حكومة المالكي ترفض برمجة خروج الاحتلال
اعترض العراق على الاشارة الى جدول للانسحاب الامريكي في البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ، واكدت مصر المضيفة للمؤتمر ان خمسين دولة و30 منظمة ستحضر المؤتمرين في شأن العراق، واعلنت تركيا أن وزير خارجيتها لن يحضر، واستبعدت ايران حصول حوار بين وزيرها للخارجية منوشهر متكي ونظيرته الامريكية كوندوليزا رايس “في هذه المرحلة”، واكدت مصادر دبلوماسية ان الولايات المتحدة ستعلن في لقاء المنتجع المصري على البحر الاحمر تقديم عشرة مليارات دولار لاعادة الاعمار ودعم الامن، وان السعودية ستعلن شطب 80 في المائة من الديون العراقية، واعتبر الرئيس الامريكي جورج بوش ان المؤتمر سيمثل اختباراً مهماً لسوريا وايران، وجدد تأكيده لنقض مشروع قانون تمويل الحرب المشروط بالانسحاب من العراق، في وقت لقي 34 عراقيا حتفهم في هجمات وعثر على جثث في جنوب بغداد، ونفت جماعة “دولة العراق الإسلامية” مقتل “وزير الحرب” أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عقب انباء متضاربة.
فقد اكد مساعد وزير الخارجية العراقي لبيد عباوي ان بلاده تعترض على الاشارة الى وضع جدول زمني لانسحاب “القوات الاجنبية” من العراق في البيان الختامي الذي سيصدر عن اجتماع دول جوار العراق بعد غد الجمعة في شرم الشيخ. وقال ان اجتماعا على مستوى كبار مسؤولي دول جوار العراق عقد ليلة الاثنين وتم خلاله الاتفاق على “99% من مشروع البيان الختامي الذي اقترحته مصر”. واوضح انه مازالت هناك خلافات “حول بضع نقاط تحتاج الوفود المشاركة للرجوع الى حكوماتها للتشاور حولها، من بينها ملاحظات حول موضوع وضع جدول زمني لانسحاب القوات متعددة الجنسية من العراق”. واضاف “ان موضوع تحديد جدول زمني لانسحاب هذه القوات سابق لأوانه ويتعلق بموقف الحكومة العراقية وقرارها، لأنها هي التي يجب ان تحدد الجدول الزمني”.
وقال مصدر في وزارة الخارجية المصرية ان اجتماعا تحضيريا ثانيا على مستوى كبار المسؤولين سيعقد اليوم الاربعاء في شرم الشيخ لحسم النقاط الخلافية في مشروع البيان الختامي. وتحاول مصر ألا تضخم من التوقعات للنتائج التي سيتمخض عنها الاجتماع. وقال سفير مصر لدى الولايات المتحدة نبيل فهمي “ليس هذا مؤتمرا سينتهي الى حل كل مشكلات العراق او يقدم حلا سحريا”.
واكدت 50 دولة مشاركتها في المؤتمر الدولي حول العراق، وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية إن معظم هذه الدول ستكون ممثلة بوزير خارجيتها فيما سيكون الوفد العراقي بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي. وذكرت ان الاجتماع سيسفر عن “وثيقة العهد الدولي للعراق” مساء الخميس بعد ثلاث جلسات عمل من بينها جلستان مغلقتان. والجمعة يعقد اجتماع مصغر يضم الدول الست المجاورة للعراق، وهي ايران والاردن والكويت والسعودية وسوريا وتركيا، اضافة الى البحرين ومصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة. وسيخصص هذا الاجتماع اساسا للأمن في العراق.
وصرح دبلوماسي تركي ان وزير الدولة للشؤون الدينية محمد ايدين سيشارك في المؤتمر على رأس عدد من كبار الدبلوماسيين لتمثيل تركيا في المؤتمر.
وقال مستشار وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون العراق ديفيد سترفيلد ان الوزيرة رايس مستعدة للتحدث مع الايرانيين على هامش شرم الشيخ، ولكنها لن تفعل ذلك الا اذا كان مثل هذا الاتصال يعتبر مفيدا. ولم يتم الترتيب لعقد اجتماع رسمي بين رايس ومتكي، لكن رايس اوضحت انها لن تتفادى مثل هذا الاجتماع. وقال اذا التقت رايس نظيرها الايراني فإنها سوف تطالب ايران بمنع تدفق الاسلحة والمقاتلين الاجانب الى العراق والتدريب للمسلحين. وقال “نأمل قطعا ان نرى من ايران عموما خطوات ايجابية تضاهي أقوالها. فإيران تعلن انها تريد ان ترى عراقا مستقرا مسالما وذا سيادة داخل حدوده”. واعتبر السفير الامريكي في الامم المتحدة والسفير السابق في بغداد زلماي خليل زاد، ان لايران “دورا مهما للاضطلاع به” في العراق من خلال تقديم دعم للحكومة العراقية. واضاف ان واشنطن تأمل في الحصول على “تعاون طهران في دعم الحكومة ووقف دعم معارضي العراق الجديد”.
واستبعد نائب وزير الخارجية الايراني مهدي مصطفوي امكان حصول حوار بين متكي ورايس خلال مؤتمر شرم الشيخ “في هذه المرحلة”. وقال “لا تتوفر في الوقت الراهن الشروط الضرورية لإجراء حوار مماثل”. ولم يستبعد إمكان حصول مباحثات بين طهران وواشنطن. وقال “ليس بامكان الولايات المتحدة ان تظهر بمظهر العدو من جهة وان تقول انها تؤيد اجراء مفاوضات من جهة اخرى”. واضاف “لكن بوسعنا اجراء مباحثات تماما كما اعلن الرئيس محمود احمدي نجاد عن استعداده لاجراء مناظرة تلفزيونية مع الرئيس الامريكي”. وشرح نائب وزير الخارجية الايراني ان “الهدف ليس الحوار بعينه بل الوصول الى علاقات سليمة بين البلدين وهذا يستدعي خلق الظروف المناسبة”. وكان المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام قد قال ان احتمال حصول مفاوضات على هامش شرم الشيخ “ليس جديا..وطالما ان الولايات المتحدة لم تعلن تخليها عن توجهاتها ورؤيتها الأحادية الاضطهادية الشيطانية، فإن المشاكل لن تحل”. واضاف “تشارك ايران في مؤتمر شرم الشيخ لمساعدة الحكومة العراقية، في اطار رؤية تلحظ انسحاب القوات الامريكية”.
ورأى خبراء من مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية الدولية ان مشاركة ايران ستسمح لها بجني ثمار سياستها الحاذقة حيال الولايات المتحدة في وقت تواجه واشنطن مأزقا في هذا البلد، شرط ان تمتنع عن التباهي بنصر ساحق. وقال نديم شحادة من المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية “كل شيء جاهز لمساومة كبرى لكن ايران في وضع افضل بكثير من الولايات المتحدة”. واضاف ان “الوضع انعكس لغير مصلحة الولايات المتحدة ولمصلحة ايران خلال صيف 2006 على جبهات الشرق الاوسط الثلاث في لبنان وفلسطين والعراق”. لكن الخبير حذر من أنه في ما يتعلق بالعراق الوحيد بين الدول الثلاث المذكورة الذي ينتشر فيه الجيش الامريكي، فإن “استحالة التفاوض ستجسد فشل واشنطن”. ورأى انه في وضع كهذا فإن “الولايات المتحدة قد توجه ضربة عسكرية الى ايران لقلب الوضع لصالحها وانقاذ ماء الوجه”.
واعتبر بوش امس الثلاثاء ان مؤتمر شرم الشيخ سيشكل “اختبارا مهما” لرغبة ايران وسوريا في القيام بدور بناء بالنسبة الى العراق. وقال في تصريح أدلى به في تامبا (فلوريدا) حيث مقر القيادة الوسطى التي تدير العمليات العسكرية في العراق ان “ايران وسوريا مدعوتان للمشاركة” في المؤتمر وسيكون ذلك اختبارا مهما لمعرفة ما اذا كان هذان النظامان يريدان بالفعل القيام بدور بناء في العراق.
من جهة اخرى قالت المتحدثة باسم البيت الابيض ان بوش سيستخدم الفيتو الرئاسي لنقض قانون تمويل الحرب، واعتبرت ارسال مشروع قانون كهذا الى المكتب البيضاوي في يوم الذكرى الرابعة لاعلان بوش انتهاء العمليات العسكرية في العراق وانجاز المهمة “يمثل قمة الوقاحة”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد