ردود الفعل العربية والدولية على اغتيال بيار الجميل

23-11-2006

ردود الفعل العربية والدولية على اغتيال بيار الجميل

استمرت طيلة يوم أمس، الردود العربية والدولية المنددة بجريمة اغتيال وزير الصناعة اللبناني السابق بيار الجميل، وكان لافتا تجنب بريطانيا اتهام سوريا مباشرة في القيام بها، بينما وصفت دمشق الاتهامات الموجهة اليها بأنها مهزلة.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ان قتلة الجميل يريدون تقويض الحكومة اللبنانية، الا انه اكد ان لندن لا تشير بأصابع الاتهام الى سوريا.
اضاف: من المبكر جدا التكهن بالجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال. الا انه اكد ان امكانية ان تصبح سوريا شريكا في عملية السلام في الشرق الاوسط تعتمد على عدم تدخلها في الشؤون اللبنانية.
وأكد ان لندن اوضحت لدمشق ان التصرفات السورية في لبنان هي احد المعايير التي ستحدد ما اذا كانت دمشق تلعب دورا بناء في الشرق الاوسط ككل ام لا. الا انه استدرك ان اعادة التأكيد على ذلك يجب ان لا ينظر اليها على انه اشارة بأصابع الاتهام الى سوريا، لاننا يجب ان لا نضع الافتراضات في هذه المرحلة.
من جهته، رأى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، انه ليست هناك ثقة كافية اليوم بين دمشق وباريس لاستئناف الاتصالات على مستوى عال. لكنه لم يشأ توجيه الاتهام في الاغتيال، وقال اتحفظ على الحديث عن المذنبين في هذه المرحلة وإن كان كل شخص يمكنه تكوين رأي بعد هذا الاعتداء الجديد الذي يلي سلسلة من الاعتداءات الاخرى.
وطالب الناطق بلسان وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين، بالعمل على ايجاد منظمي ومنفذي جريمة اغتيال الجميل وغيرها من الجرائم والأعمال الارهابية الأخرى لكي ينال المجرمون العقاب الذي يستحقونه.
وقال ان العودة الى نهج الاغتيالات السياسية في لبنان بعد مرحلة من الهدوء النسبي تثير لدينا القلق الشديد. فمن الواضح ان هناك قوى تستمر بالعمل على تقويض الوضع الداخلي اللبناني المتأزم أصلا في المرحلة الأخيرة. والسماح بأن يتطور الوضع على هذه الشاكلة لهو أمر غير مسموح به. إننا نأمل بأن يتمكن اللبنانيون في هذا الظرف العصيب من إظهار الحكمة وضبط النفس والحؤول دون الانجرار الى الاستفزاز والمواجهة.
ووصفت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الاغتيال بأنه جريمة خسيسة. وقالت نريد جميعا أن يكون لبنان دولة مستقلة وأن تتوقف أعمال العنف بكل قوة ممكنة.
كما أدانت كندا اغتيال الجميل ووصفته بأنه اعتداء على الاستقلال والاستقرار والديموقراطية في لبنان. وطالب وزير الخارجية بيتر ماكاي بإحالة المسؤولين عن هذا العمل الشنيع على القضاء.
من جهتها، اكدت دمشق براءتها من العملية، وقال وزير الإعلام محسن بلال، إن الجريمة موجهة ضد سوريا بالذات، واصفاً اتهام بلاده بالجريمة بأنه فارغ.
أضاف في تصريح أوردته صحيفة الوطن السورية المستقلة، إن الجريمة موجهة ضد الوفاق اللبناني والوحدة اللبنانية وضد لبنان المعافى وضد سوريا بالذات. وقال إن من يتهم سوريا اليوم هو ذاته يتستر على أعداء لبنان وأعداء سوريا.
كما اعتبرت السفارة السورية في واشنطن، ان الادعاءات المتعلقة بتورط سوريا في الاغتيال هي مهزلة ترمي الى تشويه سمعتها. وقالت في بيان للاسف، هذا العمل الوحشي دليل جديد على انه في كل مرة تضعف القوى السياسية اللبنانية التي تدافع عن برنامج مناهض لسوريا، يتم الضغط على الزناد لاعادة اشعال النيران وانزال الناس الى الشوارع.
وأكدت ليس صدفة ان يقتل بيار الجميل في اليوم الذي يناقش فيه مجلس الامن القضية اللبنانية.
كما اتهمت الصحف السورية الأكثرية اللبنانية بأنها على علاقة باغتيال الجميل، واعتبرت ان هذا الاغتيال يشكل طوق نجاة للحكومة التي تعتبر فاقدة الشرعية.
وتساءلت صحيفة البعث عن المستفيدين من اغتيال الجميل وقالت انه لا يمكن عزل الجريمة عن المناخ الذي جعل ممن يطلقون على أنفسهم الاكثرية معزولين شعبيا ومهددين بفقدان كثير من مواقعهم تحت وطأة التحرك الشعبي المنوي خلال فترة قريبة جدا لولا اغتيال الجميل الذي اريد منه كما يبدو بعثرة كل شيء من جديد.
أضافت ان القاتل المدرك تماما لدقة الوضع اللبناني أراد بجريمته عرقلة التحرك الشعبي الذي دعا اليه حزب الله وقوى سياسية فاعلة في الشارع اللبناني وبالتالي التأخير بالسقوط المحتوم للحكومة الفاقدة الشرعية.
وتابعت ففي تنفيذ الجريمة بتلك الطريقة إدانة فاضحة لاطراف الحكومة وفي اطار اوسع لفريق الاكثرية الذي حذر احد اقطابه قبل ايام قليلة فقط من وجود مخطط لاستهداف بعض الوزراء.
وأبرق الرئيس المصري حسني مبارك الى الرئيس الأسبق امين الجميل ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة من دون غيرهما، معزيا ومستنكرا هذه الجريمة الارهابية. ودعا في برقيته الشعب اللبناني الى التوحد ورص الصفوف لبناء لبنان الحر المزدهر.
من ناحيتها، اتهمت صحيفة الثورة اليمنية إسرائيل بالتورط فى اغتيال الجميل واعتبرت أنها هي من نفذت الجريمة. وقالت ليس بالأمر المستبعد أن تكون إسرائيل هي من أعدَّت وخطّطت بل ونفذت جريمة الاغتيال التي أودت بحياة وزير الصناعة اللبناني بيار الجميّل.
أضافت إن توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل له ما يبرره، بعد أن منيت بالفشل الذريع في تحقيق أهدافها من الحرب على لبنان.
الى ذلك، اكد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل اوغلي، انه صدم جدا ازاء الاغتيال. وقال البيان انه يبقى واثقا في ادراك الشعب اللبناني (..) وهو دعا هذا الشعب الى التمسك بوحدته الوطنية وتماسكه ازاء هذا الحدث المؤلم.
وندد البابا بنديكتوس السادس عشر بشدة بالاعتداء الوحشي، وقال في مواجهة قوى الظلام التي تسعى الى تدمير البلاد ادعو كل اللبنانيين الى عدم السماح لانفسهم بالانهزام امام الحقد بل الى ترسيخ الوحدة الوطنية والعدالة والمصالحة.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، انه يأمل الا يؤدي الاغتيال الى زعزعة استقرار المنطقة.
وأوضحت ميري ايسين ان اولمرت ادلى بهذا التصريح في اتصال هاتفي مع نظيره الايطالي رومانو برودي مساء امس الاول.
وأكد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز، ان النزاع مستمر في لبنان وإسرائيل لا علاقة لها به!.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...