رغم التحشيد.. طهران لا تميل لأي تصعيد خارج عن السيطرة
تراجع منسوب سخونة التصريحات الأميركية الإيرانية خلال الساعات الماضية، على نحو مطرد، عقب أيام من التراشق الإعلامي على خلفية الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بغداد، وما سبقه من إعلان عن تحركات عسكرية أميركية في مياه الخليج.
البنتاغون كان أعلن الخميس الفائت تسيير قاذفتين اثنتين من طراز «B 52» إلى المنطقة من أجل ما سماه «ردع العدوان»، مؤكداً على وجود «خطوات أخرى أقدم عليها الجيش الأميركي خلال الأسابيع الأخيرة»، مثل إرسال حاملة الطائرات USS Nimitz إلى المنطقة، وإرسال المزيد من أساطيل الطائرات المقاتلة».
تهديدات الربع ساعة الأخيرة من عمر ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يبدو حتى الساعة أنها في طريق التنفيذ، لاسيما مع الإصرار الإيراني على التلويح بقدرتها على التصدي لأي عدوان من جهة، وإصرارها على نزع فتيل أي حرب يجري الدفع باتجاهها من قبل أطراف أميركية وغير أميركية بهدف التخريب على ما قد ينتج عنه وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن للسلطة ورغبته في إعادة وصل ما انقطع فيما يخص الملف النووي، وهو ما كشفت عنه تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأخيرة والتي حذّر فيها من عواقب أي مغامرة عسكرية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كذلك إصرار قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني خلال لقائه المسؤولين العراقيين في بغداد قبل أيام، على التأكيد بأن بلاده غير مسؤولة عن استهداف المصالح الأميركية في العراق.
مصدر إيراني واسع الإطلاع، لفت في تصريح لـ«الوطن»، إلى أن التصريحات الإيرانية الأخيرة ومعها تصريحات قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، أول من أمس، والتي أكد فيها أن بلاده غير معنية بأي تصعيد في المنطقة، وهي لا تريد النزاع، تؤكد ميل الطرفين إلى تبريد الأجواء بينهما، وأنهم ليسوا بوارد الذهاب نحو الحرب.
المصدر بيّن أنه وفي حال فرضت الحرب على إيران فإن هذا سيكون بمثابة الأمر الذي لا مفر منه وهي مستعدة له بطبيعة الحال، لكن طهران لا تميل لأي تصعيد خارج عن السيطرة في منطقة الخليج.
ولفت المصدر إلى العامل الإسرائيلي في كل ما يجري مبيناً بأن إسرائيل دائماً لها مصلحة في خلط الأمور، وحصول تصعيد عسكري في المنطقة، لأن فلسفة وجودها قائمة على استمرارية التصعيد والاضطرابات في المنطقة، وإذا ما تابعنا أي تصريح أميركي فيه نوع من التصعيد، نجد أن خلفه محرض إسرائيلي، حيث تسعى لتسخين الأجواء في المنطقة لما يخدم مصلحتها، لكن للدول مصالحها وهناك حسابات كبرى، تحكم هذه المصالح.
وحسب مصدر فإن الولايات المتحدة حتى وإن كانت تريد الدخول في حرب ضد إيران، فإن مشكلتها هي في عدم معرفتها لتكلفة هذه الحرب، ومتى وكيفية إنهائها، وهذا ما يمنعها من الإقدام على تنفيذ أي عدوان ضد طهران.
قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنغسيري كان دعا قواته أمس، لليقظة والاستعداد، وأكد خلال تفقده قواته في جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، على جاهزيتها للدفاع عن أمن إيران.
الوطن
إضافة تعليق جديد