تقاريرغربية: المحافظون الجدد يوجهون الاغتيالات في لبنان
الجمل: صدر المزيد من التقارير الاستخبارية حول مقتل وزير الصناعة اللبناني بيير الجميل، ومن أبرز هذه التقارير نستعرض الآتي:
• تقرير واينماديسون الاستخباري: بعد أن استعرض التقرير ردود أفعال الإدارة الأمريكية، وتصريحات جون بولتون، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، والتي كانت تحاول إلقاء اللوم والمسؤولية على سوريا، تقدم كاتب التقرير خطوة جريئة، حاول من خلالها تقديم نظرية لتفسير حادثة الاغتيال، وتقوم على الآتي:
يقول التقرير بأن جون بولتون حاول جاهداً الدفع باتجاه نتائج لم يأت أوانها، لأنه حتى الآن لم يسلم سيرجي براميرتيز تقريره، وهو تقرير –وفقاً لما قاله الكاتب- يتوقع منه أن يلقي باللوم والمسؤولية على سوريا في كل الاغتيالات التي حدثت في لبنان.
وبعد ذلك يقول تقرير ماديسون: إن المقترفين الحقيقيين لكل الاغتيالات اللبنانية، وفقاً لمصادر استخبارية عليمة –بحسب إفادته- هم من القتلة المحترفين المنضوين تحت غطاء وهمي، ومن بينهم لبنانيون، وروس، وإسرائيليون، والفرق التي ينتظم ضمنها هؤلاء القتلة وثيقة الارتباط بشبكة المافيا الروسية- الإسرائيلية التابعة لشبكة تاجر ومهرب الأسلحة اليهودي الطاجيكشتاني- (الروسي) فيكتور بوت.
فرق الاغتيال المسؤولة عن كل الاغتيالات في لبنان تمثل الجهاز الناشط الاستخباري الموازي، التابع لجماعة المحافظين الجدد، ويشرف على هذا الجهاز مباشرة مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي.. وحالياً يوجد لهذا الجهاز فرعان: أحدهما في أورشليم والثاني في هرتسيليا بإسرائيل.. كذلك يقوم بتقديم المساعدة والتسهيلات لهذه الفروع جيفري فيلتمان، السفير الأمريكي في لبنان، والذي أصبح في الفترة الماضية بمثابة حاكم أمريكي يمارس (لورديته) على حكومة السنيورة الضعيفة.
كذلك يضيف التقرير ان المحافظين الجدد أصبحوا أكثر قلقاً وخوفاً من الدور السوري- الإيراني الجديد، والذي سوف يؤدي إلى تغيير التوازنات، لا في العراق، بل وفي لبنان، وبالتالي فإن الهدف من تنفيذ المحافظين الجدد لعملية اغتيال بيير الجميل هو دعم وتعزيز مجموعة سعد الحريري- جنبلاط.
كذلك يرى تقرير وايماديسون أن سمير جعجع له مصلحة كبيرة في اغتيال بيير الجميل، وذلك لأن غيابه عن الساحة يفسح المجال امام سمير جعجع.. ويحاول التقرير تقديم الدليل على تورط جعجع في اغتيال بيير الجميل، وذلك بالإشارة إلى أن سمير جعجع قد قام في يوم 18 تشرين الثاني الجاري بإخبار وكالة رويتر قائلاً: (للحكومة الآن 17 وزيراً، وإذا تم حذف ثلاثة وزراء منهم، فإن الحكومة سوف تسقط تلقائياً).. وأشار التقرير إلى أن جعجع لم يحدد حينها من سوف يتم حذفه أو اغتياله، ولكنه اقترح أنه من الممكن أن تكون سوريا هي التي تقوم باغتيال الوزراء.
ويقدم كاتب التقرير ملاحظة ختامية يقول فيها: لقد أشار جعجع إلى البلد الذي يقع شرق لبنان، ولكنه تجاهل الإشارة متجنباً البلد الذي يقع جنوب لبنان –وهو إسرائيل-.
• تقرير بي آينار الاستخباري (يصدر في واشنطن):
أصدر مركز بي آينار تقريره الاستخباري صباح اليوم 23 تشرين الثاني 2006م، وعنوانه (موجز استخباري: بيير الجميل تم اغتياله في لبنان).. استعرض التقرير الوضع السياسي العام في الساحتين الداخلية اللبنانية، والخارجية الإقليمية والدولية.
وقد ركز التقرير على إضعاف ودحض المزاعم التي تتهم سوريا بالتورط في عملية الاغتيال، وبعد ذلك أشار التقرير إلى احتمال وجود تحول داخلي ضمن الطرف الماروني، وبالتالي من الممكن أن يكون هناك فصيلاً مارونياً مسؤولاً عن عملية الاغتيال، طالما أن هذا الفصيل الماروني يستفيد كثيراً من عملية إلقاء اللوم والمسؤولية على سوريا.. ويضيف التقرير معززاً نظريته المتعلقة بوجود (الفصيل المسيحي الماروني) المسؤول افتراضياً، بأن عائلة الجميل من العائلات المثيرة للجدل في الساحة السياسية اللبنانية، إضافة إلى أنها لا تتمتع بالتأييد في بعض المناطق المسيحية، وذلك في تلميح من كاتب التقرير يفيد بإمكانية وجود أطراف مسيحية في خلاف مع عائلة الجميل، وبالتالي من الممكن أن تتمثل هذه الاطراف في (الفصيل المسيحي الماروني) المسؤول افتراضياً بواسطة التقرير.
يشير التقرير إلى أن هناك بعض الأطراف التي من مصلحتها قطع الطريق على سوريا من القيام بأي دور إقليمي يعزز علاقاتها ومواقفها الإقليمية والدولية.. وبالتالي فمن الممكن أن تكون هذه الأطراف الدولية قد قامت بمساندة ودعم عملية الاغتيال، وذلك من أجل إحداث القطيعة والوقيعة بين سوريا والغرب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد