خطة لإعادة الحياة إلى الخط الحديدي الحجازي

نظراً للدور الهام، الذي يلعبه النقل السككي في تفعيل وتطوير الاقتصاد الوطني، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وبغية استغلال الموقع الجغرافي المتميّز لسورية، باعتبارها مركزاً استراتيجياً هاماً، يربط القارات الثلاث.. تعمل المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي على المتابعة الجدية والفعلية للخط الحديدي الحجازي، للتأكيد على تراث الخط، باعتباره أهم مشروع عربي موحّد، يربط ثلاث دول تجارياً واقتصادياً وسياحياً منذ مئة عام، إضافةً إلى قيام المؤسسة بعدة مشاريع هامة، حدثنا عنها المهندس محمود سقباني، مدير عام المؤسسة، حيث قال:
نعمل الآن على تطوير خط دمشق - درعا - الحدود الأردنية، وذلك عبر تنفيذ أسيجة المحطات: (مسمية - جباب - خبب - محجة - ازرع - غزالة - نهج)، وصيانة وإصلاح خط درعا - المسمية - اليرموك  بصرى، وصيانة محطة الدير علي، وتعمير قاطرات وشاحنات، وتجهيز المحطات، وتنفيذ أتمتة عمل المديريات، ودراسة الجدوى الاقتصادية لقطار الضواحي: دمشق - الكسوة - الدير علي... بهذا نكون قد جهّزنا الخط الحديدي الحجازي ضمن الأراضي السورية، لا سيما وان أول رحلة للخط كانت عام 1908 من دمشق إلى المدينة المنورة في السعودية، ونحن سنعيد إظهار الذكريات للخط، ومتفقون مع الجهات الأخرى في هذا الاتجاه.. وفي هذا الإطار، سنحيي الذكرى المئوية لهذا الخط في 28/8/ من هذا العام، عبر مهرجان يليق بمدى أهمية هذا الخط سابقاً ومستقبلاً.. وهذا الإجراء يُعدّ جزءاً من فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية، وهو فرصة كبيرة لتوثيق ما هو موجود في المؤسسة، إضافةً إلى تكريم عمال الخط، وإقامة نشاطات يومية مثل: إلقاء محاضرات، وإقامة معارض خاصة بحضارة الخط الحديدي الحجازي، إضافةً إلى صيانة عربات السلطان عبد الحميد، وإعادة البريق إليها لاستقبال زوارها من جديد.
وعن تسيير القطار السياحي بين دمشق وسرغايا قال: الحقيقة انه لا توجد قاطرات، فإذا قمنا بالتشغيل على الواقع الحالي من الربوة إلى الفيجة.. فستصل إلى واقع سيء، ونتيجة غير مرضية بسبب الأجرة الزهيدة، وعدم جاهزية القاطرات، التي لم تصل بعد من رومانيا بعد إجراء صيانة لها.. والخط من الحجاز إلى الشيراتون قيد الإنجاز، إضافةً إلى انه يوجد انهيار على سكة القطار في كفر العواميد، وهذا الأمر قطع الخط ومنع القطار من الوصول إلى سرغايا، وهذه من أسباب عدم الجدوى الاقتصادية لتشغيل الخط.
وضمن هذا الإطار.. قال مدير الحركة والنقل والتسويق المهندس أيمن الرعيدي: إن هذا الخط مخصص للرحلات السياحية فقط، ونحن نعمل حسب الطلب فقط، اي رحلات مدرسية، وفود أجانب ومصطافين لأنه قطار سياحي، وهو غير مخصص للركاب، وسنعمل على تحسين هذا الخط بعد ترميم الانهيار في كفر العواميد، وهذا يحتاج إلى بعض الوقت، ربما أكثر من سنة.
كما التقينا السيد عدنان إبش، معاون المدير العام، الذي حدثنا عن مشروع محطة الحجاز المتوقف منذ عدة أعوام، فقال: المشروع مرّ بعدة مراحل، حيث كانت البداية مع شركة عقار السعودية، ثم انتقل بعدها إلى شركة الحجاز، وتوقف المشروع كان بسبب عدم اكتمال الدراسات المتعلقة به، وعدم أخذ كل الموافقات، لكننا توصلنا مؤخراً إلى انه يمكن ان يقام المشروع على العقار نفسه، وبالشكل المحدد سابقاً، وحُددت المسافة ما بين البناء القديم والجديد بـ  15 متراً، والبناء الجديد مؤلف من 18 طابقاً، ومجمّع تجاري من خمسة طوابق ومكاتب ومرائب، ومحطة للمؤسسة بكلفة 2.7 مليار ليرة سورية.. أما الكلفة الحقيقية فهي ضعف هذا المبلغ على الأقل، وسيٌنفذ المشروع على طريقة الـ BOT بعد ستة أشهر على أقل تقدير، هذا حسب المعطيات التي نملكها... وعن كيفية انتقال المشروع من شركة عقار السعودية إلى شركة الحجاز قال: لقد تنازلت شركة عقار عن المشروع مقابل زيادة معيّنة على البدلات السابقة، والقوانين تسمح بمثل هذا التنازل.. وأوضح: إن سبب الاهتمام بهذا المشروع، هو من أعظم المشاريع في المؤسسة، فهو قريب من الجامعات والأسواق، وهو مثالي من جميع النواحي.
مدير التخطيط والإحصاء يونس الناصر، حدثنا عن مشاريع المؤسسة الجديدة، حيث قال: نعمل في المؤسسة على تطوير خط دمشق - قطنا، عبر تنفيذ وترميم جسري المعضمية وعرطوز، ودراسة الجدوى الاقتصادية لقطار الضواحي دمشق - قطنا، وتطوير معمل لوحات السيارات من خلال صيانة وتوريد معمل لوحات السيارات، وتطوير خط دمشق - سرغايا - الحدود اللبنانية، من خلال تنفيذ نفق الحجاز - جسر الشيراتون، وإعادة تأهيل خط سرغايا - الهامة - الفيجة ، وشراء مواد للخطوط، وشراء غرف مسبقة الصنع مع تجهيزاتها، إضافةً إلى إنشاء خط الحجاز - مطار دمشق الدولي عبر تنفيذ المرحلة الأولى من النفق مع (سيفون) الصرف الصحي، وإقامة العديد من الدورات الداخلية والخارجية، واستقدام خبراء محليين لتطوير العمل في المؤسسة.

أحمد زينة

المصدر: البعث