تداعيات الحرب في الصحافة العالمية

21-07-2006

تداعيات الحرب في الصحافة العالمية

تباينت تحليلات الصحف الغربية من التنديد بحرب الابادة الاسرائيلية المدروسة، مروراً بتوبيخ حزب الله، ووصولا إلى رسم أطر جديدة للخريطة السياسية العالمية، والحديث عن حرب باردة أميركية إيرانية تعكس أزمة حضارة عالمية مسرحها لبنان.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية للكاتب توماس فريدمان، قال فيها إنه :بعد أن يتبدد الدخان، سيتذكر العالم (الامين العام لحزب الله حسن) نصر الله على انه الزعيم العربي الاكثر تهوراً منذ أن أخطأ جمال عبد الناصر في حساباته حين دخل حرب الايام الستة. وربط الكاتب بين حماس وحزب الله مشيراً إلى أن ما فعله الحزبان عبر جرّ دولتيهما إلى حروب غير ضرورية مع إسرائيل، هو إثبات أن الاسلاميين لن يكونوا أكثر مسؤولية مع توليهم السلطة السياسية، بل على العكس... سيبدأون حروباً متى شاؤوا.
ورجح فريدمان أن الاميركيين لن يروّجوا لأي انتخابات أخرى في المنطقة في الوقت الحالي... لأنه إذا لم يكن بالامكان الوثوق بحكم الاحزاب الاسلامية، فلا يمكن الوثوق بالانتخابات. أضاف إن :كل الديكتاتوريين العرب يقولون: شكرا نصر الله.
وتحدثت صحيفة واشنطن بوست عن تنامي التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها في ما يتعلق بدعمها لحملة إسرائيل العسكرية لشلّ حزب الله، وخاصة مع فرنسا. ونقلت عن مسؤول أوروبي قوله إن الولايات المتحدة تزداد استخفافا بالمأساة اللبنانية وقبولا للارهاب الاسرائيلي.
وأكدت الصحيفة الاميركية في افتتاحية بعنوان فخ دبلوماسي، أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس سترتكب خطأ بزيارة دمشق، لأن النتيجة ستكون إعادة بسط النفوذ السوري على لبنان والقضاء على الاستقلال الحديث، والحكومة الديموقراطية في بيروت. ولذلك فإن أفضل خطوة دبلوماسية يمكن لإدارة بوش اعتمادها هي تجاهل (الرئيس السوري بشار) الاسد... في أي تسوية في الازمة الحالية.
واعتبرت الصحيفة ان إيران حققت أملها بإبعاد الانظار عن ملفها النووي إلى ما يحدث في لبنان، عبر عميلها حزب الله. وهو ما يجب التصدي له عبر الاصرار على صدور قرار عن مجلس الامن الدولي، يلزم إيران بالتخلي عن برنامجها النووي.
من جهتها، رأت مجلة نيو ريبابليك الاميركية أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله هي شكل كلاسيكي لفنون الحرب لدى القوى العظمى: الولايات المتحدة ضد إيران. أضافت إن الصيغة التي رسمها فريق بوش للرد على أزمة لبنان لا تقع في خانة الحرب على الارهاب، بل هي معركة بالوكالة للحرب الباردة. وتابعت الصحيفة أن واشنطن لا تميل لتوسيع الحرب إلى مواجهة إيرانية إسرائيلية لان ذلك سيضرها أكثر مما ينفعها، مشيرة إلى ان ثمة خطا أحمر واحدا لها في لبنان: الحكومة اللبنانية.
وبرزت في صحيفة الغارديان البريطانية أقلام متباينة المواقف. فتحدث أحدها عن مؤشرات إنذار في الانظمة العربية السنية حول حزب الله الشيعي مشيرا إلى مواقف كل من السعودية ومصر والاردن في هذا المضمار. وتحدث قلم آخر عن بدء حرب عالمية ثالثة جراء أزمة حضارة عالمية تضع دولا كلبنان وإيران وكوريا الشمالية في خندق واحد، بمواجهة العالم الحر الذي يجب أن يواجه البربرية أو ينهزم من قبلها. وانتقد قلم ثالث سياسة واشنطن التي تريد عزل وإسقاط النظام السوري عبر تحويل لبنان إلى محمية أميركية إسرائيلية وفقاً للنموذج الاردني.
من جهتها، صدرت صحيفة الإندبندنت بغلاف مميز جداً، أبرزت فيه صورتين مؤثرتين لاطفال من لبنان والناصرة، تحت عنوان ضخم: واأسفاه على الابرياء. وورد تعليق لروبرت فيسك متى سيتوجب علينا ان نستخدم تعبير جريمة حرب؟ كم من الاطفال يجب أن يسقطوا بعد في ركام هجمات المروحية الاسرائيلية قبل أن نلقي جانباً العبارة الفاحشة أضرار جانبية ونبدأ الحديث عن مقاضاة الجرائم ضد الانسانية. وورد تعليق آخر يستهجن استهداف حزب الله لعرب إسرائيل الذين لا مأوى ولا ملاذ ولا صفارات إنذار في مناطقهم.
وفي فرنسا، تصدر أخبار صحيفة ليبيراسيون موضوع بعنوان إسرائيل تقصف، إنه الجحيم في لبنان. وأوردت الصحيفة تقريراً خاصاً عن غضب مسيحيي بيروت. ونقلت كلاما لمواطن من الاشرفية يقول :إنني أكره الاسرائيليين حتى أكثر من حزب الله، ثم برر كلامه بالقول حين يقصف المرء، فإنه لا يفكّر.
من جهتها، اعتبرت صحيفة لوفيغارو في مقال عن حرب عربية إسرائيلية سادسة، أن الخلاصة من هذه المرحلة الاولى من الحرب أن يد طهران هي في كل مكان في هذه الازمة، التي لا يمكن فصلها عن الجدل المزدوج الذي يسود المرجعية العليا للشيعة: إما فرض النووي بالقوة، أو تعزيز التضامن مع شيعة العراق، وذلك في ظل خطر من اتفاق ضمني مع واشنطن.
إلى ذلك، تابعت صحف ك الغارديان البريطانية، وغلوب إند مايل الكندية أخبار رعاياها في لبنان. فأوردت الغارديان التي تصدرت صفحتها الاولى صورة لدمار بلدة صريفا الجنوبية، خبر وصول البريطانيين الذين تم إجلاؤهم من لبنان إلى بريطانيا. وعنونت غلوب إند مايل صفحتها الرئيسية بالحديث عن وصول الرعايا الكنديين الهاربين من لبنان إلى قبرص. ونشرت في موقعها الالكتروني استطلاعا لتقييم أداء الحكومة الكندية في عملية إجلاء مواطنيها من لبنان

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...