تقارير إيرانية تتهم مصر بتدريب ودعم تنظيم "جند الله" السني
بعد أسابيع على اتهامها القاهرة وعواصم عربية أخرى بالعمل على مساعدة تنظيم "مجاهدي خلق" الإيراني المعارض، أشارت تقارير صحفية في طهران إلى مسؤولية أجهزة استخبارات في دول عربية، بينها مصر، بتقديم المساعدة لعناصر "جند الله" السنية المسلحة، التي تنفذ هجمات ضد القوات الإيرانية.
ونقلت تقارير عن عبد الحميد ريغي، شقيق مالك ريغي، قائد "جند الله"، التي تصفها طهران بأنها "إرهابية"، قوله إن الجماعة مرتبطة بـ"أجهزة تجسس أمريكية وغربية وعربية،" مشيراً إلى تلقي عناصرها تدريبات على يد أحد المصريين.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية أن ريغي، قال في مقابلة جرت بمدينة زاهدان، جنوب شرقي البلاد، أن جماعة "جند الله" "تتلقى تدريبات عسكرية في معسكر يقع في منطقة جبلية قرب الحدود الأفغانية-الپاكستانية، على أيدي أحد الأفراد المصريين."
وتحت عنوان "مصر تدرّب مجموعة إرهابية إيرانية" نقلت الوكالة عن ريغي قوله إن هذه الجماعة: "تقوم بشراء السلاح من مخلفات الحرب الأفغانية، ويقوم شخص مصري، يدعى حمزة الجوفي، بتدريب كل المجموعات الإرهابية والمتشددة في أفغانستان وباكستان، وكذلك يشرف على تدريب جماعة مالك ريغي أيضا،" على حد تعبيرها.
وبحسب وكالة فارس، فإن الجوفي "معروف بتفننه وتخصصه في صنع العبوات والمتفجرات."
وأضافت أن الحميد ريغي ذكر بأن أبرز صفات الجوفي تتمثل في "العداء الشديد للجمهورية الإسلامية، وأنه قام بالتعاون مع مالك ريغي، بعدما سمع أن الأخير يخوض حربا معها."
جماعة جند الله، وهو فصيل سني يتزعمه عبد المالك ريغي، وهم أكثرهم من البلوش، ويقطن هؤلاء في المثلث الحدودي بين ايران وافغانستان وباكستان، قد نفذوا العديد من العمليات "الجهادية والاستشهادية ضد الحكومة الصفوية الايرانية"، على حد وصفهم.
يذكر أن "جند الله" تشكل إحدى أبرز الجماعات السنية المسلحة المعارضة في إيران، وينتمي معظم عناصرها إلى قومية البلوشية، التي تسكن مناطق إقليم (سيستان ـ بلوشستان) الواقعة جنوب شرقي إيران، على المثلث الحدودي مع أفغانستان وباكستان.
وقد نفذت الجماعة عشرات الهجمات والعمليات ضد جنود الجيش الإيراني وعناصر وحدات الحرس الثوري وقوات الباسيج منذ عام 2005.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت طهران عن إعدام 14 محكوما أدينوا بتهمة "تنفيذ هجمات إرهابية واحتجاز رهائن، وبالانتماء إلى هذه "جند الله."
وتأتي هذه التقارير من طهران بعد أسابيع من قيام وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية في الثامن من أغسطس/ آب الجاري باتهام ثلاث دول عربية، هي الأردن ومصر والسعودية، بمحاولة الضغط على الحكومة العراقية للتخلي عن إدارة "معسكر أشرف"، الذي يتجمع فيه عناصر من جماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة.
وتحدثت الوكالة آنذاك عن تدخل قام به اللواء محمد الذهبي، مدير المخابرات العامة الأردنية السابق، وآخر من مدير الاستخبارات السعودية، الأمير مقرن بن عبد العزيز، وثالث أجراه اللواء عمر سليمان، رئيس الاستخبارات المصري.
ويذكر أن الدول التي وجهّ التقرير الإيراني الوارد على وكالة رسمية تصنف ضمن ما يعرف بـ"معسكر الاعتدال"، الذي يضم عدة دول عربية سبق لها أن أعربت عن مخاوفها حيال نفوذ إيران المتزايد في المنطقة ودعمها لبعض الحركات المسلحة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد