رسائل سياسية في افتتاح مهرجان دمشق السينمائي

02-11-2007

رسائل سياسية في افتتاح مهرجان دمشق السينمائي

افتتح مهرجان دمشق السينمائي الدولي الخامس عشر امس بمشاركة 43 دولة عربية وأجنبية، والذي يعرض أكثر من 230 فيلماً موزعة على عدد من التظاهرات، فإلى جانب أفلام المسابقتين، الروائية الطويلة والقصيرة، يشتمل المهرجان على تظاهرات تحف السينما وسوق الفيلم الدولي وتظاهرة أفلام العقاد وبيرغمان وأنطونيوني والألمانية مارلين ديتريتش وغيرها من التظاهرات. ليلى علوي (من اليمين) وإلهام شاهين وبوسي ونيللي خلال مشاركتهن في الحفل الافتتاحي لمهرجان دمشق السينمائي الدولي في العاصمة السورية أمس
وإذا كان حفل الافتتاح يجري للمرة الأولى منذ سنوات في قلب المدينة، بعد أن كان يجري في قصر المؤتمرات على أطرافها، فإن ذلك جاء على حساب حشد أقل هذه المرة، حسب ما تستوعب صالة دار الأوبرا.
يصعب أن يجري حدث ثقافي في دمشق هذه الأيام من دون أن تكون فيه رائحة لرسائل سياسية. فإذا كانت اللوحات الراقصة، التي كانت الحيز الأكبر في الحفل، قد صممت في البدء للاحتفال بتظاهرات المهرجان، إلى حدّ تفسير السينما بالرقص أحياناً، أو حتى تقليدها، حيث يوازي مشهد حب على شاشة سينمائية في العمق مشهد حب حيّ على الخشبة، فإن اللوحات سرعان ما نحت إلى توليفة «من كل قطر أغنية». فلمصطفى العقاد، ورغم أن الرجل سوري، صممت رقصة بملابس ليبية. وللسينما الجزائرية، التي اختارها المهرجان بمناسبة احتفالية «الجزائر عاصمة الثقافة العربية»، رقصة وملابس جزائرية، وكذا للمصرية، والسورية.
لكن الرسائل الأوضح جاءت على لسان مدير المهرجان محمد الأحمد حين قال «بعيون السينما نرى، وبعيون الأفلام المنتقاة أجد الرد الحاسم لصوت البشرية في مواجهة طغمة صغيرة متنفذة تنشر الرعب والدمار وتشعل الحرب والعنف في كل مكان تصل إليه». كما في كلمة وزير الثقافة رياض نعسان آغا «نريد من السينما أن تكون رسالة للإنسانية، ومن السينما السورية أن تنقل رؤيتنا ورؤية الأمة العربية. نأمل بأن يستمر شرفاء العالم ممن اختاروا هذا الفن، في جعل السينما أداة حية وصرخة في وجه الظلم في العالم وينذرون العالم بالحرب. نحن هنا لنجسد حوار الحضارات».
وبعد أن عرض الحفل للجان تحكيم المهرجان، التي تغيب عنها الروسي كارين شاخنازاروف والإيراني مجيد مجيدي، كرّم المهرجان الفنانة اللبنانية صباح التي وقفت وغنت على الخشبة، ودريد لحام، والأديبة غادة السمان التي قرئت رسالة اعتذارها عن عدم الحضور لوفاة زوجها بشير الداعوق، والتي وجدت في التكريم نوعاً من عزاء حين قالت «أشعر بأن الشام كلها تطوقني، أوافق على التكريم، فالشام «بتمون» ومؤسسة السينما كذلك».
كما كُرمت الممثلة المصرية ميرفت أمين والمنتج المصري عادل حسني والممثل الروماني مارسيل يوريش والممثل الاميركي جون فيليب لو والممثلة الايطالية سيدني روم.
يذكر أن مهرجان دمشق السينمائي يسعى ليكون مهرجاناً دولياً، وهو لذلك تحوّل إلى مهرجان سنوي بعد أن كان مرة كل عامين. الأمر الذي يخضع لرقابة «اتحاد المنتجين العالمي» الذي يتطلب صالات عرض سينمائية ملائمة، وأن لا تخضع الأفلام للرقابة، وأن يكون المهرجان دورياً كل عام.

راشد عيسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...