روسيا والصين تؤكدان رفضهما المطلق لأي محاولات للتدخل في شؤون سورية الداخلية

أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ رفضهما المطلق لأي محاولات للتدخل في شؤون سورية الداخلية باستخدام القوة.

وأعلن الرئيسان بوتين وبينغ في بيان مشترك صدر في ختام المباحثات التي جرت بينهما في مدينة شنغهاي الصينية اليوم أن بلديهما يدعمان جهود الحكومة السورية وجهود الأسرة الدولية الموجهة إلى الإنجاز الناجح لعملية إتلاف الأسلحة الكيميائية في سورية.

وأعرب بوتين وبينغ عن "القلق العميق بخصوص الوضع الإنساني المتردي في سورية" داعيين إلى "انتهاج مسلك غير مسيس وغير منحاز من أجل حل مشكلات سورية الإنسانية ومشكلات المهجرين السوريين في الخارج بشكل عاجل مع مراعاة معايير القانون الإنساني الدولي".

من جهة أخرى دعا الرئيسان بوتين وجين بينغ جميع الأقاليم والمكونات الاجتماعية والسياسية في أوكرانيا إلى بدء الحوار بينها ووضع تصور للتطور الدستوري للبلاد مع ضمان حماية تامة لحقوق المواطنين.

ونقل موقع روسيا اليوم عن الرئيسين قولهما إن روسيا والصين "قلقتان بشكل بالغ إزاء الأزمة السياسية الداخلية المستمرة في أوكرانيا ولذلك تدعوان إلى نزع فتيل هذه الأزمة والتحلي بضبط النفس وإيجاد حلول سياسية سلمية لحل المشكلات العالقة".

وأضاف البيان إن "الطرفين يدعوان جميع الأقاليم والمجموعات الاجتماعية السياسية في أوكرانيا إلى الدخول في حوار وطني واسع والعمل معا على وضع تصور للتطور الدستوري القادم للدولة يضمن مراعاة تامة لحقوق وحريات المواطنين المعترف بها دوليا" مشيرا إلى أن "الرئيسين أكدا عزم روسيا والصين على التصدي بحسم لأي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

وأوضح البيان أن الرئيسين دعيا إلى "التخلي عن لغة العقوبات أحادية الجانب وعن تمويل أو تشجيع النشاطات الرامية إلى تغيير النظام الدستوري في أي دولة أو إلى جرها لاتحادات متعددة الأطراف أو الأحلاف" وأكدا أيضا ضرورة الحفاظ على "استقرار العلاقات الدولية والسلام والأمن على المستويين المحلي والعالمي" وتسوية الأزمات والخلافات ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات والتصدي لانتشار أسلحة الدمار الشامل.

من جهة أخرى وفي سياق العلاقات الثنائية بين البلدين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مباحثاته مع نظيره الصيني أن روسيا والصين تعتزمان زيادة التبادل التجاري بينهما وتطوير علاقاتهما الاقتصادية والتجارية بشكل نوعي.

وقال بوتين إن "بلدينا تمكنا من إنجاز عمل مشترك هائل للوصول إلى حد تاريخي جديد أي إلى الشراكة الشاملة والتعامل الاستراتيجي حيث تحتل الصين مكانة متينة كشريك تجاري أساسي بالنسبة لروسيا" .

وأوضح الرئيس الروسي أن التبادل التجاري بين البلدين اقترب العام الماضي من 90 مليار دولار بزيادة نحو 2 بالمئة عن العام الذي قبله متوقعا أن يصل هذا الموءشر إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2015 في حال بقيت وتائر نمو التعاون الثنائي على ما هي الآن.

وشدد بوتين على ضرورة تحقيق تطورات نوعية في العلاقات التجارية الاقتصادية بين روسيا والصين بموازاة زيادة حجم التبادل التجاري لافتا إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تكثيف التعاون في المجال الاستثماري.

يذكر أن بوتين وصل إلى الصين صباح اليوم في زيارة رسمية تهدف إلى بحث العلاقات بين البلدين وقضايا دولية من بينها القضية الأوكرانية والمشاركة في قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا "سيكا" التي ستعقد يوم غد.

ومن المقرر أن يعقد بوتين اليوم عددا من اللقاءات الثنائية الأخرى ضمن الزيارة ولاسيما مع الرئيس المنغولي تساخياجين ايلبيغدورج والرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد قرضاي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذين وصلوا إلى شنغهاي للمشاركة في قمة مؤتمر "سيكا".