بوش يتفقد دبي ويهاجم إيران ويتلقى وساما سعوديا
بدأ الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، زيارته الأولى إلى السعودية متوجا جولة خليجية لقي فيها حفاوة بالغة، ومثيرة للاستغراب، أراد من خلالها حشد دول الخليج في مواجهة إيران، والحصول على صفقات تسلح ضخمة تفوق قدرات هذه الدول على الاستيعاب، وحاجتها الى حفظ الامن والاستقرار في المنطقة التي لا تزال تحمل ندوب الاحتلال الاميركي للعراق.
واستقبل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بوش في قصره في الرياض، قبل أن يقيم له مأدبة عشاء بحضور رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل وولي العهد الأمير سلطان وأمير منطقة الرياض سلمان ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن، حيث قدّم له قلادة الملك عبد العزيز التي تمنح لكبار قادة دول العالم.
وقال مصدر سعودي إنّ محادثات بوش وعبد الله تناولت القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق ولبنان والملف النووي الإيراني إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى الملك السعودي أكد على «ضرورة قيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية قبيل نهاية العام الحالي... وضرورة حل الملف النووي الإيراني دبلوماسياً».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أنّ الإدارة الأميركية تقدمت بمذكرة إلى الكونغرس للموافقة على صفقة التسلح الخليجية. وقال «أبلغنا الكونغرس بقسم من مبيعات الأسلحة في إطار الحوار الأمني مع الخليج»، موضحاً أنّ القيمة الإجمالية لمختلف العقود التي أبلغت إلى الكونغرس توازي 11.5 مليار دولار.
وأضاف ماكورماك أن المذكرة «تتضمن بيع أنظمة صواريخ (باتريوت) إلى الإمارات العربية المتحدة، وأجهزة إنذار (إي ـ 2 سي) المحمولة جواً إلى الكويت والسعودية، وطائرات (أواكس) للسعودية»، إضافة إلى 900 قطعة من الذخيرة التي تستخدم في الهجمات الجوية للرياض بقيمة 120 مليون دولار. ولفت ماكورماك إلى أنّ السعودية «قامت بخطوات كبيرة من أجل محاربة الإرهاب منذ العام 2001»، مشددا على أن هذه الصفقة «لا تزيل تفوق إسرائيل التقني».
ولم ينف مسؤول في الإدارة الأميركية أن توقيت إبلاغ الكونغرس رسميا اختير بعناية ليتزامن مع موعد وصول بوش إلى السعودية، مشيراً إلى أنه «توقيت جيد».
إلى ذلك، أعلن مستشار الرئيس الأميركي إيد جيليسبي أنّ بوش تناول، في محادثاته مع قادة دول الخليج، المخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط لجهة «طبيعة السوق والطلب الهائل الذي في السوق العالمية اليوم على النفط»، لكنه أوضح أنه لا يعلم ما إذا كان سيبحث هذا الموضوع مع الملك السعودي.
من جهته، تجنب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هادلي الرد مباشرة على أسئلة حول رد الفعل العربي بشأن الوضع المتعلق بإيران، حيث اكتفى بوصف الوضع الإيراني بـ«الصعب»، مشيراً إلى أنّ جميع الفرقاء توافقوا على أنه يجب معالجته بطريقة دبلوماسية.
وترك هادلي المجال مفتوحا أمام احتمال أن يبحث بوش مع الملك عبد الله مسألة أسعار النفط، لكنه أكد أنه سيثير مسألة حقوق الإنسان في السعودية، موضحاً أنّ «الرئيس يتحدث عن هذا الموضوع في جميع محطات جولته».
وفيما يسعى بوش إلى استنفار الخليجيين ضد إيران، ذكر مسؤول في الإدارة الأميركية أنّ الرياض قدمت رواية مختلفة بشأن دعوتها للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لأداء فريضة الحج، موضحاً «قيل لنا إن أحمدي نجاد، مثلما يفعل من حين إلى آخر، قد دعا نفسه... وإذا طلب أحد أن يأتي فالسعودية ترى أنه من الصعب جدا بالنسبة لها كراعية للحرمين الشريفين أن تقول لا».
إلى ذلك، طالب أعضاء في مجلس الشورى السعودي وأكاديميون ومثقفون أن تعمل الإدارة الأميركية على نزع السلاح النووي من كل دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل، رافضين التهديد الأميركي بشن حرب على إيران، وفرض إملاءات عليهم من الخارج.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد