دعوات لمقاطعة بضائع سويسرا: قرار حظر المآذن «تمييز بغيض»
هو «تمييز بغيض» و«متاجرة بالتخويف من الأديان». هكذا وصفت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي قرار سويسرا حظر بناء المآذن على أراضيها، الذي لاقى تنديداً من سائر أنحاء العالم، العربي، كما الغربي، وسط دعوات إلى مقاطعة سويسرا، تجارياً وسياحياً ومصرفياً.
وجاءت أبرز التنديدات من أنقرة، التي تعد ثلث الجالية المسلمة في سويسرا. وفيما وصف الرئيس التركي عبد الله غول الاستفتاء بأنه «عار» على سويسرا، التي يقطنها 300 ألف مسلم من أصل 7.7 ملايين نسمة، دعا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان برن إلى إعادة النظر في الاستفتاء، في وقت أعلن فيه المبادرون إلى طرح الاستفتاء في سويسرا أنهم سيواصلون حملتهم ضد «أسلمة» بلادهم.
ونقل موقع «سويس إنفو» عن النائب في حزب «الشعب» اليميني أدريان أمستوز أن حزبه سيسعى إلى اتخاذ إجراءات إضافية ضد «أسلمة سويسرا»، تشمل منع الزواج القسري وختان البنات وارتداء البرقع والإعفاء من دروس السباحة.
ومن جهتها، قالت بيلاي، في بيان، أن قرار سويسرا «يتعارض مع التزاماتها القانونية الدولية بشأن حقوق الإنسان»، و«يسبب الانقسامات»، باعتبار أن حظر أي مبنى ينتمي للإسلام أو أية ديانة أخرى يعتبر «بوضوح عملا يقوم على التمييز البغيض»، ويعد «متاجرة بالتخويف من الأجانب، التي ظهرت في الحملات السياسية في عدد من الدول بينها سويسرا».
وأعربت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي عن «القلق من أن يجلب الحظر مخاطر جديدة على الأمن السويسري... لأن الاستفزاز يغامر بإثارة استفزازات أخرى»، في حين اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني القرار بأنه «خطير ويأتي بنتائج عكسية».
وفي أنقرة، قال اردوغان، أمام نواب حزبه «العدالة والتنمية» انه من «الخطأ» إحالة «الحقوق والحريات الأساسية لأي طائفة» إلى التصويت، منتقداً «تزايد العنصرية المتطرفة في أوروبا»، وشبّه «الإسلاموفوبيا بالعداء للسامية بوصفهما جريمة بحق الإنسانية»، فيما وصف غول القرار بأنه «عار» على السويسريين، وذلك بعدما كانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت أنها تتوقع من سويسرا أن تتخذ خطوات لتصحيح هذا الوضع.
وفي القاهرة، ندد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالتصويت، آملاً أن تتم معالجة نتيجته بوسائل قانونية. وأبدى وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق قلقه من إمكان انتقال هذا الإجراء إلى دول أوروبية أخرى قائلا أن «الآتي أعظم»، بعدما كان مفتي الديار المصرية علي جمعة قد اعتبرها «إهانة» للمسلمين.
ودعت صحف مصرية إلى «مقاطعة البضائع السويسرية»، تماماً مثل دعوة المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبد العزيز بن عثمان التويجري، الذي حض دول العالم الإسلامي على مقاطعة سويسرا، تجاريا وسياحيا وسحب الأرصدة المالية من مصارفها، ردا على «روح الكراهية والعداء للإسلام التي أبداها السويسريون».
وفي الأردن، استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي القرار السويسري، لما فيه من «حض على الكراهية والعنصرية والتمييز الديني وتحريض على إيذاء المسلمين في سويسرا وكافة أنحاء العالم»، داعياً برن إلى إعادة النظر في القرار «اللااخلاقي».
واستهجن مفتي عام القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، الاستفتاء، الذي «يشكل إساءة تضاف إلى الإساءات المنضوية تحت غطاء حرية التعبير». كما ندد قاضي قضاة فلسطين تيسير رجب التميمي بالاستفتاء «العنصري». وكذلك فعل التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة.
وكذلك أعربت إيران عن استيائها من الاستفتاء، حيث وصفه المتحدث باسم الخارجية رامين مهمانبراست بأنه «تمييزي» ويتناقض مع مزاعم الغرب بشأن حرية العقيدة.
وشجبت القرار السويسري أيضاً، باكستان واندونيسيا، وليبيا، والمغرب، ومفتي البوسنة مصطفى جيريك.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد