تقرير أمريكي يؤكد أن موقف سوريا الإقليمي يتعزز

09-04-2007

تقرير أمريكي يؤكد أن موقف سوريا الإقليمي يتعزز

الجمل:   نشر مركز دراسات أبحاث القوة والمصلحة في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي اليوم، تحليلاً حمل عنوان (تقرير استخباري: موقف سوريا الإقليمي يتعزز).
يقول التقرير، خلال الأسابيع القليلة الماضية، أظهرت الوقائع الجديدة كيف أن موقف سوريا في الشرق الأوسط قد تعزز بدءاً من نهاية العام الماضية، وبرغم قيام إدارة بوش بالسعي من أجل عزل سوريا، فقد كانت هناك إشارات جديدة تشير في الاتجاه المعاكس، مثل المحادثات الثنائية في العراق بين الولايات المتحدة وسوريا، إضافة إلى أن  رحلة نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الأمريكي الأخيرة إلى دمشق  مثلت نجاحاً هاماً للرئيس السوري بشار الأسد بسبب إبرازها وخلقها لصورة سورية باعتبارها عاملاً للاستقرار في المنطقة.
على ضوء هذه التغيرات، بدأت سوريا تعديل سياستها الخارجية لإظهار مدى قدرتها على لعب دور هام في ضمان وتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط. فسوريا تأمل بأن القوى الخارجية سوف تعترف بمصالحها الحيوية (لبنان، الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، والعراق)، وإذا ما فعلوا ذلك، فإن دمشق سوف تساعد في استقرار العراق.
يشير التحليل إلى أن لبنان يمثل نقطة عدم الاتفاق والخلاف الرئيسية داخل العالم العربي، فالعربية السعودية، وبدرجة أقل مصر، تساعدان حكومة السنيورة اللبنانية ضد سوريا، وسوريا بدورها تؤيد الجماعات التي تعمل في بيروت من أجل إسقاط حكومة السنيورة. وتحركات سوريا الراهنة في لبنان تخضع للظروف الدولية الطارئة حالياً، مثل الانتخابات الفرنسية التي اقترب موعدها، خاصة وأن شيراك يعتبر من أبرز الأعداء السياسيين الحاليين لسوريا.
ومن ثم، يشير التحليل إلى أن سوريا تأمل بأن يقوم الرئيس الفرنسي القادم بانتهاج خط أقل تشدداً مع دمشق. كذلك يشير التحليل إلى أن بعض الأطراف العربية، كالسعودية على سبيل المثال، أصبحت تنظر إلى دمشق باعتبارها داخلة ضمن التحالف الجيوبوليتيكي الإيراني في الشرق الأوسط.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، يشير التحليل إلى إمكانية قيام سوريا بلعب دور رئيسي كوسيط في عملية سلام الشرق الأوسط، بما في ذلك حل الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية. وبسبب ذلك، تحاول سوريا تفادي كل ما من شأنه أن يجلب لها الاتهامات باعتبارها تدعم حالة عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة.
المصالح السورية ظلت هي نفسها، فلا اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني، ولا اتفاق إسرائيلي- لبناني، بلا اتفاق سلام شامل يضم سوريا على قدم المساواة ضمن اتفاق السلام العربي الأشمل.
وفي العراق، حيث تتعرض الولايات المتحدة إلى الضغط المتزايد، فإن الحسابات السورية تقوم على الضغط على واشنطن من أجل تحقيق المصالح السورية المتمثلة في:
- الوضع اللبناني.
- مرتفعات الجولان.
- وحدة وسلامة العراق الخالي من العنف.
- تخلي واشنطن عن فكرة استهداف سوريا.
ويخلص التقرير إلى أن تحالف سوريا مع إيران هو تحالف تكتيكي، وتماماً على غرار روابط سوريا مع الجماعات الراديكالية الشرق أوسطية، مثل حزب الله وحماس، وجميع هذه التحالفات والروابط تعززت بقدر أكبر بعد تزايد الضغوط على سوريا في الفترة التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ويشير التحليل إلى أنه إذا خفّ وقلّ الضغط الدولي على دمشق، فإن سوريا على الأرجح أن تتبع وتتقفى أسلوباً أكثر مرونة واعتدالاً إزاء المسائل والقضايا الشرق أوسطية الرئيسية.
وبرغم كل ذلك، فسوف تظل المصالح السورية هي نفسها، لأنه إذا حدثت محاولة أخرى لعزل سوريا فإن دمشق سوف تلعب مرة أخرى نفس الدور السابق، ولكن إذا استمر التفاهم والتعامل مع سوريا، فإن دمشق على الأرجح سوف تقوم بإبطاء وتخفيف روابطها مع طهران، حماس، وحزب الله.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...