلك المؤتمر كان بمثابة رسالة قوية من الملك عبدالله. وقال إن أهمية تلك المشاركة تكمن في أن “السلام” ليس فقط بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” بل سيشمل كل المنطقة.
وشدد بوش على أن وجود سلام دائم في المنطقة يتطلب الاعتراف بدولتين، وقال إن هناك جماعات متطرفة تسعى إلى تقويض “عملية السلام”، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني يعرف أن هناك من يفعلون كل شيء لإيقاف عملية “السلام والديمقراطية”.
في الأثناء، تواصل السلطات “الإسرائيلية” استعداداتها الواسعة لاستقبال بوش ضمن جولة في عدد من بلدان الشرق الأوسط.
وخلال الزيارة التي ستستغرق 48 ساعة تغلق الشرطة “الإسرائيلية” شوارع عدة في القدس المحتلة ضمن تدابير الأمن والحماية وأعلنت عن توظيف ربع القوى العاملة في صفوفها-7000 رجل أمن- في حراسة الزيارة وتنظيمها. وأعلنت الشرطة أنها تستعد للقيام بأكبر عملية حماية وتنظيم في تاريخها عملية “سماء صافية” وأن أهالي القدس سيضطرون لتحمل المشقة و”أوجاع الرأس” نتيجة للتدابير الأمنية التي ستقوم بها بالتعاون مع “الشاباك” والجيش. وأوضح قائد شرطة الاحتلال في القدس أهرون فرنكو أنه سيتم نشر الآلاف من رجال الشرطة في محاور وشوارع المدينة علاوة على منطاد في الجو ومروحيات لرصد كل ما يجري على الأرض فيما ستحلق طائرات مقاتلة في الجو خلال زيارة بوش لأراضي السلطة الفلسطينية. وقال فرانكو إنه لم يتلق أي إخطارات عينية باحتمال تنفيذ عمليات “إرهابية” في المدينة عشية وخلال الزيارة وتوقع أن تستدرج عدة عمليات احتجاجية منها قيام مجلس المستوطنين بسلسلة بشرية تحيط بالقدس الشرقية ومظاهرة ينظمها أنصار الجاسوس “الإسرائيلي” يونتان بولارد المسجون في الولايات المتحدة منذ عقدين. وأعلنت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أنها ستنظم سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية ضد بوش الذي وصفته ب “زعيم محور الشر وقائد السياسات الأمريكية المجرمة ضد كل شعوب العالم وعلى رأسها الشعب الفلسطيني والعراقي والأفغاني”.
ويشمل برنامج الزيارة المكثف جولة في أرجاء المدينة وزيارة “متحف الكارثة” ولقاء برئيس الكيان شيمون بيريز وبعدد من المسؤولين “الإسرائيليين” وستختتم الجمعة بزيارة مدينة موقع الطابغة المقدس في طبريا.
وفي اليوم الثاني من زيارته سيزور بوش أراضي السلطة الفلسطينية، أريحا وربما رام الله في حال سمحت الاعتبارات الأمنية بذلك وذلك بهدف تعزيز قوة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، لكنه سيتحاشى زيارة ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات كما أكد موقع “يديعوت أحرونوت”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد