رئيس بعثة تفتيش «النووي العراقي» يفند مزاعم «النووي السوري»
تبدأ الولايات المتحدة و”إسرائيل” اليوم مباحثات تنسيق استراتيجي، تتركز على الموقف من إيران وسوريا والقضية الفلسطينية ولبنان، في وقت شكك كبير المفتشين السابق عن الأسلحة غير التقليدية المزعومة في العراق، سكوت ريتر، بما قالت واشنطن إنها “أدلة” على أن الغارة “الإسرائيلية” على سوريا في سبتمبر/ايلول العام الماضي، استهدفت مفاعلاً نووياً. ويمثل “إسرائيل” في الجولة الخامسة من نوعها من هذه المحادثات، الوزير شاؤول موفاز الذي لوّح لإيران بالعبارة ذاتها المكررة “كل الخيارات مطروحة”، مع أنه تحدث عن أن السياسة “الحالية” تجاه ايران تعتمد على الخطوات الدبلوماسية والعقوبات، والاستعدادات.
إلى ذلك، أكد سكوت ريتر وجود أخطاء فادحة في “الأدلة” التي عرضتها الادارة الامريكية حول مفاعل نووي في سوريا، وهي، حسب ريتر، عبارة عن صور “إسرائيلية” تحمل كتابات باللغة العبرية.
أضاف: لا نستطيع أن نربط بين الصور التي عرضت لما قيل إنه مفاعل نووي من الداخل، والصور الملتقطة خارجه، وبمشاهدة هذه الصور لا يمكن أن نؤكد أنها للشيء ذاته.
الأمر الآخر، والكلام مازال لريتر، أن هذا الموقع إذا كان لمفاعل فهو صغير جداً ولا ينطبق مع النموذج الكوري الشمالي. وأضاف ريتر وعندما تقول المعلومات الاستخباراتية إن هذا مفاعل كان على وشك الاكتمال فلا أدلة على ذلك، ويكون السؤال أي نوع من المفاعلات هذا إن كان على وشك الاكتمال، حيث سيكون في حاجة لما بين 15 40 ألف رطل من الجرافيت وأين هو الوقود لهذا المفاعل؟
وإذا استرجعنا كيف ظهر وزير الخارجية السابق كولن باول أمام الأمم المتحدة ليعلن عن أدلة على أسلحة دمار شامل لدى العراق، تم إعدادها بواسطة الكمبيوتر، فيمكن الآن أن نراجع الموقف والمعلومات الاستخباراتية بشأن سوريا، لنصل، من دون شك إلى نتيجة أن هذا المفاعل ليس له أي علاقة بعمل نووي.
وعن أسباب التصعيد الامريكي والتوقيت الآن بعد تأخر أشهر لتبرير الغارة “الإسرائيلية” قال ريتر إنه يعتقد أن الأمر كله بسبب المفاوضات الامريكية مع كوريا الشمالية، حيث ان فريق ديك تشيني نائب الرئيس منحه بوش صلاحيات غير محدودة، وبقرار رئاسي وقعه عام ،2001 وما يحدث أمريكياً تجاه سوريا يخدم وجهة نظر فريق تشيني لممارسة مزيد من الضغوط على كوريا الشمالية وإحراجها إما بالاعتراف بأن لديها برنامجاً نووياً سرياً أو أنها زودت سوريا بمساعدات نووية.
وحول سؤال عن احتمال أن يكون موقف تشيني وفريقه بسبب رغبتهم في الهروب من ابرام اتفاق مع كوريا الشمالية وهل لدى ادارة بوش الوقت الكافي للإعداد لحرب ضد ايران وسوريا، رد ريتر بالايجاب، وأضاف أن الإدارة الحالية وضعت منذ وصولها، كلاً من العراق وسوريا وايران وكوريا الشمالية في محور الشر، وعندما عجزت عن تغيير النظام في سوريا وإيران ومن ثم كوريا الشمالية، بعد غزو العراق، ستحاول توريط الرئيس الأمريكي المقبل أياً كانت هويته في مواجهة مع هذه القوى، وستخلق الأجواء التي تمهد لضرب إيران.
ريتر الذي ألفّ مؤخراً كتاباً حمل عنوان: “الهدف ايران - الحقيقة حول خطط البيت الابيض لتغيير النظام”، تمنى على دول العالم والخليج العربي أن تتخذ موقفا من السياسة الأمريكية وبشكل حازم.
واعتبر ريتر أن السلوك السوري لم يكن واضحاً، وكان مشكوكاً فيه وأن على سوريا أن تدافع عن نفسها ليس ب”البروبجندا” والكلام، ولكن بدعوة خبراء لرؤية الموقع الذي تم قصفه في الحقيقة، وأضاف أن على سوريا أن تساعد نفسها.
وردا على سؤال عما إذا كان هو شخصياً مستعداً للذهاب في حال دعته سوريا، قال إنه بالطبع مستعد للذهاب بل ودعوة خبراء آخرين “لأن الحقيقة يجب أن تكتشف بسرعة أمام العالم وبشكل كامل، بعدها على سوريا الذهاب فوراً إلى مجلس الأمن الدولي لتدافع عن حقوقها وتكشف “إسرائيل” على حقيقتها أمام أعين العالم، وساعتها سيكون العالم مهيأ لأن يرفض أية ضربات أو حروب استباقية تشن ضد سوريا”.
وكان ريتر قد فند عدم قانونية الغارة “الإسرائيلية” والموقف الأمريكي باعتباره النقطة الأهم وقال: “الولايات المتحدة لا بد أن تبقى دولة تحترم القانون، وحتى إذا كانت سوريا تقوم ببناء مفاعل نووي فلا يكون القصف الاستباقي هو المفترض، وساعتها لا بد أن تأخذ الولايات المتحدة ما تقول إنها أدلة وتذهب بها للوكالة الدولية للطاقة النووية وعلى الأخيرة التحقيق والتحقق من الأمر، وإذا رفضت الوكالة الدولية فإن عليهم الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، ولكن أن يتم قصف المكان فهذا لا يمكن تبريره تحت أي ظروف، ولم يكن للولايات المتحدة أو ل”إسرائيل” استخدام هذا الذي يقولون إنه “أدلة” كمبرر للقيام بعمل غير شرعي وغير قانوني لقصف سوريا. ما حدث كان غير قانوني، ولكن ليس من قبل سوريا بل من قبل “إسرائيل”، ومن ثم على سوريا أن تقف وتدافع عن نفسها وحقوقها وأن تذهب إلى مجلس الأمن الدولي.
جاء هذا بينما أعاد السفير عماد مصطفى سفير سوريا لدى واشنطن نفي بلاده لما زعمت الولايات المتحدة بأنها “أدلة” مستنكراً الموقف الأمريكي التصعيدي ضد سوريا، ومتسائلاً عن أي مفاعل نووي يتكلمون والموقع الذي تم قصفه عبارة عن مبنى في منطقة بلا مياه أو كهرباء ولا حتى نقطة حراسة أو مواقع مراقبة عسكرية.
حنان البدري
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد