حوار المنامة الدولي وسر الاهتمام الأمريكي
الجمل: تلعب الحوارات والتفاهمات دوراً هاماً في إعادة تشكيل وصياغة علاقات التعاون والصراع السائدة في الخرائط الإقليمية والدولية، وبالذات في الاعتبارات المتعلقة بقضايا الأمن الإقليمي، والاقتصاد الإقليمي وبناء التحالفات السياسية.
* حوا ر المنامة: مواصفات "الروشتة" الإقليمية:
تقول المعلومات بأن حوار المنامة الذي عقد خلال اليومين الماضيين قد دخل مرحلة الجولة الرابعة:
• البعد البنائي: تقوم حكومة دولة البحرين برعاية جولات المنامة، ويقوم المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية البريطاني بالإشراف عليه. أما الدول التي شاركت في جولة الحوار الأخيرة فهي:
* دول عربية: مصر، الكويت، العراق، الأردن، عمان، قطر، السعودي، الإمارات العربية المتحدة، اليمن.
* دول شرق أوسطية غير عربية: تركيا، باكستان،.
* دول أخرى: الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، اليابان، روسيا، بريطانيا، الولايات المتحدة.
• البعد القيمي: ركزت جولة حوار المنامة على ملف امن الخليج، والقضايا الأخرى المتعلقة بأمن الخليج.
• البعد التفاعلي: اللافت للنظر في حوار المنامة هو الاهتمام الأمريكي الكبير، فقد شارك وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز ممثلاً الولايات المتحدة، وفي ذلك إشارة واضحة إلى مدى الاهتمام الأمريكي الكبير بهذا الحوار وأيضاً إلى التوقعات الجارية المتعلقة بلعبة الخليج العربي التي أصبحت الولايات المتحدة تمسك بمعظم أوراقها الرئيسية. كذلك كان لافتاً للنظر حضور وزير الدفاع التركي، فيدي غونول على رأس الوفد التركي الذي ضم بعض كبار أعضاء البرلمان التركي.
* إدارة الحوار:
سيطر موضوعان على حوار المنامة هما:
• ملف الأزمة العراقية.
• ملف الأزمة الإيرانية.
بالنسبة لملف الأزمة العراقية فقد ركزت إدارة الحوار على عدم النظر إلى الوجود الأمريكي في العراق باعتباره من المخاطر المهددة لأمن الخليج، ولا إلى الوجود العسكري الأمريكي المكثف في منطقة الخليج باعتباره أيضاً يهدد أمن الخليج.
أما بالنسبة لملف الأزمة الإيرانية، فقد ركزت المداخلات على اعتبار أنشطة البرنامج النووي الإيراني تشكل خطراً يهدد امن الخليج. ويشير التحليل إلى أن مداخلات حوار المنامة كانت جميعها تمضي في اتجاه تعزيز العلاقات الاندماجية بين نموذج مهددات وحماية أمن الخليج، ومهدد وحماية الأمن القومي الأمريكي، ضمن نموذج أمني استراتيجي إقليمي واحد.
* المناورة على الخطوط المباشرة وغير المباشرة:
تشير التسريبات إلى أن الحضور التركي الكبير الوزن في حوار المنامة، هي بمثابة خطوة على المسار غير المباشر الذي يهدف إلى التمهيد بتركيا للقيام بدور أمني إقليمي استراتيجي في منطقة الخليج العربي، وتقول التحليلات بأن مجلس الأمن القومي الأمريكي يحاول حالياً إعادة إنتاج نسخة جديدة من إستراتيجية العمود المزدوج (السعودية – إيران) التي كانت معتمدة في الماضي للحفاظ على توازن واستقرار منظومة الأمن الإقليمي الخاصة بمنطقة الخليج، كذلك يجب أن يكون العمود المزدوج هذه المرة ممثلاً بالسعودية وتركيا طالما أن العراق يمكن أن يمثل الممر الواصل بينهما.
تزامن حضور وزير الدفاع التركي لجولة حوار المنامة مع اجتماع واشنطن الذي جمع الرئيس التركي عبد الله غول والرئيس الأمريكي جورج بوش.
يقول التحليل الذي نشرته صحيفة زمان اليوم التركية حول حوار المنامة الذي جمع وزيري الدفاع التركي والأمريكي مع وزراء الدفاع الخليجيين، بأن تركيا يتوجب عليها أن تلعب دوراً رئيسياً في استقرار وأمن الخليج، كما أن وجود وزي ر الدفاع التركي بجانب وزير الدفاع الأمريكي ووزراء الدفاع الخليجيين هو أمر يشير بوضوح إلى:
• موافقة البلدان الخليجية على قيام تركيا بلعب دور عسكري – امني في الخليج.
• رعاية الولايات المتحدة للدور العسكري الأمني التركي في الخليج.
• استعداد تركيا للقيام بهذا الدور.
وأشارت صحيفة زمان اليوم بأن هناك أسباب عديدة تدفع تركيا للانخراط في منظومة أمن الخليج ومن أبرزها:
• التحالف التركي – الأمريكي.
• عضوية تركيا في حلف الناتو.
وبالتالي، فإن ارتباط تركيا بهذين الحلفين يجعلها أكثر حرصاً على القيام بدور رئيسي في تثبيت أمن الخليج وحماية المصالح الحيوية الإقليمية والدولية المرتبطة بأمن الخليج، هذا وتجدر الإشارة إلى أن الخليجيين تجنبوا دعوة سوريا وإيران لحضور تفاهم المنامة برغم أنهم قاموا بتوجيه الدعوة إلى مصر والأردن والهند وباكستان.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد