حملة أمريكية- سعودية ضد حزب الله وسورية
بدأت «أوركسترا» إعلامية ذات منشأ أميركي وأدوات سعودية وشباطية لبنانية بحملة واسعة لتبرئة إسرائيل من عملية اغتيال القائد في حزب اللـه عماد مغنية وتوجيه الاتهام مباشرة إلى حزب اللـه وسورية! وذلك من خلال بث سلسلة من الشائعات والأكاذيب والروايات المفبركة تبدأ من «الخطورة» التي يشكلها حزب اللـه على «الدولة» اللبنانية وتنتهي بـ«الخدمة السورية» لإسرائيل وواشنطن لقاء «تخفيف» الضغوط الدولية ونتيجة «الخوف» السوري من أي تصعيد عسكري مقبل على المنطقة..
الحملة أطلقها في بيروت جوقة 14 شباط في الذكرى الثالثة لرحيل رفيق الحريري وأكدها فؤاد السنيورة حين قال إن السيد حسن نصر اللـه أخطأ في إعلانه الحرب المفتوحة على إسرائيل لكون لبنان لا مصلحة له في حرب كهذه تضعه في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي..
كلام السنيورة جاء بعد غمز من واشنطن والرياض لإطلاق حملة إعلامية وسياسية تستهدف مباشرة المقاومة اللبنانية وتشير بوضوح إلى أن حزب اللـه لا يمكن أن يكون شريكاً في أي حكومة لبنانية قد ترى النور لما يشكل من خطورة استراتيجية على لبنان وخاصة بعد انتصاره في حرب تموز وصدور تقرير فينوغراد الذي أكد الانتصار وبشّر بحرب جديدة على لبنان، وهي حرب تحتاج إلى تحضيرات سياسية وأمنية وميدانية، من أهمها إضعاف المقاومة على الساحتين الداخلية اللبنانية والعربية وإزالة الدعم الشعبي اللبناني والعربي عنها ومن خلالها إضعاف ما يسمى المحور السوري-الإيراني-الفلسطيني المناهض للمشروع الأميركي في الشرق الأوسط الذي أطلقت عليه وزيرة الخارجية الأميركية اسم «الشرق الأوسط الجديد».
وتتضمن الحملة الأميركية-السعودية-الشباطية، سلسلة من التصريحات والروايات تخرج إلينا بشكل متتال بطريقة «الأوركسترا المنظمة» تصب كلها في الاتجاه ذاته «اتهام حزب اللـه وسورية بارتكاب الجريمة وتبرئة إسرائيل» اتجاه بدا واضحاً في كلمات زعماء 14 شباط بذكرى اغتيال رفيق الحريري حين ألمح سعد الحريري إلى دور سوري في اغتيال مغنية واتهمها جنبلاط مباشرة أو من خلال تصريحات لـ«خبراء» العمليات الاستخباراتية.
ومن بين الروايات التي بدأت بعض الأقلام اللبنانية والسعودية والأميركية ترويجها، أن عماد مغنية كان يستعد للانشقاق عن حزب اللـه حين اتُخذ قرار تصفيته!! أما عن الجهة أو الجهاز الذي كان مغنية يستعد للانشقاق إليه، فلم تذكره الرواية التي اكتفت بالإشارة إلى وجود انشقاقات داخل حزب اللـه وأن المقاومة بدأت تضعف وهي مخترقة من أكثر من جهاز، الأمر الذي تطلب تصفية بعض القيادات ومنها عماد مغنية!!
ولتأكيد مدى الخطورة التي بات يشكلها حزب اللـه على الدولة اللبنانية، ظهرت رواية جميلة جداً تروي قصة توجه مغنية إلى دمشق لحضور اجتماع في «مكتب التنسيق السوري مع حزب اللـه» لدراسة «الهجوم» الذي كان ينوي القيام به لاحتلال القصر الحكومي اللبناني يوم 14 شباط (ذكرى اغتيال الحريري) فاتخذ قرار تصفيته لمنع الهجوم وإرباك حزب اللـه في لبنان!! ولم تكشف هذه الرواية عن الجهة التي قررت تصفية مغنية بل اعتمدت على توقيت تنفيذ عملية الاغتيال التي جاءت لتنقذ لبنان وحكومة لبنان وتقديم عماد مغنية بصورة عدو اللبنانيين وليس نصيرهم !!.
أما سورية فما بين «الصفقة» مع واشنطن وخشيتها من تصعيد عسكري قريب في المنطقة ورواية أو روايات الاختراق الأمني وما أكثرها... فتعددت التهم وتعددت الأساليب، لكن الاتجاه واحد: تبرئة إسرائيل من عملية الاغتيال..
والسؤال الذي يفرض نفسه نتيجة كل ما قيل ويقال وسيقال في القريب العاجل: إذا كان لواشنطن وأزلامها في لبنان ارتباط ومصالح مشتركة تجبرها على الدفاع عن إسرائيل، فما مصلحة المملكة السعودية في تبرئة إسرائيل من اغتيال مغنية؟ ولماذا الآن؟ ولماذا لا تنتظر نتائج التحقيق السوري لتشن حملاتها التضليلية والسياسية؟
سؤال قد يكون جوابه مرتبطاً بشكل أو بآخر بنتائج التحقيق وما ستتوصل إليه أجهزة الأمن السورية وقد يكون أيضاً مرتبطاً بما يحضّر للبنان وخاصة بعد المعلومات التي تشير إلى قيام مجموعات مسلحة أميركياً وممولة سعودياً بمحاولات لإشعال الفتنة في بيروت وجر حزب اللـه إلى معركة داخلية وتقسيم لبنان إلى كونتونات ومناطق يحكمها زعماء الميليشيات أبطال الحرب الأهلية اللبنانية الشهيرة وقرع طبول حرب هدفها تدمير لبنان من الداخل بعد أن فشلت إسرائيل في تدميرها جواً وبراً وبحراً.
والخبر اللافت يوم أمس والذي يجيب على العديد من الأسئلة وخاصة السؤال المتعلق بمستقبل لبنان هو «نصيحة» وزارة الخارجية السعودية لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان في ظل الظروف السياسية، والأمنية غير المستقرة التي يمر بها لبنان حالياً، وذلك ضماناً لأمنهم وسلامتهم وعدم تعرضهم لأي مكروه لا سمح اللـه... خبر يطوي على الكثير من المعلومات حول مستقبل لبنان ويكشف عن نيات مبطنة باتت أهدافها معروفة.
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد