سجال بين البرادعي وإسرائيل حول سوريا:غارتكم انتهكت القانون الدولي
دار سجال بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس، ومندوب إسرائيل لدى الوكالة إسرائيل ميخائيلي الذي اتهمه بالانحياز في التحقيق حول الأنشطة النووية السورية، فيما رد البرادعي بمطالبة إسرائيل «بوقف إلقاء العظات علينا»، موضحا أن الدولة العبرية تحاول الاستفادة من معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، من دون أن تكون خاضعة لأي محاسبة.
وقال دبلوماسي إن الجو كان مشحونا، موضحا أن البرادعي وميخائيلي تجادلا لمدة دقائق، خلال جلسة مغلقة لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
وحث ميخائيلي البرادعي على «تجنب الانحياز السياسي في التعاطي مع الملف النووي السوري». وقال إن «إسرائيل ردت في الوقت المناسب وبنية حسنة على السؤال الذي وجه إليها بخصوص مصدر جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في موقع المفاعل النووي في دير الزور» الذي أغار عليه الطيران الإسرائيلي في أيلول العام 2007. وأضاف «بالتالي إن الدعوات المتكررة من قبل المدير العام لإسرائيل للتعاون في هذا التحقيق لا معنى لها».
وتابع «لو رغب المدير العام الحصول على معلومات إضافية من إسرائيل، لما رفض الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين، وكان امتنع عن مهاجمة إسرائيل علنا». واعتبر أن البرادعي لم يستخدم «كل الإجراءات المتاحة له» لحمل سوريا على التعاون الكامل مع التحقيق.
ورد البرادعي، موضحا أن موقف إسرائيل «محرف بالكامل». وأضاف «أشير إلى إسرائيل، وسأواصل الإشارة إلى إسرائيل، لأنكم انتم من قصفتم المنشأة (السورية)، إلا إذا قلتم لي إنكم لم تقوموا بهذا الأمر». وأضاف «نحن لا نتصرف بشكل انتقائي، لكن بالطريقة ذاتها مع الجميع. نحن نطبق القانون الدولي. وحين قصفت إسرائيل ما قالت انه منشأة نووية فإنها لم تعرقل فقط عملنا، وإنما انتهكت بشكل واضح القانون الدولي».
وتابع البرادعي، وهو يوجه نظره لميخائيلي، «لقد ذكرت يا سيدي انه ينبغي لنا أن نندد بسوريا وندينها. لكن إسرائيل بعد ما قامت به تستحق التنديد لأنها لم تسمح لنا بالقيام بما يفترض أن نفعله بموجب القانون الدولي. وتقول إننا نحجم عن استخدام وسائل. إسرائيل ليست حتى عضوا في نظام (حظر الانتشار) حتى تقول لنا ما يجب أن نفعله. سنقدر لكم كثيرا إذا توقفتم عن إلقاء العظات علينا حول كيفية القيام بعملنا. نحن نستخدم جميع الوسائل المتاحة لنا».
وأوضح البرادعي «لا يمكنكم أن تجلسوا على حافة الحلبة، وتستفيدوا من النظام من دون أن تكونوا خاضعين لأي محاسبة. سأظل أسال حكومتكم: ما هي المعلومات التي أدت بكم إلى تجاوز عملية الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأعلن أن الرد الإسرائيلي الكامل على أسئلة الوكالة حول آثار اليورانيوم التي عثر عليها في الموقع السوري كانت: «لا يمكن أن تكون أتت منا».
وكرر نائب المندوب الأميركي لدى الوكالة جيفري بيات اتهام واشنطن لدمشق بعرقلة التحقيق الدولي. وهون المندوب السوري إبراهيم عثمان من شأن الآثار التي عثر عليها في دمشق، موضحا أنها آثار غير ضارة لتجارب باستخدام النيوترونات أجراها طلبة يدرسون الفيزياء.
من جهة أخرى، رحب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بما تضمنه التقرير السنوي للوكالة الذرية من إشارة واضحة لحسم المسائل العالقة في تنفيذ اتفاق الضمانات الشاملة. وكرر دعوة القاهرة لإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية لمنظومة الضمانات الدولية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد