روسيا ترفض لغة التهديدات والعقوبات

08-11-2007

روسيا ترفض لغة التهديدات والعقوبات

صادق مجلس الدوما (النواب) الروسي على تعليق تطبيق معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا، ما اعتبره حلف شمال الاطلسي (الناتو) أمراً مؤسفاً، وأعلنت موسكو انها قد ترسل تعزيزات عسكرية الى حدودها مع الدول الاوروبية، وأكدت أنها لم تتلق رداً رسمياً من واشنطن بشأن المقترحات البديلة من الدرع الصاروخية، وشددت على أنها لن تساوم على الملف النووي الإيراني مقابل تنازلات أمريكية في شأن هذه الدرع، وعلى اعتماد لغة الحوار والتفاوض لحلحلة الملف النووي الايراني والنزاع في دارفور والوضع في كوسوفو.وصرح المتحدث باسم الناتو جيمس اباثوراي للصحافيين في بروكسل “كل خطوة تتخذها روسيا باتجاه الانسحاب من المعاهدة تعد مؤسفة”. واضاف “انها معاهدة مهمة للغاية لأمن أوروبا”.وكان مجلس الدوما قد صوت الاربعاء بالاجماع لصالح تجميد تطبيق معاهدة القوات التقليدية في اوروبا  الموقعة في ،1990 والتي تحد من انتشار الاسلحة على القارة الاوروبية. وتم تبني مشروع القانون “حول تعليق اتحاد روسيا تطبيق معاهدة القوات التقليدية في اوروبا” من قبل 418 نائبا حضروا الجلسة. ومبدئياً سيرفع هذا المشروع الى مجلس الاتحاد على أن يوافق عليه الرئيس الروسي لإصداره قانوناً. وقال نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال الكسندر كولماكوف ان بلاده تعمل على درس تعزيز قواتها على حدود دول الاتحاد الاوروبي، بعد تعليق العمل بالمعاهدة، لكنه أشار الى ان قرارا بهذا الشأن لم يتخذ بعد. ووصف المتحدث باسم حلف الناتو تصويت الدوما بأنه “خطوة مؤسفة”.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس (الأربعاء) إن الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن أي رد رسمي بشأن البدائل التي تطرحها موسكو من الدرع الدفاعية الصاروخية، مقابل تأكيده أن بلاده نفذت كل التزاماتها في إطار معاهدة الحد من القوات التقليدية. وقال لافروف “سمعنا الكثير (من الأمريكيين) عن وجود تنازلات ومراعاة لما يثير قلقنا، ولكننا لم نحصل حتى الآن على أي موقف واضح من زملائنا الأمريكيين على الرغم من وعودهم المتكررة”. وأشار إلى أن المسؤولين في واشنطن لم يردوا لغاية الآن على “المسألة الأهم، وهي الاقتراح الذي قدمه الرئيس بوتين لنظيره الأمريكي جورج بوش والمتعلق بالاستخدام المشترك لمحطة رادار غابالا في أذربيجان، وكذلك المحطة التي يجري بناؤها جنوب روسيا”.

وشدد لافروف على أن روسيا “نفذت كل ما يتعلق بها من التزامات ضمن اتفاقيات اسطنبول ،1999 بما في ذلك المسائل المرتبطة بسحب القواعد العسكرية الروسية من جورجيا ومولدوفا، والمصادقة على النسخة المعدلة من معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا”. وأوضح أن القانون الذي أقره الدوما لا يعني خروج روسيا من معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، بل “تعليق مشاركتها فيها”. وأردف “ننتظر أن يصادق المشاركون في المعاهدة على نسختها المعدلة” التي ترفض الولايات المتحدة وباقي دول الناتو المصادقة عليها.

من جهة أخرى، أعلن لافروف رفض روسيا استخدام “لغة التهديدات والعقوبات لتسوية النزاع في إقليم دارفور السوداني”. وقال “نحن نعتبر أن تحقيق التسوية في السودان يجب أن يكون عن طريق المفاوضات فقط”. ورفض لافروف التعليق على الأحداث الدائرة في جورجيا، معتبراً أنها مسألة داخلية. ولفت إلى أن “ما يجري في جورجيا هو قضية داخلية، ومع ذلك فهو يحظى باهتمامنا”.

ونفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك تقارير بأن موسكو ستغير مواقفها المعلنة من إيران وكوسوفو في حال تقديم الولايات المتحدة تنازلات بشأن معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا والدفاع المضاد للصواريخ. وقال “عملت طويلاً بخصوص الاتفاقات الروسية الأمريكية، ولم أسمع أبداً عن أي رزمة مقترحات من نظرائنا الأمريكيين” بهذا الخصوص. أضاف أن روسيا “تملك موقفاً مستقلاً في ما خص كلاً من هذه المسائل”. وفي هذا السياق نفى كيسلياك أن يكون بوتين أو وزير الخارجية لافروف نقلا “مقترحات سرية” إلى المسؤولين الإيرانيين خلال زيارتهما إلى طهران الشهر الماضي. وشدد على أن موقف روسيا قائم على حل المسألة النووية الإيرانية من خلال المفاوضات.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...