جولة ديك تشيني في المنطقة والتنسيق الأمريكي الإسرائيلي للحرب القادمة
الجمل: أكدت جميع التحليلات الصادرة خلال هذا الأسبوع أن بند استهداف إيران سيكون الأكثر حضوراً في ملف جولة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الشرق أوسطية الجارية حاليا، وفيما يلي نستعرض تقريرين حول هذه الزيارة، الأول، نشره موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع لمنظمات اللوبي الإسرائيلي، والثاني نشره موقع «ديكة» الإلكتروني الإسرائيلي.
* تقرير معهد واشنطن:
أعد التقرير الخبير سايمون هندرسون، وحمل عنوان «جولة تشيني في الشرق الأوسط: إيران على قمة الأجندة»، وأشار فيه إلى النقاط الآتية:
• سيتفاهم تشيني مع حلفاء أمريكا (سلطنة عمان، السعودية، إسرائيل، السلطة الفلسطينية، وتركيا) حول عملية السلام، أسعار النفط، موضوع العراق، وإيران،ـ وسيكون موضوع إيران الأكثر أهمية.
• الدول التي تغطيها الزيارة ترتبط جميعها بالنسبة للإدارة الأمريكية بموضوع إيران.
• لن يركز تشيني في تفاهماته فقط على البرنامج النووي الإيراني، وإنما أيضاً على دور إيران في دعم حزب الله اللبناني وحركة حماس.
• الضغط على السعوديين لن يكون فقط حول إيران، وإنما من أجل تخفيض إمدادات النفط السعودي للولايات المتحدة.
* تقرير موقع «ديكة»الإلكتروني الإسرائيلي:
أشار التقرير إلى النقاط التي سيركز عليها تشيني وهي:
• التدخل الإيراني في عملية السلام في الشرق الأوسط (عن طريق حركة حماس والجهاد الإسلامي) ولبنان (عن طريق حزب الله) والعراق (عن طريق المليشيات).
• التأكيد مرة أخرى حول احتمالات حدوث ضربة عسكرية أمريكية من أجل القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
• تسلسل ديك تشيني سيكون من سلطنة عمان إلى السعودية، إسرائيل، السلطة الفلسطينية، ثم تركيا، ولكن بما أن تشيني قد زار العراق فهناك توقعات بأن يقوم بزيارة أفغانستان أيضاً.
• لجهة التفاهم مع حلفاء أمريكا حول خطر البرنامج النووي الإيراني فإن تشيني سيركز على جانبين:
* قرار إدارة بوش بالنأي بنفسها عن تقرير التخمين الاستخباري الذي أصدرته أجهزة المخابرات الأمريكية في نهاية كانون الأول 2007م حول القدرات النووية الإيرانية، واعتباره تقريراً غير ملزم للإدارة الأمريكية في الوقت الحالي.
* إن الإدارة الأمريكية تراهن في الوقت الحالي على التقديرات الاستخبارية البريطانية، الألمانية، الفرنسية، والإسرائيلية التي قالت بأن إيران تسعى للحصول على الأسلحة النووية والرؤوس الحربية والصواريخ البالستية القادرة على حملها.
أشار التقرير إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي قد عقد جلسة في الأسبوع الماضي لمناقشة ملف التخطيط والأداء العسكري للقوات الإسرائيلية في حرب لبنان السابقة وفقاً لما أورده محتوى تقرير فينوغراد، ولكن لاحقاً فقد تبين أن مجلس الوزراء الإسرائيلي قد عقد اجتماعاً لمناقشة أي واحدة من خطط العمل العسكري الإسرائيلي يجب تقديمها لديك تشيني. بكلمات أخرى، فقد أعد الإسرائيليون أكثر من خطة للمواجهة العسكرية مع إيران، ولا بد لهم من التفاهم والتوافق حول خطة واحدة يتم تقديمها لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني باعتبار الخطة معتمداً إسرائيلياً.
تقرير موقع «ديكة» الإلكتروني تزامن مع نشر تقرير إسرائيلي آخر يقول بأن سلاح الجو الإسرائيلي قد يقوم بشراء الطائرات التي تقلع رأسياً بما يوفر لطائراته إمكانية تفادي صواريخ حزب الله – حماس، التي باتت تشكل تهديداً للطائرات الحربية الإسرائيلية في القواعد العسكرية الجوية في جنوب إسرائيل (القريبة من قطاع غزة)، والقواعد العسكرية الشمالية (القريبة من جنوب لبنان).
الطائرات الحربية الجديدة التي يسعى سلاح الطيران الإسرائيلي الحصول عليها هي:
• طائرات الشبح الأمريكية طراز «إف 35 إيه» (100 us F-35 A).
• طائرات الشبح الأمريكية طراز «إف 35 بي» (100 us F-35 B).
وتتميز هذه الطائرات بالإقلاع السريع بعد قطع مسافة قصيرة وبالهبوط العمودي (stovl). ويستخدم الجيش الأمريكي هذه الطائرات في خدمة قوات البحرية الأمريكية خلال الاشتباكات المسلحة. ويرى الإسرائيليون بأن:
• القواعد الجوية العسكرية الإسرائيلية الموجودة في جنوب إسرائيل أصبحت ضمن دائرة نطاق صواريخ حماس والجهاد الإسلامي القادمة من قطاع غزة والضفة الغربية.
• القواعد العسكرية الجوية الإسرائيلية الموجودة في شمال إسرائيل أصبحت ضمن دائرة نطاق صواريخ حزب الله القادمة من جنوب لبنان.
تقول التسريبات الإسرائيلية بأن الجنرال بينهاس بوشريس سيقوم بزيارة إلى واشنطن منتصف هذا الشهر، لمناقشة أمر تزويد الجيش الإسرائيلي بالعتاد والمعدات، وتقول المعلومات بأن طائرة «إف-35 بي» ما تزال تخضع لبعض الاختبارات، وفي يوم 26 آذار الحالي ستقر لجنة البنتاغون الموافقة على إنتاج أول ستة طائرات من هذا الطراز وسيعقب ذلك خلال نيسان إجراء بعض الاختبارات على هذه الطائرات.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن طائرات الشبح من طراز «إف 35 إيه» «وإف 35 بي»، هي من الطائرات التي قد لا تصلح في المواجهات "المنخفضة الشدة" ضد المليشيات وإنما في الحروب الكبيرة، والمواجهات "مرتفعة الشدة" الشاملة التقليدية وغير التقليدية. فهل يتحسب الإسرائيليون بالحصول على هذه الطائرات لتفادي خطر الصواريخ التي يمكن أن تنطلق من جنوب لبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، وتهدد القواعد الجوية العسكرية الأمريكية الموجودة في شمال وجنوب إسرائيل؟ بكلمات أخرى، هل يسعى الإسرائيليون من خلال الحصول على هذه الطائرات القيام بعملية تحييد خطر صواريخ حزب الله وحركة حماس في حالة اندلاع المواجهة الكبيرة المرتفعة الشدة في المنطقة؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد