زيارة عباس إلى سوريا وضعت اللبنة الأولى لإنهاء الانقسام الوطني

أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، في الرياض محادثات مع الملك السعودي عبد الله تناولت الأوضاع على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق السلام، وذلك غداة المحادثات التي أجراها في دمشق مع الرئيس بشار الأسد، والتي رأت منظمة التحرير الفلسطينية أنها «وضعت اللبنة الأولى لإنهاء الانقسام» الداخلي.
ويأتي ذلك، في وقت ذكرت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية رصدت نحو مليار شيكل (250 مليون دولار) للبنى التحتية في المستوطنات للعامين 2009 و2010. ونقلت إذاعة إسرائيل عن الأمين العام للحركة ياريف أوفنهايمر قوله إن المبالغ الحقيقية المرصودة للاستيطان أكبر بكثير. وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم ترصد أية ميزانية لإخلاء ما يسمى بالبؤر الاستيطانية العشوائية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن عباس والملك عبد الله بحثا خلال اللقاء «تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني».
وكان الرئيس بشار الأسد التقى نظيره الفلسطيني في دمشق أمس الأول. وذكرت وكالة (سانا) إنّ «الأسد وعباس بحثا آخر التطورات الجارية على الساحتين الفلسطينية والعربية وخاصة بعد خطاب (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو والشروط التي وضعها في وجه عملية السلام». وأشارت إلى أنهما شددا «على ضرورة توحيد المواقف العربية لمواجهة السياسة الإسرائيلية التي تستمر في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحاول التنصل من استحقاقات عملية السلام وتضع العراقيل إمام قيام دولة فلسطينية ذات سيادة».
واعتبرت الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنّ زيارة عباس إلى سوريا من «أهم وانجح الزيارات» كونها وضعت «اللبنة الأولى لإنهاء الانقسام الفلسطيني». وأشار المستشار السياسي لرئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، انور عبد الهادي إلى أنّ «جهود سوريا الكبيرة ستنعكس على اجتماعات القاهرة في بداية الشهر المقبل لإنهاء الانقسام مقدمة بذلك دعما كبيرا للجهود المصرية».
وخلال زيارته إلى دمشق التقى عباس بالأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة. وأشار بيان صادر عن الجبهة أنّ الجانبين اتفقا على ان «لا مفاوضات مع حكومة نتنياهو قبل الوقف الكامل للاستيطان بما فيه أكذوبة النمو الطبيعي».
في غضون ذلك، أعلنت حركة حماس تأجيل الخطاب السياسي الذي كان من المفترض ان يلقيه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل مساء أمس الأول من دون أن توضح السبب، لكن أوساطاً إعلامية ربطت بين هذا التأجيل والمحادثات بين الأسد وعباس.
من جهة ثانية، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن خطابه الأخير لا يشكل بداية لمفاوضات مع الفلسطينيين، بل يعبر عن النقاط الأساسية الأمنية وفى مقدمتها التأكيد «أنه لا سلام من دون أمن». وجدد نتنياهو دعوته للفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل، وعدم طرح المزيد من المطالب.
وكانت الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية شهدت أمس تبايناً في المواقف بين الوزراء حيال العملية السياسية مع الفلسطينيين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نقاشا دار بين الوزراء من حزب العمل وبين الوزراء من حزب الليكود وأحزاب اليمين الأخرى بعدما كرر نتنياهو تأكيده للمواقف التي أطلقها في خطاب جامعة بار إيلان.
وعبر عدد من وزراء حزب العمل عن تأييدهم لموقف نتنياهو فيما يتعلق بطبيعة الدولة الفلسطينية ودعوه إلى التقدم بسرعة أكبر في العملية السياسية مع الفلسطينيين، فيما عارض وزراء الليكود واليمين دعوات وزراء العمل واعتبر الوزير بيني بيغن أن «من حقنا الحصول على دولة يهودية ومن حقنا مواصلة الاستيطان في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)» رغم المطالب الأميركية بتجميد الاستيطان.

المصدر: وكالات