خطف أعضاء في «هيئة التنسيق» و«الأطلسي» يشكّك بجدوى التدخل العسكري

22-09-2012

خطف أعضاء في «هيئة التنسيق» و«الأطلسي» يشكّك بجدوى التدخل العسكري

في توقيت مشبوه، يأتي قبل يومين من عقد مؤتمر المعارضة السورية في دمشق، اختطف قياديان في هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، في العاصمة السورية، بعد عودتهما من بكين. واتهمت وزارة الإعلام السورية «إرهابيين» بخطف القياديين في «التنسيق»، فيما اكدت الهيئة انها ستواصل عقد المؤتمر، الذي سيشارك فيه حوالى 20 حزبا، في دمشق غدا.
في هذا الوقت، واصل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان هجومه على الرئيس بشار الأسد،  وشدّد على ضرورة إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا،ً يسمح بإنشاء منطقة حظر جوي في المنطقة المقابلة للحدود التركية مع سوريا، مشيراً إلى أن تركيا لن تقوم بأي دور أحادي الجانب في هذا الشأن.
وفي بروكسل، شكك أركان مركز القيادة العسكرية لقوات حلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الألماني مانفرد لانغ في صوابية اي تدخل عسكري محتمل في سوريا. وقال ان «رأي العسكريين انه لا يوجد في الوقت الحالي عناصر كافية لتبيان ان التدخل العسكري كفيل بتحسين الوضع الامني» في سوريا. واضاف «ينبغي تشجيع العملية السياسية، وتطبيق العقوبات. لا يمكن للعسكريين تسوية الوضع الحالي». واكد ان «الاطلسي ليس لديه اي خطة عسكرية تتعلق بسوريا». واعتبر انه لا يمكن التفكير في التدخل الخارجي الا اذا كان من شأنه تحسين حماية المدنيين، لكنني «اشك بأن الامر سيكون كذلك».
وذكرت وزارة الإعلام، في بيان نشرته وكالة الانباء السورية (سانا)، أن «بعض أعضاء هيئة التنسيق المعارضة تعرضوا لعملية اختطاف من عناصر إرهابية أثناء مرورهم على طريق مطار دمشق الدولي، وهم عبد العزيز الخير وإياس عياش وماهر طحان». وأشارت إلى أن «الأجهزة الأمنية المختصة باشرت عملية واسعة للمتابعة والتحقيق، وتحمل من ارتكب هذا الفعل المسؤولية القانونية التامة، وتطالب الخاطفين بإطلاق سراح المعارضين المخطوفين فورا».

وذكر المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، في بيان، انه وخلال عودة «خمسة من أعضاء وفد هيئة التنسيق الوطنية من الصين إلى دمشق الخميس، وإثر مغادرتهم مطار دمشق الدولي بعد الساعة الخامسة على متن سيارتين وصلت إحداهما، فقدنا الاتصال بالسيارة الثانية التي يستقلها رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية عبد العزيز الخير وعضو المكتب التنفيذي للهيئة القيادي في حركة الاشتراكيين العرب إياس عياش والصديق ماهر طحان الذي جاء مشكورا للمطار لاستضافتهم. ولم يعد لدى الهيئة والعائلة أي اتصال معهم».
وأضاف البيان «لقد باشرت هيئة التنسيق الوطنية على الفور اتصالاتها بكل الأطراف المعنية للاطمئنان على مكان وسلامة الأشخاص الذين استقلوا السيارة، إلا أننا لم نتمكن حتى اللحظة من معرفة ما حدث، وبالضبط بما يضمن لنا معرفة مكان ومصير الزملاء الثلاثة».
وكان الخير وعياش سيشاركان في مؤتمر المعارضة الذي سيعقد في دمشق غدا الأحد. وقال رئيس الهيئة حسن عبد العظيم لوكالة «اسوشييتد برس» انه يعتقد أن النظام يقف وراء اختفاء المعارضين. وكرر إن المعارضة «تريد نظاما جديدا يمثل إرادة الشعب». وأعلن أن الهيئة ستواصل العمل من اجل عقد المؤتمر غدا.
وقال المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية خلف داهود ان «الخير وعياش وصلا إلى دمشق الخميس وان أفراد الأمن السوري تتبعوا أثرهما إلى سيارتهما حيث انضم إليهما العضو بالهيئة ماهر طحان». واضاف ان «السيارة لم تصل إلى دمشق، وان ركابها الثلاثة خطفوا، ولم تتمكن الهيئة من الاتصال بهم منذ ذلك الوقت».
وقال داهود ان المسؤولين الصينيين أكدوا لوفد هيئة التنسيق الوطنية ان «بكين ستستخدم نفوذها لدى الأسد لحماية المعارضة الداخلية، بما في ذلك مؤتمر تنوي المعارضة عقده في دمشق الاحد». واعلن ان عبد العزيز الخير تلقى تأكيدات من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في اجتماع في باريس في 9 ايلول الحالي، أن روسيا ستدعم مؤتمر المعارضة وتحميه. واعلن ان «هيئة التنسيق الوطنية تدعو إلى الانتقال السلمي للسلطة، وان الحكومة تعرف انها جماعة قومية ولا تدعو للعنف».
واعتبر ان «هناك في النظام السوري من يحاولون وأد الحل السلمي، لأنهم يعتقدون ان ما يجري مؤامرة يتعين حلها عسكريا، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يعرفونها منذ 40 عاما».
وقال مسؤول هيئة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع إن الهيئة اتخذت قرارها مؤخرا بألا يحضر «مؤتمر الإنقاذ الوطني» المزمع عقده في دمشق. وشرح أن القرار اتخذ لأن «عودتي إلى دمشق تتطلب حماية وهذه الحماية نحن غير قادرين عليها اليوم». وأضاف أن أطرافا قالت إنها «تستطيع تأميننا بسيارة ديبلوماسية، ونحن لم نقبل بالطبع، كما لن نقبل أن ندخل بحماية الأمن» السوري، مضيفا أنه في نهاية الأمر «لن يطلب هذه الحماية من احد».
وشدد المبعوث الدولي السابق إلى سوريا كوفي أنان على ضرورة العمل من أجل تسوية سياسية للأزمة في سوريا، تلبي مصالح كافة أطراف الأزمة. وقال، في حديث لصحيفة «غلوب أند مايل» الكندية، إن الحكومة السورية والمعارضة مصممتان كما يبدو في المرحلة الراهنة على مواصلة القتال، مشيرا إلى ضرورة مواجهة هذا المنطق. واعتبر أن تصعيد الأزمة في سوريا قد يؤدي إلى تفجير المنطقة، وينتقل إلى الدول المجاورة.
وأكد الملك الأردني عبد الله الثاني، في عمان قبيل سفره الى الولايات المتحدة، ضرورة تكثيف الجهود الدولية للتوصل الى حل للنزاع الدائر في سوريا يقوم على «انتقال سياسي سلمي، ضمن أطار القانون الدولي وبما يحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها ويضع حدا للعنف وإراقة الدماء».

                                                                                                              المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...