تعاون إسرائيلي ـ أميركي لمواجهة سورية : قصف مدن الساحل بحجة الكيماوي

05-02-2013

تعاون إسرائيلي ـ أميركي لمواجهة سورية : قصف مدن الساحل بحجة الكيماوي

عززت إسرائيل في الأيام والأسابيع الأخيرة من تنسيقها العسكري مع الولايات المتحدة بشأن ما تعتبره مخاطر تواجهها في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الوضع في سوريا والخطر الإيراني. وفي هذا السياق وصل إلى واشنطن قبل يومين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس الذي لم تخف المصادر المقربة منه أن الغاية من الزيارة هي مناقشة هذين الخطرين أساساً. وبديهي أن لهذه الزيارة أهمية خاصة كونها تأتي بعد أيام قليلة من الغارة الإسرائيلية على أهداف سورية، والأنباء عن كونها كانت منسقة مسبقاً مع الإدارة الأميركية، التي وجهت بعدها تحذيراً لسوريا من مغبة نقل أسلحة متطورة إلى «حزب الله» في لبنان.
وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن غاية زيارة غانتس إلى واشنطن، والتي تستمر خمسة أيام، تتركز أساساً على التطورات المحتملة والمخاطر الممكنة في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وشدد المعلق في «يديعوت» رون بن يشاي على أن الموضوع الأساسي سيكون «كيفية تعامل الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل مشترك، في حال بروز خطر فعلي ومباشر يتمثل في سيطرة المتمردين أو «حزب الله» على مخازن السلاح الكيميائي الهائلة الموجودة حالياً بيدي الجيش السوري».
وأضاف بن يشاي ان الموضوع الآخر يتعلق بالسلاح البيولوجي، الذي قد يتسرب، برغم ضعف احتمالات حدوث ذلك. ونقل عن مصادر غربية قولها ان هناك عدة سيناريوهات للتعامل مع أوضاع كهذه «تدفع إسرائيل والولايات المتحدة وربما حلف الناتو للعمل من الجو، وربما أيضاً عبر قوات برية لمنع سقوط مواد حربية غير تقليدية بأيدي المتمردين أو حزب الله».
غير أن هناك سيناريو آخر، وفق بن يشاي، يتمثل في لجوء الرئيس السوري بشار الأسد وكبار القادة العسكريين المخلصين له إلى «إنشاء جيب في المنطقة الواقعة بين اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص والتخندق فيها. وحينها فإنهم سيأخذون معهم، بحسب هذا السيناريو، السلاحين الكيميائي والبيولوجي ومنظومات أسلحة متطورة أخرى، تسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم ضد المتمردين ومنع التدخل الأجنبي». ويضيف بن يشاي انه «يبدو هذا السيناريو معقولا ويمكن الافتراض أنه سيناقش في المباحثات بين رئيس الأركان المشتركة الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي ورئيس الأركان الإسرائيلي. ومن الجائز جدا في حال كهذه أن يكون القرار هو عدم الرد ما دام هذا السلاح لن ينتقل لأيدي مجموعات إسلامية متطرفة أو لحزب الله».
وأشار بن يشاي أيضاً إلى احتمال أن يبحث العسكريان الإسرائيلي والأميركي تطورات أخرى في سوريا بينها التدخل الروسي والإيراني. وسوف تحاول إسرائيل معرفة مدى النفوذ الأميركي على مجموعات المعارضة السورية، وهل بوسع واشنطن وتل أبيب منع تهريب أسلحة سورية متطورة، ليس فقط لـ«حزب الله» وإنما كذلك للأردن والعراق بشكل يعرض النظامين هناك للخطر.
وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد عقد مؤتمراً صحافياً بحضور الجنرال ديمبسي، وقال فيه عن سوريا «اننا نستعد لمواجهة كل الاحتمالات حتى نتمكن من ضمان ألا يقع السلاح الكيميائي والبيولوجي وأسلحة أخرى بأيدي جهات معادية». أما ديمبسي فأوضح أن بلاده لن ترسل قوات برية أميركية، لكنها ستستخدم وسائل أخرى. وأشار إلى «أننا في وضع أفضل عندما نعمل مع شركاء، خصوصاً في هذه المنطقة من العالم، لكننا نستطيع توفير قدرات لا تتوفر للآخرين». وشدد على أن لقواته خطط عمل لأوقات الضرورة وأنها تتغير وفق التطورات الميدانية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن وصول غانتس إلى واشنطن في زيارة رسمية يحل خلالها ضيفاً على رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتين ديمبسي. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان سيبحث مع نظيره الأميركي ورجالات الإدارة التحديات الأمنية المشتركة، وصورة الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط والتعاون بين الجيشين. ولفت إلى أنه حل مكان رئيس الأركان في قيادة الجيش بسبب غيابه نائبه، الجنرال غادي آيزنكوت. ويرافق غانتس في الزيارة، إلى جانب زوجته، كل من رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان الجنرال نمرود شيفر والملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن، الجنرال يعقوب أييش.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي كان الأسبوع الماضي في زيارة سرية لواشنطن كشفتها مواقع إعلامية أميركية.
يُذكر أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت أمس، أن الغارة الإسرائيلية قد تكون ألحقت أضراراً بمركز الأبحاث الرئيسي حول الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وهو مركز استهدفته العقوبات الأميركية والغربية بسبب معلومات استخبارية تقول إنه موقع تدريب للمهندسين العاملين في تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي، قوله ان الأضرار التي لحقت بالمركز كانت ناتجة غالباً عن القصف الذي استهدف آليات كانت تنقل أسلحة مضادة للطائرات، فضلاً عن انفجار الصواريخ على الأثر. وقال المسؤول للصحيفة استنادا إلى تقارير استخباراتية، ان الإسرائيليين نشروا «مجموعة ضاربة صغيرة»، أي إنهم أرسلوا عدداً صغيراً من المقاتلات، لاختراق الدفاعات الجوية السورية. وأضاف انه «من الواضح أنهم استهدفوا أسلحة دفاع جوية على شاحنات نقل».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...