تشيني يعارض انسحاب القوات الأمريكية من العراق

13-03-2007

تشيني يعارض انسحاب القوات الأمريكية من العراق

شن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، الذي يعتبر من أكثر صقور البيت الأبيض تشددا، هجوما عنيفا على النواب الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي الاثنين، محذرا أن أي خطط لسحب القوات الأمريكية من العراق، سيشجّع على مزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

تحذير تشيني يأتي في وقت يستعد فيه النواب الديمقراطيون وبعض من الجمهوريين لمواجهة حامية تتعلق برفع تمويل الحرب في العراق، فيما طلب الرئيس جورج بوش بنشر 8200 جندي إضافي في العراق وأفغانستان.

وينوي النواب الديمقراطيون هذا الأسبوع التوصل إلى تحديد مهلة زمنية أقصاها أغسطس/آب 2008 لسحب القوات الأمريكية من العراق.

إلا أن تشيني وفي خطاب أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" الاثنين في واشنطن، قال إن أي نقاش حول الانسحاب سيرسل رسالة خاطئة "للعدو المتربص.."

وأوضح تشيني "إذا استنتج الإرهابيون بأن الهجمات ستغيّر في أداء أمة، فإنهم سيهاجمون هذه الأمة مجددا ومجددا.. الخيار الوحيد لأمننا واستمرارنا هو مواصلة الهجوم.. إلى أن يتم تدمير عدونا.."

لكن رغم هذا الموقف الحاد، أثنى تشيني على قرار بريطانيا سحب قواتها من العرق، معتبرا ذلك مؤشرا إيجابيا، وأن أجزاء من البلاد قد حققت أمنا نسبيا.

وأبلغ تشيني الحضور الذي استضافته "أيباك" بأن معنويات الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط مرتفعة، مؤكدا "أمريكا من الدول التي تقاتل لأجل الحرية وستنتصر."

وقلل تشيني من أهمية التقارير التي أشارت إلى الأخطاء الاستخباراتية التي سبقت الحرب على العرق، مقتبسا عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قوله إن هزيمة الولايات المتحدة في العراق ستشجع القاعدة وبعض الجماعات الأخرى.

وقال تشيني للحضور "إذا دعمتم الحرب على الإرهاب، فإذن من المنطقي دعمها حيث يقوم فيها الإرهابيون بقتالنا."

يُشار إلى أن خطاب تشيني قابله تصفيق من أعضاء "أيباك"، فيما شدد تشيني على علاقات الرئيس بوش القوية مع الدولة العبرية، قائلا إن إسرائيل لم يكن لديها قط  داعم قوي في البيت الأبيض، أفضل من الرئيس بوش.

في الغضون، رأت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن تشيني وبوش "أساءوا إلى عناصر قواتنا العسكرية" بمواصلة مواقفهم المؤيدة "لالتزام غير نهائي في العراق" مقللين من اعتبار أي تقييم مختلف من القادة العسكريين وغيرهم.

وقالت بيلوسي "كما يثبته كلام نائب الرئيس اليوم، فإن رد الإدارة الأمريكية للعنف المتواصل في العراق، هو مزيد من الجنود ومزيد من إدخار الشعب الأمريكي" محذرة من أن هذه الخطط ستواجه هذا الأسبوع في الكونغرس.

وقالت في بيان مكتوب إن "القرار التشريعي  سيحمّل الحكومة العراقية مسؤولية أداءها، وسيخفض عدد القوات الأمريكية في العراق وسيفي بوعودنا لعناصر قواتنا العسكرية، وسيعيد تركيزنا للجهود في أفغانستان ومقاتلة الإرهابيين."

 يُشار إلى أنه ووفق محللين فإن مؤتمر بغداد الدولي  الذي عقد السبت، قد عكس تحولا في الاستراتيجية الأميركية نحو البراغماتية وسياسة الاحتواء في التعامل مع المأزق العراقي، بحسب بعض الخبراء ومقربين من الادارة الأميركية الذين اعتبروا أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هي "المحرك الأقوى" لهذه السياسة على حساب نائب الرئيس ديك تشيني.

ويشير المحلل السياسي في مجلة "تايم" سكوت ماكلويد إلى أن رايس لعبت دورا مباشرا في التحضير للمؤتمر منذ بداية العام، وأن إعلانها مشاركة الولايات المتحدة رسمياً آخر الشهر الفائت في الوقت نفسه الذي كان نائب الرئيس خارج الولايات المتحدة (باكستان) له دلالتان:

الأولى أن تشيني، الذي يعتبر من أكثر الصقور تشددا في الإدارة، "لم يبارك الخطوة" وهو ما انعكس في التصريحات المتضاربة بين البيت الأبيض والخارجية حول مخاطبة إيران في المؤتمر أو مقاطعتها.

والثاني أن دور نائب الرئيس بدأ يتراجع في المسألة العراقية، خصوصا بعد استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والسفير لدى الأمم المتحدة جون بولتون بعد انتخابات الكونغرس، وهما من المقربين اليه.

ويشير ماكلويد إلى أن رايس نجحت حيث فشل سلفها كولن باول، في استرداد سلطة القرار للخارجية، وتعاظم دور الوزارة في إمساك ملف الحرب بعد تعيين السفير السابق في العراق جون نيغروبونتي نائبا لرايس، وأخيرا أليوت كوهن أحد أبرز المنتقدين لعملية الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب كمستشار لها.

ويرى المراقبون أن خطوة رايس وموافقتها على المشاركة في المؤتمر جاءت استجابة للضغوط المتراكمة على إدارة الرئيس بوش، والدعوات المتكررة، سواء من لجنة بيكر - هاملتون التي يندرج المؤتمر ضمن توصياتها، أو قيادات نيابية لعقد مؤتمر كهذا.

ووفق ما نقلته صحيفة "الحياة" فإن مسؤولين بارزين، يتقدمهم السفير الجديد في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد الذي فوض لاستشارة حول العراق السنة الفائتة والسفير الجديد في بغداد ريان كروكر، يؤيدون خطوة كهذه إلى جانب مساعد رايس في الشؤون العراقية ديفيد ساترتفيلد، فيما يعارضها صقور الإدارة مثل إليوت أبرامز ونائب وزير الدفاع أريك أدلمان، الذين يفضلون تكثيف الضغوط وعزل دمشق وطهران قدر الإمكان.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أن هؤلاء عارضوا أيضا جهود رايس في الملف النووي الكوري الشمالي والذي قاده مساعدها كريستوفر هيل وتوصل إلى اتفاق مبدئي لنزع سلاحها النووي، فيما توكل رايس إلى ديفيد ويلش مهمة الملف الفلسطيني-الإسرائيلي ونيكولاس بيرنز الملف الإيراني.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...