سقوط قارة يشق صفوف المسلحين ومتمردو بيت سحم يسلمون أنفسهم إلى السلطات المختصة

21-11-2013

سقوط قارة يشق صفوف المسلحين ومتمردو بيت سحم يسلمون أنفسهم إلى السلطات المختصة

ارتفع منسوب التوتر العسكري في منطقة القلمون السورية أمس، مع لجوء المعارضة المسلحة إلى العمليات الانتقامية، رداً على تقدم الجيش السوري في جبهة قارة الجبلية، فاستهدفت عمليتان انتحاريتان نقطتين للجيش، الأولى في منطقة النبك، والثانية في دير عطية وهما بلدتان تقعان على طريق دمشق حمص الدولي، ما أدى إلى مقتل سبعة عسكريين وإقفال طريق دمشق حمص لعدة ساعات للمرة الرابعة هذا الأسبوع.
وجاءت العمليتان مع بزوغ فجر أمس، حيث ترافقت الثانية مع محاولة اختطاف طاقم الفضائية السورية الذي غطى دخول الجيش إلى مدينة قارة منذ يومين.مسلحون من «لواء ذي النورين» يطلقون صاروخاً في محافظة حلب أمس (أ ف ب)
وانفجرت  يوم أمس سيارة مفخخة يقودها انتحاري  أمام مبنى الأمن العسكري في مدينة النبك، وأخرى أمام حاجز عسكري»، حيث تحدث ناشطون معارضون عن أن عناصر الحاجز أوقفوا سيارة اشتبهوا بها، ما دفع السائق الذي يضع حزاماً ناسفاً إلى الهرب قبل أن تنفجر السيارة، ولتتبنى كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) العمليتين.
ووفقاً لمتابعي الشبكات «الجهادية»، تتحمل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مسؤولية العمليات التي جرت، وذلك لطبيعتها، ولتهديدات سابقة على خلفية شن الجيش معركته في القلمون، فيما قام ما يسمى بـ«لواء درع العاصمة» بالهجوم على المستشفى الوطني في مدينة دير عطية ومخفرها، بسيارتين محملة بالانتحاريين أيضاً، حيث أشارت المصادر إلى أن منفذي العمليتين بينهم سعوديون.
وبحسب متابعين ميدانيين، فإن هذه الجبهة الواسعة ستكون مصدر توتر كبير في الأسابيع المقبلة، نتيجة هرب آلاف المقاتلين نحو البادية السورية، الممتدة إلى محيط حمص وتدمر وحتى الحدود العراقية. وهو ما دفع بسلاح الجو السوري مترافقاً مع المدفعية الثقيلة إلى تكثيف هجماته صباح وظهر أمس.
وشهدت منطقة دير عطية والأراضي المحيطة بها، كما المناطق المحيطة بالنبك، والمزارع المحيطة بمدينة قارة ويبرود، قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً، مستهدفاً تجمعات المقاتلين ونقاط تمركزهم، بالإضافة إلى مناطق ريف دمشق، في داريا والغوطة الشرقية ودوما، التي شهدت اشتباكات وقصفا مماثلين، تمهيداً لدخول الجيش إلى منطقة بيبيلا ضمن منطقة الغوطة. وأعلنت وكالة  «سانا» أمس، عن إحباط الجيش لمحاولة تسلل مسلحين من لبنان إلى منطقة ريف حمص. وذكر التلفزيون السوري أن 70 مسلحاً من منطقة بيت سحم في ريف دمشق سلموا أنفسهم إلى السلطات المختصة.
في المقابل، ومن جهة المسلحين، اشتعلت معارك كلامية وافتراضية عنوانها تبادل الاتهامات بالانسحاب من قارة. ففي وقت حملت فيه «داعش» باقي الفصائل مسؤولية الخيانة والتراجع من المنطقة، أصدر «جيش الإسلام» بياناً، أوضح فيه أن من انسحب لم يمثل إلا نفسه، وستتم متابعة الموضوع ومحاكمة المسؤولين عنه، مؤكدين ما أسموه «ثباتهم» في القلمون.
وتوعدت «جبهة النصرة» بالعودة وإشعال المنطقة، فيما غاب أي تفسير منطقي لسبب الانسحاب على ألسنة معظم الناشطين الإعلاميين الذين تسابقوا إلى الظهور على الفضائيات إثر سيطرة الجيش على البلدة.
وذكر مصدر ميداني معارض لـ«السفير» أن السبب الأساسي للتراجع كان في «كتيبة صواريخ الكونكرس» التابعة لـ«جيش الإسلام»، التي خلق انسحابها بلبلة واسعة باعتبارها خط الدفاع الأساسي لصد الدبابات، وهو ما سمح للجيش بالتقدم تحت غطاء ناري كثيف.
وعلق مصدر مقرب من «جيش الإسلام» أن «الانسحاب تم لأن البلدة ستسقط في كل الأحوال». فيما أرجعت مصادر أخرى سبب الانسحاب إلى خطة يعد لها المسلحون بهدف الالتفاف على مواقع النظام وضربها تدريجياً.
أما في باقي المناطق السورية، فقد استهدف محيط ساحة الأمويين وسط العاصمة بقذيفة هاون، واستمر سقوط القذائف على حي القصاع الذي شهد تراجعاً في نسبة الحركة قياساً بالأيام الماضية، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين.
ولم تتوقف العمليات العسكرية في الجبهة الجنوبية للعاصمة، بالرغم من الهدوء النسبي الذي شهده مخيم اليرموك.
وفي حلب، استمرت المواجهات في محيط «اللواء 80» ومطار النيرب العسكري، بالإضافة إلى المسجد الأموي في قلب المدينة والمناطق القديمة، وأحياء السبيل ومارتيني والإذاعة في العاصمة الاقتصادية، فيما لم يتغير الحال بالنسبة إلى سجن حلب المركزي.

زياد حيدر- طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...